أخبار وتقارير

هادي ينفذ مشروعاً غير معلن لهيكلة نفوذ المال السياسي

يمنات – الشارع – عبدالعزيز الهياجم

قالت مصادر سياسية مطلعة انه وبالتوازي مع مشروع هيكلة القوات المسلحة وفقاً للقرارات الأخيرة التي يعول عليها إنهاء انقسام الجيش والأمن والتخلص من هيمنة مراكز القوى العسكرية, ينفذ الرئيس عبد ربه منصور هادي مشروع هيكلة غير معلن للتخلص من مراكز القوى الاجتماعية التقليدية وإعادة رسم خارطة تحالفات ((المال السياسي)) المتنفذ والمتحالف مع أطراف إقليمية.

وأكدت المصادر أن الرئيس هادي يسعى للتخلص من نفوذ زعماء حاشد (أولاد الشيخ الأحمر) الذين ظلوا طيلة خمسة عقود لاعبين رئيسيين في ملف علاقات اليمن الإقليمية, وخصوصا مع الجارة الكبرى السعودية, وهو ما منحهم نفوذا متعاظما فشل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تطويعه طلية ثلاثة عقود.

ولفتت المصادر إلى أن الرئيس هادي, الذي اختتم في سبتمبر الماضي جولته الأمريكية الأوروبية بزيارة السعودية ولقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز, يحرص بقوة على طمأنة القيادة السعودية من انه يتجه لتسليم كل أوراق اللعبة للأصدقاء الأمريكان, ولكنه في المقابل يبحث عن قنوات اتصال جديدة تبقى على سياق النفوذ والمصالح السعودية في اليمن.

وفي ذات الوقت تخلصه من عبء نفوذ مشايخ الشمال, وخصوصا ال الأحمر الذين ارتبطوا بتحالف استراتيجي قديم أسسه والدهم الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر مع ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان الذي ظل ممسكا بالملف اليمني لعقود.

وأشارت إلى أن رهان هادي هو مليارديرات ورجال مال وأعمال حضارم يحملون الجنسية السعودية ويرتبطون بعلاقات قوية واستثمارات مشتركة مع أمراء نافذين في العائلة الحاكمة بالمملكة.

ونوهت إلى أن (هادي) يتجه إلى استنساخ تجربة عائلة الحريري التي شكلت العنوان البارز لنفوذ المال السياسي في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف بين القوى والطوائف اللبنانية.

وخلصت ذات المصادر إلى أن مساعي هادي لانخراط رجال مال وأعمال حضارم في العملية السياسية سيمكنه من خلق نفوذ قوي في الجنوب يزاوج بين القيادات العسكرية الموالية له والتي اغلبها من محافظة (أبين) وقوة حضرمية ناعمة تسحب البساط من البيض والعطاس ورموز مشروع فك الارتباط, الأمر الذي يخلص الرئيس الانتقالي من العيش في جلبا تاركان نظام سلفه وفي نفس الوقت يتناغم مع رغبة القوى الإقليمية والدولية في يمن موحد ومستقر وحليف.  

زر الذهاب إلى الأعلى