إجتماعية

معنَّفات سعوديات «ينتفضن» على دُور الحماية

 يمنات – متابعات

بين انتظار مصير مجهول والعيش في واقع مرير، تمضي المعنفة فلوة القحطاني (35 سنة) أيامها هاربة من «دار الحماية الاجتماعية» في مدينة أبها، جنوب السعودية، بعدما أدخلت إليها إثر تعرضها لعنف على يد والدها الذي أصرّ على تزويجها من مسن ثريّ، لعله يستفيد من زواجها.

وهكذا، وجدت فلوة نفسها مجبرة على العيش في كنف زوج يكبرها بثلاثة عقود، إثر فشل زواجها الأول الذي خرجت منه بطفل لم تره منذ 4 سنوات.

وتوضح فلوة أنها هربت من «دار الحماية الاجتماعية» بعدما تقدمت لإمارة منطقة عسير بتظلم ضد إدارة الدار التي تحرم النساء من حقوق كثيرة، يتصدرها الخروج للعمل والدراسة واستخدام الجوال داخل الدار، فضلاً عن سوء «الإعاشة» وقلة المبالغ المخصّصة لهن، ومنعهن من الخروج للتسوق أو التنزّه، فيما تسمح أنظمة وزارة الشؤون الاجتماعية لهن بذلك… لتكتشف، بعدها، أن إمارة المنطقة أحالتها على مستشفى الصحة النفسية، ما جعلها تفكر في الهروب الذي تمكنت منه أخيراً، ولا تزال تبحث عنها الأجهزة الأمنية حتى اللحظة.

وأحيلت فلوة على مستشفى الصحة النفسية بناء على مخاطبات إلى الإمارة من إدارة «دار الحماية»، تؤكد تعرض الطاقم الإداري للدار للعنف، ما اضطر الأخيرة إلى عرضها على طبيب نفسي للتأكد من عدم معاناتها من اضطرابات نفسية. وهي المرة الثالثة التي تحال فيها على طبيب نفسي، وتؤكد التقارير سلامتها.

فلوة واحدة من معنفات سعوديات كثيرات ليس لهن الحق في العيش بمفردهن والاستقلال في حال الانفصال أو تعرضهن للتعنيف، لتكون «دار الضيافة» مقرهن الجديد الذي يجدن فيه تعنيفاً آخر في ممارسة حياتهن كاملة، وفق ما روت المعنفة نوضة التي أدخلت الدار بعد تعرضها للضرب من جانب والدها، لتجد حياة أكثر بؤساً وشقاء في «سجن أنيق»، كما تصفه.

أمل (29 سنة) وشقيقتاها حسناء وعائشة أودعن «دار الحماية» بعد تعرضهن للضرب والحبس على أيدي والدهن وشقيقهن لمدة أربع سنوات، على رغم وجود والدتهن التي تطالب برعايتهن والانتقال للعيش معها. لكن والدهن المعنِّف لهن رفض ذلك، لتظل القضية تتأرجح بين إمارة منطقتهن والشؤون الاجتماعية ووالدتهن.

وبعد تصعيد القضية إعلامياً، سُلّمن إلى والدتهن التي حُرمن منها منذ نعومة أظفارهن. تروي أمل أنهن بقين داخل الدار نحو سنة، ليمثل لهن سجناً جديداً، خلفاً لسجن والدهن.

تدني مستوى المعيشة وشح مستلزمات النظافة الشخصية والمنع من ممارسة الحياة الطبيعية… تحدثت عنها أمل كأبرز الانتهاكات الجديدة داخل دار يُفترض أنها خصصت لحمايتهن ورعايتهن نفسياً.

رانيا القحطاني دخلت «دار الحماية» بعدما أمضت نحو أربعة أشهر في «دار الرعاية الاجتماعية»، إثر بلاغ والدها عنها بأنها هاربة. وفي الواقع، كانت تسكن مع أطفالها داخل شقة وفرتها إحدى الجمعيات الخيرية لها في مدينتها بأمر من إمارة المنطقة6، بعد حصولها على صك شرعي بإعالة أبنائها وتنازل من والدهم الذي حدّد لهم مصروفاً شهرياً.

ذلك البلاغ شتت أطفالها الذين عادوا الى والدهم المتزوج من أخرى، وهي تخشى تعرّضهم للعنف أيضاً. وها هي تمضي أيامها داخل «دار الحماية»، وتعمل حالياً لاسترداد أطفالها والعيش معهم باستقلالية، غير ان والدها وأشقاءها يرفضون ذلك «الاستقلال» في شكل قاطع.

الحياة

زر الذهاب إلى الأعلى