أخبار وتقارير

فصل من حروب الأشباح في “مناسح” البيضاء

يمنات – الشارع – محمد المشخر

تتواصل العمليات العسكرية التي يشنها الجيش اليمني ضد مسلحي القاعدة في رداع لليوم الثاني على التوالي, حيث تدور المعارك بمختلف أنواع الأسلحة على تضاريس صعبة لمطاردة عدو يتنقل بخفة بين الجبال ويعتمد إستراتيجية العصابات في نشاطه الحربي.

وقالت مصادر محلية بمنطقة رداع محافظة البيضاء, إن الطيران الحربي شن أمس غارات جوية على مواقع مختلفة بمناطق قيفة يعتقد أن عناصر من أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة يتحصنون فيها.

وأوضحت المصادر أن الغارة الأولى استهدفت المركز الصحي بقرية المناسح, حيث يستخدم المسلحون المبنى كثكنة عسكرية لهم وكان في المركز سيارتان مفخختان جاهزتان لتنفيذ عمليات إرهابية برداع.

فيما ذكرت مصادر أخرى أن المسلحين كانوا يستخدمون المبنى المستهدف محكمة, وأفادت المصادر أن الغارة أودت بحياة 15 شخصاً بينهم جنود كانوا محتجزين في المبنى ودمرت عشر سيارات بعضها كانت مفخخة تم تجهيزها لتنفيذ عمليات انتحارية, كما قصف الطيران بعدة صواريخ منزل السلماني بجوار الوحدة الصحية بقرية المناسح مركز مديرية ولد ربيع.

وأوضح مصدر عسكري أن الجيش تمكن من تحرير 13 جنديا كانوا محتجزين لدى عناصر القاعدة بعد أن ظلوا الطريق مساء على متن طقمين وسيارة إسعاف تابعة للجيش.

مصادر محلية قالت إن الغارتين الثالثة والرابعة استهدفتا مناطق المسلحين المجاورة لجبل الثعالب بالقريشية, حيث يقع هناك موقع عسكري استراتيجي.

وكان المسلحون حاصروا مساء الاثنين معسكر جبل الثعالب لعدة ساعات قبل أن يقوم الجيش بقصف عنيف على محيط المعسكر انتهى بفك الحصار وطرد المسلحين.

وكشف المصدر أن طائرة أمريكية بدون طيار نفذت غارات جوية على قريتي علان وورقة في مديرية ميفعة وعنس, الواقعة على بعد 15 كيلومترا شرق مدينة ذمار, في الساعة السابعة من صباح أمس لاستهداف عناصر يعتقد أنها هربت من المناسح, بعد ساعات من استقبال قرى المديرية للنازحين الفارين من قيفة والمناسح.

مصدر عسكري في رداع توقع في تصريح لـ"الشارع" توسع رقعة المعارك بعد حديث عن وجود غطاء قبلي لعناصر تنظيم "القاعدة" في المنطقة إلى جانب عامل الجغرافيا, حيث يتمترس التنظيم في منطقة جبلية بين محافظتي مأرب والبيضاء.

وقال مصدر إن حصيلة أمس في المعركة قتيلان وثلاثة جرحى من جانب الجيش وأن القوات تواصل زحفها نحو المناسح بعد سيطرتها على جبل الثعالب ليتم التحكم على أغلب عزل المناسح وخبزة وحمة صرار بمديرية ولد ربيع.

وكانت قوات الجيش بدأت الاثنين عملية عسكرية واسعة على مناطق عدة في رداع ضد عناصر تنظيم القاعدة في محاولة لإطلاق سراح ثلاثة غربيين اختطفوا الشهر الماضي من وسط العاصمة صنعاء, في حين ينفي مسلحو المنطقة وجود الرهائن المختطفين لديهم.

ويقود الحملة العسكرية نائب رئيس هيئة الأركان اللواء الركن محمد علي المقدشي.

إلى ذلك ذكر مصدر قبلي أن مسلحين حاصروا أمس كتيبة عسكرية قرب منطقة "قيفة" برداع. مشيراً إلى أن قوات الجيش عجزت عن فك الحصار على الكتيبة التي يطوقها المسلحون من كافة الجهات منذ ساعات الفجر الأولى, بسبب مساندة قبائل المنطقة للعناصر المسلحة ما رجحت كفتهم مقابل قوات الجيش.

