أخبار وتقارير

حكاية الشباب اليمني مع مؤتمر الحوار

يمنات – إذاعة هولندا – يوديت سبيخل

بعد ظهر يوم الجمعة يوم عطلة لكل من براء شيبان (28 عاما) وسمية الحسام (30 عاما) وخالد عبالي (37 عاما).

التقينا في ركن المقهى الذي اعتادوا أن يلتقوا فيه خلال الثورة وبعدها. سنجري حوارا حول الحوار.

 

أكثر المحاورين إيمانا

براء وسمية وخالد هم ثلاثة من أصل 40 مشاركا شابا في الحوار الوطني في اليمن، المؤتمر الشامل الذي يجب أن يتوصل خلال الأشهر الخمسة القادمة إلى إيجاد حلول لمشاكل اليمن العديدة.

نحن نقرأ كيف أن المجتمع الدولي يسعى لان يكون له كلمة في الحوار. لكن نريد أن نعرف كيف هو الحال فعلا إذا كنت موجودا هناك كل يوم كمشارك شاب.

الأمر مفيد لان الشباب (بين 18 و40 عاما) كما تقول سمية "أكثر المحاورين إيمانا".

هي مثلا تغادر منزلها عند الساعة السابعة صباحا وتصل إلى مكان انعقاد الحوار الوطني عند الساعة السابعة والنصف، وذلك بهدف الاستعداد للمناقشات في ذلك اليوم". في وقت تبدأ جلسات الحوار يوميا عند الساعة التاسعة.

براء وسمية وخالد يضحكون على المفارقات التي تحصل خلال اللقاءات بين المجموعات(هناك 9 مجموعات رئيسية مشاركة في الحوار).

على سبيل المثال اقتراح قدمه احد الشيوخ بالبدء بتطبيق العدالة الانتقالية على كل البلايا التي حصلت منذ أيام العثمانيين. "لقد كان جادا، ولم تكن مزحة" تقول براء.

 

كلهم حمقى .. إلا أنا

أو الرجل الذي استاء كثيرا عند ذكر اسمه ثلاث مرات. خالد :"صرخ مرارا أن اسمه ذُكر ثلاث مرات في هذه الجلسة. عندها قلنا له: نعم، وما الخطب؟ ومازلنا لا نعرف ما هي المشكلة في ذلك. هناك العديد من المرضى النفسيين هناك".

وأضاف خالد وهو يضحك "احد المشاركين في الحوار وهو سفير سابق (يظهر باستمرار كمعلق سياسي في وسائل الإعلام الأجنبية) يقول إن الجميع حمقى، وهو الاستثناء. ثم يصرخ انه طبيب ويريد أن يجري عمليات جراحية لاستئصال الأحذية من أدمغة الناس، ههههه".

الأمر الذي يفاجئهم أيضا هو المظاهرات. تقريبا كل يوم، هناك نوع من الاحتجاجات. "مع لافتات وكل شيء" لكن لا يقوم بها أشخاص من الخارج ولديهم مطالب ويريدون شيئا من المشاركين بالحوار. يتفهم المرء الوضع لو كان الأمر كذلك. بل إن من يتظاهر هم المشاركون بالحوار أنفسهم!!".

"على سبيل المثال يتظاهرون بسبب مشاكل الكهرباء. يريدون من رئاسة مؤتمر الحوار أن تحل هذه المشكلة، أو يهددون بالاستقالة.

يعتقدون أنهم أعضاء في البرلمان ويستطيعون أن يفرضوا على الحكومة إيجاد الحل. لكنهم لا يفهمون أنهم هم من يجب أن يجد أن يأتي بالحلول".

 

طوبى للغرباء

هناك أيضا الغرباء الذين لديهم طلبات سمية: " يتصل بي الناس من اجل قضية فساد ويريدون مني أن أحلها لهم.

بعض الأطباء من قريتي اتصلوا بي كي اسعي كي يحصلوا على رواتب أفضل". براء اتصل بها شخص غريب "طلب مني أن أسعى لتأمين وظيفة لابنه".

على ما يبدو ليس الجميع لديه فكرة واضحة عما يدور داخل الحوار. براء: "يعلمون أن شيئا كبيرا يحدث، لكن يريدون انتظار النتائج". سمية:"في المناطق الريفية لا يوجد معرفة كافية حول الحوار الوطني، ينبغي القيام بشيء حيال ذلك".

بدأ الحوار منذ شهر، براء فخورة إنهم استطاعوا أن يجمعوا كل المجموعات الفاعلة سويا، وحددوا القضايا التي على كل مجموعة أن تناقشها. "لم يتوقع احد إننا سننجز ذلك في الوقت المناسب". لكن خالد أكثر حذرا "لم نناقش شيئا بعد، الحوار الحقيقي سيبدأ اعتبارا من الآن".

انهينا شرب الكوكا والقهوة، وبدأ تساقط المطر، فتفارقنا على أمل اللقاء بعد أسبوعين.

هل سيتصدر الشباب الصفوف الامامية؟ هل مازال الشيخ يريد مناقشة ما حصل أيام العثمانيين؟ وهل ستنتهي المظاهرات في ممرات مقر الحوار الوطني؟ براء وسمية وخالد سيطلعونا على ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى