أخبار وتقارير

علي محسن في قلب العاصفة

المستقلة خاص ليمنات

يقف اللواء علي محسن- المجرد من سلطته العسكرية كقائد للفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية بفعل قرارات الرئيس هادي بشأن هيكلة الجيش- وحيداً في قلب عاصفةٍ عاتية تحاصره من جميع الاتجاهات بعدما أوصلته مساعيه وطموحاته للاستئثار بكل شيء في البلاد إلى مواجهةٍ متعددة الأطراف، وجعلته يعيش أسوأ أيامه منذ ما يقارب أربعة عقود من الزمن..

ظل الجنرال يتحدث طيلة أشهر ماضية بكلامٍ يتناقض تماماً مع اجندته الخاصة وأفعاله وراء الستار، وهو اليوم يضع نفسه في وضعية المتمرد على قرارات رئيس الجمهورية متشبثاً بهيمنته على الفرقة والألوية العسكرية التابعة لها في تحدٍ واضح للرئيس هادي، رغم ترحيبه العلني بقراراته المهمة، بل وصل هذا التحدي إلى حد قيام اللواء الأحمر بتدشين العام التدريبي القتالي الجديد في اللواء “310” مدرع المتمركز في محافظة عمران، في رسالةٍ لا تقبل الشك إلى الرئيس هادي بأن قرارات الهيكلة لا تعنيه وأنه محتفظ بمركزه القوي عسكرياً ومدنياً ولن يتخلى عنه..

ويعزز هذا التطور الخطير محاولة علي محسن إظهار نفسه كرجل الدولة الأول المختص بإدارة شؤون القوات المسلحة، حيث قدم إلى الرئيس هادي قائمة تتضمن عدداً من القادة العسكريين وذلك لتولي قيادة المناطق العسكرية السبع للقوات المسلحة، مع أن ذلك من خصوصيات الرئيس باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة ولا تعني الأحمر في شيء، مما حدا بهادي إلى رفض المقترحات بشدة، مثلما رفض قبله وزير الدفاع تعيينات مماثلة لقادة ألوية وكتائب عسكرية قدمها علي محسن.. ودفعت الأخير إلى مخاطبة الوزير بلهجة تهديد قائلاً له بأنه سيربيه ويجرده من صلاحياته وسيجعله مجرد وزير فخري لا يقدم ولا يؤخر..

حروب الجنرال لم تتوقف عند رئيس الجمهورية ووزير دفاعه فحسب، بل وصلت إلى حلفائه ومقربيه وأبرزهم الشيخ حميد الأحمر الذي وصف علي محسن بأنه الحاكم الحقيقي لليمن وليس هادي، وأنه نسخة طبق الأصل للرئيس المخلوع (علي صالح) معتبراً أن مشكلة البلاد ليست محصورة في صالح فقط وإنما في صالح وعلي محسن معاً، متهماً الأخير بتعيين الموالين له في المناصب العسكرية والمدنية، مما دفع بعلي محسن إلى الرد على هذه الاتهامات بالقول إن “حميد يشتي يتخلص مني ومن أحمد سوا، صدق نفسه إنه قائد ثوري” وتناسى الجنرال أن ذلك ليس مطلب حميد بل مطلب الثورة بكل مكوناتها لأنه مثلما أحمد جزءاً أساسياً من نظام الرئيس المخلوع وعليهما الرحيل وراءه معاً..

غير أن حميد الأحمر لم يكن يتحدث فعلاً كقائد ثوري، بل كزعيم حرب يرغب في حصة الأسد من مكاسب الثورة (مالية وسياسية)، فهو مازال يتعامل بصفته أميناً عاماً للجنة التحضيرية للحوار الوطني التي تشكلت في 2009م، متناسياً أن الثورة قد تجاوزتها وأن هناك لجنة حوار أخرى، ومؤتمراً وطنياً آخر للحوار.. كما أنه رفض عرضاً قطرياً يتقاسم الدعم المقدم للساحات مع محسن والإصلاح مدعياً أنه هو من ينفق على الساحات الثورية في جميع محافظات اليمن وأن الدعم لابد أن يكون له وحدة.. كما أنه يمارس ضغوطات لتعيين شقيقه هاشم الاحمر قائداً للقوات الخاصة..

وفضلا عن هذه الجبهات، هناك تحديات وجبهات أخرى تقف في وجه اللواء الأحمر، وفي طليعتها اتساع النفوذ الحوثي وازدياد قوته مما يشكل خطراً على طموحاته وخططه الخاصة، خصوصاً وأن الحوثيين يعتبرون أن علي محسن لعب دوراً محورياً ورئيسياً في الحروب الستة التي شنها النظام ضدهم،  بالإضافة إلى الخطر الخارجي المتمثل بالموقف الأمريكي الذي يضع محسن ضمن قائمة المتهمين بالإرهاب، وهناك شباب الثورة الذين يرون أن علي محسن باع الثورة واستحوذ على مكاسبها وأنه سيوجه عند الحاجة سلاحه إلى صدورهم لإخلاء الميدان من كل المنافسين إذا تسنى له الأمر..

زر الذهاب إلى الأعلى