من جانبها قالت مصادر محلية في المنطقة إن قوات الجيش تستخدم في هجومها مختلف الأسلحة الثقيلة والدبابات والطيران الحربي, مشيرة إلى أن المعارك العنيفة تتواصل بين الجانبين ولم تعرف حجم خسائرها بسبب شراسة القتال وكانت حصيلة أولية أشارات إلى سقوط أكثر من 26 قتيلا وإصابة العشرات في صفوف الجانبين منذ يوم الاثنين, وأن قتلى الجنود بسبب عملية انتحارية وكمين مسلح بلغت 24 جنديا.

وأضافت المصادر المحلية أن مسلحي القاعدة تمكنوا من إعطاب دبابة والاستيلاء على أخرى وتدمير طقم عسكري خلال المواجهات في مديرية ولد ربيع التابعة لرداع.

وكان قوام أربعة ألوية عسكرية قد قدمت إلى منطقة رداع لتحرير رهائن غربيين تقول السلطات اليمنية إن جماعات مفترضة من القاعدة تحتجزهم هناك.

وتأتي هذه التطورات بعد فشل وساطة قبلية قام بها زعماء قبائل في المنطقة بين الجيش والمسلحين منذ أواخر الأسبوع الماضي.

وترددت أنباء أن تنظيم القاعدة تسلم الرهائن الغربيين الثلاثة وهم فنلندي وزوجته ونمساوي, بعد أسابيع من اختطافهم من ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء, بواسطة أفراد من إحدى القبائل, للمطالبة بالإفراج عن شحنة أسلحة مهربة ضبطتها السلطات بميناء الحديدة.

في الغضون, بدأت عشرات الأسر النزوح من قرى قيفة بمنطقة المناسح محافظة البيضاء باتجاه قرى وعزل أسبيل بمديرية ميفعة عنس, محافظة ذمار.

وأوضح مصدر محلي بمحافظة ذمار أن السلطات قامت بإخلاء المدارس في منطقة ميفعة بمديرية عنس وتحويلها إلى مقرات مؤقتة لإيواء النازحين من البيضاء, بتوجيهات من محافظ ذمار يحيى علي العمري.

وفر عناصر وقيادات تنظيم القاعدة بعد دحرهم في أبين وشبوة إلى قرية ولد ربيع بمنطقة المناسح بمدينة رداع والتي يسيطر عليها آل الذهب المتهمين بانتمائهم لهذا التنظيم.

 

من جانبه, قال لـ"الشارع" مصدر عسكري كبير قريب من القوات التي تخوض المواجهات في "قيفة" إن قوات الجيش تتمركز في جبال المنطقة فارضة حصارا على المسلحين مع تنفيذ عملية قصف بالمدفعية والكاتيوشا والطيران على مواقعهم.

وأضاف: «أي نزول, أو هجوم للجنود على المسلحين سيكون مكلفاً على الجنود ومستنزفاً لهم, خصوصاً والمعلومات لدينا, وهي مؤكدة, تقول إن مسلحي القاعدة يختبئون لدى جماعات قبلية دينية سياسية, إضافة إلى أن المعلومات تقول إن هناك 3 سيارات مفخخة جرى تجهيزها لتنفيذ عمليات انتحارية استخدمت إحداهما أمس الأول, وبقيت سيارتان مفخختان يمكن أن تستهدفا الجنود».

وطبقا للمصدر؛ فقد توافد عشرات من مسلحي تنظيم القاعدة من أرحب وشبوة وأبين إلى مناطق المواجهات في "قيفة" لمساندة المسلحين هناك, وأضافت: «المعلومات تقول أنهم ادخلوا إلى البيضاء ورداع 40 حزاما ناسفا».

وقال المصدر إن القتلى في صفوف مسلحي "القاعدة" يتراوحون بين 30 و50 مسلح قتلوا في المواجهات, أمس الأول. وأفاد بأن جنديين قتلا, وأصيب 28 آخرون, في مواجهات أمس.

وذكر مصدر عسكري ثان أن رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, استدعى, أمس, العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح, القائد السابق لما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري.

زر الذهاب إلى الأعلى