أخبار وتقارير

يحيى الشامي: القوى التي ضايقت شباب الثورة في الساحات دافعها الحقيقي المحافظة على السلطة والثروة

يمنات – صنعاء – حمدي ردمان

دشن الحزب الاشتراكي اليمني في مقر اللجنة المركزية بصنعاء مرحلة الانتساب الجديد للحزب، بحضور عدد كبير من الأعضاء الجدد في الحزب.

وألقيت في الفعالية التي خصصت للاحتفاء بالذكرى السنوية لثورتي سبتمبر وأكتوبر الذي نظمتها منظمة الشهيد ماجد مرشد في المنطقة الشمالية من العاصمة، عدد من الكلمات.

وألقى الأستاذ يحيى الشامي عضو المكتب السياسي للحزب كلمة الأمانة العامة للحزب تناول فيها تجربته في العمل السياسي.

وقال الشامي: ما حدث لي شخصياً قبل 54 عامُ حينما التحقت بالعمل السياسي المنظم في مدينة القاهرة، أن الانتماءات الحزبية في السنوات التي مضت كانت محدودة من حيث العدد.

واشار إلى أن إرادة المناضلين والتضحيات التي قدمها المناضلون والثوار في شتى أنحاء الوطن في الداخل والمهجر، مهدت الطريق كي يتم مثل هذا الحفل بانتساب أعداد كبيرة من الشباب والشابات الي صفوف الحزب الاشتراكي اليمني.

وأضاف الشامي: أريد أن أقول أن المهام المنتصبة أمام المناضلين الاشتراكيين ليست سهلة، فأمامهم كبيرة مهام تتعلق بترسيخ الديمقراطية، حيث  ماتزال هناك قوى محلية وإقليمية ودولية ضد الديمقراطية.

وأستدرك قائلا: لكن بالمقابل هناك قوى محلية وإقليمية ودولية في كافة شعوب العالم مع الديمقراطية.

وأوضح أن المهمة الثانية هي إقامة الدولة، التي أرادتها ثورة الشباب السلمية الشعبية، وليس مجرد سلطة تحكمها مجموعة من العصابات النافذة، دولة يسودها الدستور والقانون والمساواة والعدالة الاجتماعية.


وقال: اسمحوا لي أن أعطي ملاحظة حول التجربة اليمنية المسلحة ضد الاستعمار البريطاني، والتي كانت بسلسلة طويلة من نضال الشعب اليمني في الشمال والجنوب بصفة خاصة نضال العمال والطلاب والمرأة، حتى توجت تلك النضالات بثورة أكتوبر العظيمة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني.

 ولفت إلى أن ثورة أكتوبر استطاعت أن تدك 43 إمارة ومشيخة وسلطنة ومستعمرة.

وتسأل الشامي في كلمته ما هو السر في أن تتمكن هذه الثورة من إقامة دولة حقيقية يسودها العدل الاجتماعي والنظام والقانون والمساواة في الشطر الجنوبي من البلاد؟.

وأضاف: أنا أقول هذا الأمر يرتضي إلى حدِ كبير بأن ثورة أكتوبر التقطت المضمون الرئيسي لنضال الشعب وهو تحقيق العدالة الاجتماعية، ولهذا صار كل المواطنين في جنوب البلاد يعملون من أجل بناء دولتهم المدنية الحديثة الجديدة.

وأشار إلى هذه الثورة وهذه الدولة واصلت مشوارها الحقيقي لما رمزت إلي ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر، التي من أهدافها إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، وهو الذي لم يتحقق في ثورة سبتمبر إلا الشيء البسيط والبسيط جداً في سنوات الثورة الأولى.

وأكد أن ثورة أكتوبر التقطت هذه المهمة التاريخية الكبرى وترجمتها على أرض الواقع.

وقال: لهذا أقول على الاشتراكيين وهم يناضلون من أجل ذلك في الوقت المرحلي لحركة الديمقراطية باليمن إجمالاً أن يدرسوا بين وقت وأخر المهام المرتبطة بتحقيق العدالة الاجتماعية.

وأشار انه ليس بالضرورة أن تأخذ هذه المهام نفس المهام التي كانت في جنوب الوطن في ظل اليمن الديمقراطي، وإنما في ظل الشروط التي يجب قراءتها والظروف الموضوعية التي يجب التمعن فيها سواءً كانت هذه الظروف محلية أو إقليمية أو دولية.

