أخبار وتقارير

التهميش أخطر من الإرهاب وسمير تزوج ابنة الشيخ بصفة مهمش ولم يهرب بها

 

المستقلة خاص ليمنات 

 

 إبليسنا عاقل ولا يمكن أن نقتل نفساً حرمها الله كما يفعل القبائل المهمشون: نحن لا نأگل موتانا وگلام النائب شوقي والمهمشة مسك غير صحيح القبائل يزوجون بناتهم من أجل الزلط .. ونحن نزوجهن من أجل العفة

 

تقع حارة المفتش شمال مدينة تعز باتجاه سوق مقوات عصيفرة وتتبع أدارياً مديرية القاهرة ويبلغ عدد سكان المفتش حوالي 3600 نسمة من أبناء الطبقة المهمشة وتعتبر حارة المفتش من أرقى الحارات التي يسكنها المهمشون ويتضح ذلك من خلال المباني والمنازل التي يقطنونها والتي تخلو من الصفيح والعشش كون أبناء المفتش توارثوا تلك المساحة من ابائهم واجدادهم إلى جانب قيامهم بشراء مساحات أخرى بغرض البناء والسكن، رغم ذلك لا تزال هناك بعض المشاكل التي تواجههم في الحياة من الناحية التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك ما دفعنا إلى النزول الميداني إلى المنطقة لإجراء هذا التحقيق حول هذه الطبقة المسحوقة المسماة بالاخدام سابقاً وبالمهمشين حالياً وقد خرجنا بالحقائق والمشاهد الآتية:

>> تحقيق/ أمين راجح >>


النظرة الدونية للمهمش تحدث عنها الشاب/ مبروك علي محمد حاصل على ثانوية وعنده دبلوم لغة انجليزية من Swiss Center، يجيد اللغة الانجليزية بطلاقة فائقة لكونه عمل مدرساً للغة العربية لتدريس الاجانب (أمريكان وغيرهم) وقد استفاد من عمله هذا في مجال الترجمة، ذلك ما لفت انتباهنا فحاورناه باللغة الانجليزية وقد تحدث عن النظرة الدونية والتمييز بقوله: “أنا قدمت على وظيفة في عهد المحافظ الأول حمود الصوفي، وهو بدوره قام بالتوجيه إلى الخدمة بتوظيفي في النظافة والتحسين ورغم ذلك لم نجد أي تجاوب وهذا ما يحز بالنفس.. فلا يزال المهمش مهمش.. أنا أرى أن التهميش اخطر من الإرهاب لأنه يهمشك فكرياً.. يهمشك باللون.. يهمشك بالجنس.. يهمشك بالملبس وبكل شيء.. يقولون ما لا يفعلون فهل هؤلاء مسلمون.. الدين يقول الناس سواسية كأسنان المشط وهم لا يطبقون ذلك ويخدعون أنفسهم باسم الدين.. ذلك ما دفعني إلى الاحتكاك بالأجانب لدرجة أنهم أصبحوا يثقون بي وأصبحت أعمل معاهم في مجال التدريس لأطفالهم والترجمة وتقديم المساعدات للأسر الفقيرة والمعوزين وقد اقنعتهم بهذه الفكرة- من جانب إنساني- وكانت أول دراسة عملتها استهداف نزلاء السجون- الفقراء- نستهدف خمسين حالة في كل مرة نقدم لهم الغداء من زبادي وتفاح وفرسك وصابون وجبنة بلدي و…الخ”

>> هل المهمشون يتزوجون من قبائل أو العكس؟

أجاب مبروك عن هذا السؤال بالآتي:تقصد قصة الشاب المهمش سمير مثنى.. الكلام الذي أشيع أن الفتاة هربت معه غير صحيح.. سمير زميلي ويتواصل معي.. فالقصة أن سمير طور نفسه وأكمل دراسته.. عنده تعليم مميز وكان من المتفوقين بالجامعة درس إدارة أعمال وتوظف في بيت هائل- بالمتنوعة- أيضاً حصل على الحزام الاسود مثلي وعنده (ثلاثة دان بعد الاسود)..

