فضاء حر

أشعر بالخجل والعار امام معتقل الراي الوحيد لالجي !

يمنات

اذا كان هنالك من معتقل راي حقيقي واحد في اليمن فهو المعتقل عبد الكريم لالجي الذي اعتقل على خليفة معتقداته الدينية والفكرية ولفقت له تهم سياسية كاذبة ومفبركة 100%.

ومع هذا يبقى عبد الكريم لالجي وصحبه في المعتقل منذ سنوات طويلة وتصدر من اجل اطلاق سراحه الاوامر الرئاسية والمناشدات الحقوقية مرة بعد مرة دون نتيجة.

*يبقى سجين الراي اليمني وان شئت الجنوبي وان شئت العدني عبد الكريم لالجي رغم رحيل صالح ومجيء هادي ورحيل عمار صالح ومجيء علي الاحمدي.. ليؤكدوا ولتؤكد كل هذه الرموز الحاكمة اليوم من جديد بان النظام السابق هو النظام اللاحق وبان خصوم النظام السابق هم خصوم النظام اللاحق وبان تهم النظام السابق الملفقة ضد الخصوم هي تهم النظام اللاحق الملفقة ضد الخصوم ايضا وبان صمت الراي والمنظمات الحقوقية والاحزاب السياسية المتواطئة على القمع بخلفيات تمييزية هي نفسها المنظمات الحقوقية والاحزاب السياسية المتواطئة على القمع بخلفيات تمييزية.

*ثورة شعبية في الشمال وحراك سلمي شعبي في الجنوب وكلا الثورة والحراك يشارك فيها الالاف ان لم نقل الملايين ومع هذا بقي سجين الراي عبد الكريم لالجي هو سجين الراي عبد الكريم لالجي وليثبت عبد الكريم لالجي واعتقاله هذه السنيين الطويلة وفي ظل هذه الاحتجاجات الواسعة بان اي ثورة او اي حراك لا يزال يميز بين مواطنيه وابناء شعبه على اساس المعتقد الديني او الراي السياسي ليس جديرا بان يحمل قيم الدفاع عن الحرية وحق تقرير المصير الفردي والجماعي للمواطن الفرد والمواطن الامة حتى ولو ادعى ذلك وقدم من اجل ذلك تضحيات فهي تضحيات ايضا تعتمد التمييز بين الناس وبين الحقوق على اساس الدين والعرق والجنس.

*حوار وطني ونقاط عشرين ومئات المتحاورين وعشرات الوفود والزيارات المكوكية لإقناع الحراك الجنوبي بضرورة المشاركة في الحوار الوطني ولا نجد احدا من هؤلاء الرموز الجنوبية او الشمالية من يطرح شرطا يتعلق بحرية احد مواطنيه المعتقل ظلما وعلى اساس الراي والمعتقد 100% واطلاق سراحه فورا وبدون شروط بل وتعويضه والاعتذار له عما لحق به من ظلم.

*عبد الكريم لالجي واخرين اعتقلوا في الحرب الخامسة على صعدة وكانت التهمة في البداية هي الحوثية وطباعة منشورات حوثية وتوزيعها في عدن ولما تبين ان التهمة غير قابلة للتسويق على شخص عبد الكريم وهو ابن عدن الذي لم يلتق يوما بالحوثي كان لا بد بأن تكبر التهمة وتنزاح باتجاه التجسس والخيانة وكان ان لفقت له تهمة التجسس لايران.

وكان الدليل الوحيد والمخجل في اَن هو وجود صور لزوارق خفر السواحل اليمنية في برشورات طبعتها مطبعة لالجي مع ان الاجهزة قبل غيرها تعرف بان تلك البرشورات تابعة لخفر السواحل نفسها التي سبق وان طلبت من مطبعة لالجي طباعتها كعمل تجاري قبل اعتقاله بأشهر مع هذا حكم القاضي المسيس والقمعي على اساسها وعلى اساس اتصالات تلفونية فاقعة ولا دليل على علاقتها بالتهمة المعلنة اصلا .

لقد كان الهدف هو مصادرة المطبعة التابعة للالجي اولا ثم تحولت خلفية الرجل وخلفية اسرته المذهبية وباعتبارهم من ابناء الطائفة الاثني عشرية الى تهمة اضافية او اساسية -ان شئت- مع ان خلفيته المذهبية قديمة ويتوارثها ابا عن جد منذ مئات السنيين وقبل ان توجد ايران الخمينية والثورة الاسلامية بمئات السنيين.