 وقال: على الاشتراكيون ومعهم الكتل التقدمية أن لا يستنبطوا الخطوات الملموسة لتحقيق العدالة الاجتماعية بعيداً عن الركود وبعيداً عن الشطب، وعليهم أن يدرسوها مجدداً

وأوضح أن على المشترك أن يدرس بعناية فائقة وكذلك الأحزاب السياسية خارج نطاق اللقاء المشترك، ومراكز البحث والدارسة في البلاد عليهم ان يدرسوا مجددا أن يتم هذا الأمر في مؤتمر الحوار الوطني القادم لتحقيق مضمون العدالة الاجتماعية التي أشارت إليها ثورة سبتمبر وترجمتها ثورة أكتوبر، وعليهم أن يقولوا للراي العام هذا هو الممكن، كما يجب عليهم أن يقولوا أن هذا ضروري أيضاً.


وأعتبر أن القوى التي دخلت صراعات وضايقت الكثير من شباب الثورة سواء في ساحة صنعاء او ساحة تعز أو غيرها من الساحات دوافعها الحقيقية المحافظة على السلطة والثروة، وهذا هو الدافع الحقيقي، وليس وراء هذا الصراع للقوى القديمة إلا الاحتفاظ بالسلطة والثروة.

وأشار إلى أنه كان خلال تلك الفترة نظام كهنوتي ملكي إمامي في شمال الوطن ونظام استعماري سلاطيني في جنوب الوطن.

ووصلت هذه القوى إلى مرحلة لم تعد صالحة للبقاء فقامت الثورة السبتمبرية والثورة الاكتوبرية.

 موضحا أنه توجد اليوم قوى جديدة تمثل الثورة المضادة، علينا أن نتنبه لها، وهي قوى أكثر شراسة من القوى القديمة التي ضربتها ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر.

وأوضح أن هذه القوى تتمثل في البرجوازية الطفيلية التي تعتمد على مصدرين:  المصدر الأول السلطة والمصدر الثاني المال العام، وقد نهبت ممتلكات المواطن وهذه الشريحة خطيرة جداً، تبحث عن المال بأي طريقة، والفرد من هذه الشريحة على استعداد أن يضرب أخوه أو خاله أو عمه أو حتى أبوه إذا هدد مصالح هذه الشريحة. مضيفا: نحن اليوم أمام قوى خطيرة جداً ينبغي أن نتنبه لها.


وأشار الشامي إلى أنه في المقابل ومنذُ ثورة سبتمبر وأكتوبر دفع المجتمع المحلي بقوى جديدة هائلة، موضحا أن عشرات الآلاف من الشباب من عدن وصنعاء ومختلف المناطق تطوعوا للدفاع عن ثورة سبتمبر، واليوم دخل المعركة مئات الآلاف من البشر وهذه قوة ينبغي أن تحكم تقديرنا للأمور وأن نتصرف بنوع من الثقة.

وخاطب الشامي الحاضرين من المنتسبين الجدد للحزب: المهمة اليوم ملقاة على عاتق كل واحد منكم، والأمور لم تعد مثلما كانت في الماضي، بأنكم سوف تتواجدون في حلقات هذا كان في العمل السري الذي كنا نعمله نحن زمان.

وقال: أنصح الأمانة العامة والمنظمة التي أقامت هذا الحفل أن تراعي الأوضاع الجديدة.

موضحا أن الاجتماعات الحلقية صارت مملة، ويجب أن تحل محلها الاجتماعات الموسعة، لكل منظمة من منظمات الأمانة. مشيرا أن على منظمة الأمانة ان تعطي اهتمام خاص للشباب والشابات الجدد.

واكد انه يجب وضع برنامج كي يعتاد الشباب على البرنامج السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، وكذلك برنامج ثقافي كي يتم استيعاب النظام الداخلي.

وأضاف: يجب أن يناقشوا الأمور ويعطوا حرية للسؤال، ويجب أن تتوفر الإجابة حتى وإن كانت الإجابة لبعض الأسئلة ليست متوفرة، علينا أن ننتظر الزمن وسوف يساعد الحزب على الإجابة على أي سؤال جديد تطرحه الحياة أو يطرحه الشباب والشابات الجدد.

وفي نهاية الكلمة قال الشامي: أنا من الجيل القديم من الاشتراكيين لكنني أشعر بالسعادة الغامرة والقاعة تمتلئ بهذا العدد المحترم من الشباب والشابات الذين على أبواب الحزب الاشتراكي وعليهم أن يدركوا أن الراية سوف تكون بأيديهم.

"فيديو"

 

زر الذهاب إلى الأعلى