والقصة أن سمير  أحب البنت وهي أحبته وقد تعرف على بعض الأشخاص واتفق معهم أن يحضروا معه إلى عند البنت الذي أحبها وفعلاً ذهبوا معه للخطبة.. طبعاً هي ابنة شيخ قبيلي وأثناء الخطبة طرح سمير الأمر بكل وضوح بأنه مهمش ولديه الرغبة بالزواج وتمت الموافقة واشترط الأب عليه أن يتخلص من انتسابه لهذه السلالة يقصد المهمشين ويعتبر نفسه ولا كأنه من المهمشين حسب اشتراط الشيخ وعلى ذلك تم الاتفاق، ولكن في يوم العرس وعندما وصلت العروسة البيت بالمدينة السكنية حدث ما لم يكن في الحسبان فأنت تعرف العادات والتقاليد حقنا تكون الدعوة عامة للجميع- فالذي حصل حضر كثير من المهمشين إلى العرس وبسبب  الثقافة الاجتماعية من حيث التنظيم وغيره تذمر القبائل.. كان هدف سمير إعلان العرس أمام الناس ثم السفر ولكن القبائل أثاروا الموضوع عند  الشيخ (أبو) البنت بأن الاخدام كذا وكذا فحلف الشيخ على بنته ألا  يدخل عليها شقتها وفي اليوم الثاني والزوج بالمقوات يشتري قات حضر الأب وأخذ بنته والقضية الآن مطروحة للصلح..


 القبائل يزاحمونا على وظائف النظافة

<<  أحمد سعيد عامل نظافة تحدث بقوله: الوظائف الحكومية محرمة علينا باستثناء النظافة والتحسين يقولوا هؤلاء أخدام خليهم بالنظافة ولم يكتفوا بهذا وانما في قبائل يزاحمونا على الوظائف أنا لست من حارة المفتش.. اشتغل هنا.. ماسك حارة أيوب طارش كُلِّها إلى حارة الروضة إلى حارة الكوثر لحالي.. أقوم الساعة خمس أصلي الفجر واخرج للشارع أأدي عملي أما الراتب فماذا أعمل فيه.. ثلاثون ألفاً فقط أستلم منه  27 ألف.. معي ثمانية أولاد ومستأجر بيت بـ 15 ألفاً عند جامع السعيد سددت الإيجار ولم استطع أدفع حق الماء والكهرباء.. ما يعلم بحالنا إلا أرحم الراحمين..

التسرب المبكر من الفصول الدراسية

من خلال اطلاعنا على بيانات الجمعية الخاصة بالمفتش أكد لنا القائمون على الجمعية أن نسبة التعليم لا تمثل سوى نسبة 7%، وقد أوضحوا أن هناك أسباباً عدة تجعل أبناء المهمشين يتسربون من الدراسة أهمها الحالة المعيشية والفقر الذي يسيطر على معظم أبناء الحي.. ومن أهم الأسباب لتسرب الأطفال البحث عن لقمة العيش، ويرجع بعضهم أيضاً أن من الأسباب المؤدية للتسرب تعدد الزوجات وكثرة الأولاد في الأسرة الواحدة الأمر الذي يعيق الأب من دفع أولاده إلى المدارس كون التعليم سيكلفه الكثير من النقود..  معظم الدارسين من فئة المهمشين لا يتعدون الصف السادس الابتدائي..

 

نحن لسنا متسولين

<< وعن الأخبار التي تقول بأن المهمشين يقبرون موتاهم في مقابر خاصة وأن البعض يدعي بأنهم لا يقبرونهم أصلاً أجاب المواطن محمد ناجي غالب،  عن هذا السؤال غاضباً:

“هذا من الحوار الذي أدارته رحمة حجيرة مع المهمشة مسك بالتلفزيون عندما قالت أننا نأكل من القمامة كما قال شوقي القاضي من قبل “أننا نأكل موتانا” فما قالته مسك غير صحيح وهي لا تمثل أصحاب المفتش وإنما تمثل مهمشي الشمايتين نحن لا نأكل من القمامات.. أنا شهرياً أخذ بالثلاثين الألف مواد غذائية: رز ودقيق وسكر وبقية التوابع نأخذها من السوق خضروات وفواكه ولحم ودجاج وسمك.. الطاحونية.. الكرافت.. الفمتوا قارورتين شهرياً.. البركاني دائماً في المنزل..