ولكنها كانت فرصة للنظام القمعي وغير المسئول عن شعبه لاستخدامها في مزاد بيع وشراء اليمنيين لدى السعودية ودول الخليج على خلفية ما يسمى بالصراع الشيعي السني المزعوم والذي لا وجود له الا لدى الانظمة العربية الشخصية التي تعيش اليوم على عامل الضرب على العصب الطائفي.

*لقد اعتقدت سلطة صنعاء حينها واجهزتها الامنية ان مجرد ان يتهموا لالجي بعلاقة من نوع ما بـ"إايران" او بوجود صلة عقدية مع مراجعها الدينية يكفي لإثبات التهمة وبان الناس المتخوفين من حاجة اسمها ايران او علاقة مع ايران سيصمتون وسيتوقفون عن الدفاع عنه حتى لا يتهموا في عقائدهم وفي دينهم وهذا ما حدث للأسف حيث ظلت جميع الاطراف تحجم عن التحرك والضغط لإطلاق سراح لالجي وعدد من اقربائه على خلفية هذه المخاوف وامكانية ان تكون التهمة صحيحة.. دون ان يتصوروا ان السنين ستدور وستدور معها التهمة لتلبس باخرين لم يكن يخطر لاحد امكانية ان يتهموا بها.

على ابناء الشعب في الجنوب قبل الشمال ان يثبتوا بانهم يسعون الى مواطنة حقيقية والى دولة ضامنة للحريات وبدون تمييز بين الناس على خلفياتهم السياسية واصولهم العرقية ومعتقداتهم الدينية والمذهبية والا فهم لا يختلفون عن غيرهم من المستبدين وانهم يناضلون من اجل اسقاط مستبد والمجيء باخر وقد يكون هذا الاخر هو المناضل نفسه او الضحية نفسها .

*هاهي تهمة ايران الملفقة والكاذبة التي اتهم بها عبد الكريم لالجي وصحبه ها هي اليوم تلفق للأستاذ علي سالم البيض نفسه وهو الرجل الاول في الجنوب قبل الوحدة والزعيم الاكثر تأثيرا في حركة الاحتجاجات الشعبية اليوم مع ان اتهامه بإيران او بموالاة نظامها الشيعي او الاسلامي لا تنطبق البتة على البيض ولعل هذا دليل اخر على ان من يصمت على الظلم الذي قد يلحق بمواطن اخر تحت اي حجة او مبرر قد يطاله الظلم وبنفس الوسيلة والتهمة الملفقة ايضا ولو بعد حين.

*عار على الجنوبيين واليمنيين عموما بان تبقى اسرة لالجي لوحدها تناشد ولا احد يستجيب او يسمع لها

عار ان يتفاوض الحراكيون ولا يشترطون اطلاق سراح لالجي للحوار وعار على الحقوقيون وشباب الثورة عموما ان يدخل بعضهم او يقاتل بعضهم من اجل ضمه الى قائمة الحوار وحصوله على بدل سفر وينسى مهمته الاساسية وهي الدفاع والتضحية من اجل المعتقلين والمحكومين ظلما والمنتهكة حقوقهم ومواطنتهم وحرياتهم من قبل السلطة والمجتمع والدولة ومنظمات المجتمع المدني والثورة والحراك معا

*لقد كتبت شخصيا اكثر من مرة عن مأساة المعتقل لالجي في السجن ولكن ما كتبته اليوم كان بإيحاء ضميري حاد شعرت بانني بصمتي او بتجاهلي للجريمة المستمرة منذ سنوات امثل احد الجلادين المشاركين في استمرار مأساة عبد الكريم واسرته المظلومة وكان هذا الشعور المر قد غمرني بعد ان قرأت بيانا او مناشدة جديدة لأسرة معتقل الراي الوحيد في اليمن عشية حور لأدري لماذا حوار اصلا اذا لم يكن في سبيل ترسيخ الحريات وايقاف الانتهاكات والتهمة الاجرامية الملفقة.

*الحرية لمعتقل الراي عبد الكريم لالجي

وعفوا وعذرا يا امتنان ويا شقيقات واشقاء امتنان لالجي ويا زوجة لالجي و يا اهل واصدقاء لا لجي..

نعم نعتذر جدا لكم جميعا فلقد تواطأنا جميعا على استمرار مأساتكم طويلا وبحجج تافهة وحقيرة لا يستطيع احد منا الافصاح عنها لأننا سنبدو كاذبين فيما ندعيه من دفاع عن قيم الحرية والكرامة الانسانية بدون تمييز.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى