أدب وفن

(عدن) لثغة طفل رغم الكبرِ- جاكلين احمد

يمنات
نبية المدن.. قديستها .. وكل رهبانها

في ربيعِ العمرِ تتربعين ملكة القلوب

تتزينين .. ترشين العطر بين اعطافكِ ..

وتنادين كل محبي الحياة للسير خلفكِ..

تغنجِ .. تبخترِ .. ولا تقفِ على رصيفهم المفروش بالدمِ ..

ِاشعلِ الشموع احتفالاً بعيدك..

تحررِ من قبحهم.. من نبرةِ القتل في اصواتهم….

سيدة مدن الدنيا .. قصيدة الحب في اغاني الطيور ..

لعيدكِ سيدتي طعم اخر .. لانكِ وردة تغار منها نيرانهم ..

كوكب من سحرٍ .. من لذةٍ.. من عبقِ..

حورية البحر الاسطورية بإبتسامةِ ثغرك المغري الشبقِ..

نجمة من خزفِ زُرعت بين اضلع ابنائها..

رُزنامة العمر .. انتِ يومه الوحيد.. وشهره الابدي.. وسنته المعمرة ..

صديقتي في غربتي .. رفيقة الدرب .. قارئة الفنجان فيني..

شُجاعة رغم الخوف..قوية لايكسرك ضعفهم..

محبة رغم الحقد من حولكِ.. ناضجة رغم سفاسف امورهم..

ندية الروح .. لونكِ الابيض قبل كل سواد .. صباحكِ قبل المساء

زهرة القرنفل التي لطالما اهداها لي والدي.. فغرستها بين ثنايا اذني وخصلات شعري..

عــدن .. طيف لامع تهدِنا اليه رائحة البحر بأسرارهِ..

دمعة طفل يتعلم السير يمدُ يديه نحو امهِ في املِ ..

ريشةٌ هاربةُ من جذعِ طاؤوس يتبختر في غرورٍ لانه يشبهكِ..

كنائس المسيحيين القانتين في سلامٍ..

معابد اليهود الراقدين بين جفونك بحبٍ..

مساجد الشيعة ..السنة ..الصوفية..

صرخة المظلوم..ضحكة العاشق.. وتلك الفتاة الخجلة ..

عينا كهلٍ تترنحين على ارصفةِ ذاكرتهِ..

شارع مبعثر في يأسٍ وضجرِ..

تناقض بهيج بين الحلوِ والمرِ..

سعادة الحزنِ .. وفرحة البكاء..

هكذا انت محبة خجولة غارقة في الهمِ

وهكذا نحن غارقين بين تفاصيلك رغم التعاسةِ ..رغم الالمِ ..

عدن شحرورة الاحلام .. وحمامة السلام..

عدن لثغة الطفل رغم الكبرِ

زر الذهاب إلى الأعلى