نحن أيضاً لسنا متسولين.. وهذه الدكتورة ياسمين تعرف هذا.. هناك ثلاث أسر فقط بالحارة تمارس حرفة التسول ومع ذلك فهم دخيلون على الحارة.. (أسرة أخرى) قالت أيضاً أننا لا نتقابل حتى عند دفن الموتى.. هذا غير صحيح نحن نقبر موتانا في نفس المقابر العامة مع البيض ونحن متعاونين فيما بيننا خصوصاً في حي المفتش..

الماء يستنفذ طاقات النساء

<< تحدثت المواطنة/ اشراق أحمد قائد عن أزمة الماء بقولها: “محافظة تعز بشكل عام معرضة للجفاف وبحاجة إلى قطرة الماء نحن كان معنا الغيل  (عين ماء) لكنه أنتهى وجف.. كان الناس يعتمدون عليها في الحصول على أرزاقهم.. يزرعون الكراث والبصل والدبا والعمبة وكثيراً من الخضروات، ولكن السيول جرفت كل شيء وفقدنا كل شيء حتى قطرة الماء ولم نعد نجدها.. كل يوم نبكر بدري نبحث عن الماء نأتي به على رؤوسنا.. أعود في الصباح بدبتين تكفينا للغداء فقط.. نتغدى ثم نعود مرة ثانية لنجلب الماء حق العشاء وما يأتي المغرب إلا ونحن قد استنفذنا كل طاقتنا وأنهكنا أنفسنا من التعب والمشكلة المصدر الذي نجلب منه الماء معرض للجفاف.. فأين سنذهب ونحن محرومون من خدمة الماء رغم قربنا من المدينة.


وحدة صحية نصف موظفيها غائبون

>> الصحة: توجد في المفتش وحدة صحية تقدم الخدمات الصحية للمواطنين.. أثناء زيارتنا التقينا الدكتورة ياسمين أمين لمعرفة الخدمات التي تقدمها الوحدة للمواطنين، وقد تحدثت بقولها:

“الوحدة الصحية في نطاق مديرية القاهرة.. كانت سابقاً تتبع منظمة (ديا) وبعد أن أنتهت مدة عمل المنظمة رجعت تبع الحكومة.. ويوجد بالوحدة عشرة موظفين نصفهم غير متواجدين.. وتقدم الوحدة بعض الخدمات مثل الفحوصات، الاسعافات الأولية، رعاية الحوامل، تنظيم الأسرة.. وتستقبل  يومياً من 20- 25 حالة من أبناء المفتش وما جاورها مهمشين وغير مهمشين معظم الحالات تكون إسهال وتيفوئيد بسبب انتشار القمامة والبلاليع ونقص التوعية بأهمية النظافة، ومع ذلك لا أعمم هذا فأحياناً عندما نذهب إلى منازل المهمشين نرى شوارعهم انظف من شوارع القبائل خاصة هنا بالمفتش عكس بقية الأماكن.. هنا كلهم يملكون منازل ومرتاحون الاب يشتغل والام تشتغل وكل أسرة فيها اثنان أو ثلاثة يشتغلون لذلك بعض البيوت المهمشة أفضل من القبائل من حيث الاهتمام بالأكل.. نجدهم مهتمين بأكلهم افضل بكثير من بعض أسر القبائل وهذا للأمانة..


برازيل اليمن في المفتش

>> المهمشون والرياضة: تحدث حول هذا الموضوع الشاب/ فائز أحمد هزاع قائلاً: “رغم أننا وأولادنا نمارس بعض الرياضات في أماكن محصورة- مثل لعب كرة القدم- إلا أن منطقة المفتش تسمى بالبرازيل.. المفتش فيها أكثر من النجوم الرياضية.. لنا مشاركات مع الصحة في سقطرى وفي صنعاء وصلنا إلى الدرجة الثالثة.. أذكر منا اللاعب محمد سيف الذي كان كابتن الطليعة ابن جدي، وهو ابن عم رئيس الجمعية عبدالله قائد أيضاً كان الكابتن لنادي كمران.. كان نادياً يهز تعز هز.. لعبنا مرة باسم مشروع النظافة وصلنا إلى المركز الرابع رغم الاقصاء.. كانوا كلهم مهمشين سود.. أنا شاركت حارساً مع فريق الصحة عام 2001.. الآن عندنا أولادنا.. عندهم لياقة نادرة لكن تنقصهم توجيهات مدرب..

نحن أفضل من البيض ولدينا مشروع للنظافة الشخصية

>> وعن دور جمعية الوادي الجديد والخدمات التي تقدمها لأبناء حارة  المفتش:  تحدث حسن محمد مسعد- الأمين العام للجمعية بقوله:  “جمعية الوادي الجديد الاجتماعية التنموية منظمة أهلية غير حكومية لا تسعى للربح.. تم تأسيسها في 18/5/2001م بموجب قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية-  رسالتها العدالة الشاملة في التنمية وهدفها تحسين ظروف الفئات الأشد فقراً بالاخص فئة المهمشين في المناطق والأحياء الفقيرة في مديريات مدينة تعز..

بدأت الجمعية نشاطها بفكرة بسيطة وبجهد شخصي في توفير تكاليف الدفن وحفر قبور الموتى بسبب ما كانت تعانيه الأسر الفقيرة في هذا الجانب بالإضافة إلى متابعة التعليم وإلحاق أولاد المهمشين بالمدارس وإعفائهم من الرسوم ثم بعد ذلك تم توسيع النشاط ليشمل انشطة البنية التحتية للمناطق الفقيرة مثل منطقة المفتش حيث تم تنفيذ عدد من المشاريع والبرامج مثل الصرف الصحي، شبكة المياه، الحماية من كوارث السيول وقد استفاد من هذا المشروع أكثر من 4000 شخص بالإضافة إلى بناء وحدة صحية ومقر الجمعية وإقامة المراكز الصيفية ودروس التقوية، وعمل حملات نظافة وتنفيذ دورات تدريبية في مجال الخياطة والأشغال اليدوية والبخور والكوافير.

وعن مشروع مسح النظافة الشخصية: قال أمين عام  الجمعية: اليوم كما تشاهد لدينا مشروع مسح النظافة الشخصية على مستوى المفتش.. المشروع يقدم للأسرة توعية بأهمية النظافة مثل قص الاظافر والشعر ونظافة الجسد، وبعد أسبوع نعود إلى الأسرة المستهدفة لمعرفة مستوى الآداء والالتزام بالبرنامج.. هذا المشروع بالتعاون مع منظمة (سيكرر) ومن قبل تبنته منظمة (ديا) والآن منظمة (مرسي كور) عدد الفريق 12 شخصاً وسوف يستهدف (4000 حالة) مهمشين وقبائل في هذه المنطقة بالإضافة إلى أربع مناطق إضافية (الحصب- الحُمَرَة- المقبرة،وعمد) إلى جانب المفتش وهنا أيضاً أقدم شكري في مجال الصحة لمدير مركز 14 أكتوبر عبدالله القياضي والأخ/ نائب مستشفى الثورة/ عبده محمد الحكيمي لتعاونهم مع الجمعية واستقبال الحالات المحولة من الجمعية مجانياً حتى على مستوى العمليات ولكم منا جزيل الشكر.

أما العادات والتقاليد المنتشرة في حارة المفتش فقد تحدث عنها الأمين العام لجمعية الوادي الجديد- حسن محمد مسعد- بقوله: “نحن أفضل من البيض من حيث التواضع والبساطة.. فمثلاً عادة الزواج نحن لا نفكر بالزلط مثل البيض يبيعون بناتهم مثل السلعة.. أحياناً نتعاون مع العريس حتى إذا لم يوف الشرط (المهر) كاملاً.. يبقى ديناً عليه.. عندنا أهم شيء يعف زوجته ويعيش معها حتى لو داخل ديمة..

بالنسبة للخلافات إذا حدث شجار فالجمعية تقوم بحل أي خلاف ومع ذلك لا يمكن أن تصل خلافاتنا إلى مستوى خلافات البيض ونقتل نفساً حرمها الله مهما كان.. خلافاتنا لا تصل إلى القتل مثل القبائل لأن إبليس حقنا عاقل وما يوصلناش لمرحلة أننا نقتل بعضنا.. نحن مسالمون كل واحد يجري وراء رزقه .. السلم عندنا ليس عند الاحزاب والقبائل..

زر الذهاب إلى الأعلى