أدب وفن

أيوب طارش و قصة الرقم 9

 يمنات – متابعات

في وقت سابق سمعت ذكر هذا الرقم 9"" في حديث الفنان أيوب طارش في برنامج تليفزيوني عن سيرته الفنية حينما كان يروي قصة ميلاد النشيد الذي أصبح فيما بعد وطني ,وكان يقول : أول مرة غنيت فيها  النشيد في الاحتفالية الوطنية  بعيد الثورة  في تعز  بحضور الرئيس احمد حسين الغشمي .. بعد أدائي النشيد ونزولي من على خشبة المسرح استدعاني الرئيس وأمر بصرف 9 آلاف ريال يمني مكافئة لي . انتهى حديث أيوب طارش بوضعي خط تحت عبارة 9 آلاف ريال يمني .

تأمل معي أخي القارئ لماذا 9 آلاف ريال وليست 10 أو أي رقم أخر؟!!

لقد أثارت رواية الفنان أيوب طارش هذه في معرض قصة ميلاد النشيد هذا في ذهني  سؤال غائر منتصب انتصاب السيف على جثة هذا النشيد الذي أصبح وطني ,مفاده  : لماذا توقفت يد الرئيس الغشمي عند الرقم(9 ) بالذات ولم تتعداه لتصل أو تدنو منه ليرتفع عنها شبح الغرابة والشبهة  ؟! لماذا هذا الرقم الذي لا هو البعيد عن الرقم  ""10 ولا القريب من الرقم 5"" ؟!! (هذا على اعتبار أن ما قاله الفنان أيوب طارش صحيحا, ولا أظنه إلا هكذا ).  أنا أسف حقا لعدم اهتمامي بحجم وقدر المبلغ المصروف الذي كان حينها باهظا! أو بكرم الرئيس الحاتمي و تقديره الموهبة الفنية والأداء الإنشادي الوطني ! أنا أسف فعلا .

لكن في الحقيقة  لم تكن لي قدرة وملكة رفض دعوة هذا الرقم ""9 المغرية والمثيرة للحيرة والتساؤل ,لهذا أعتقد أن الرقم "9" هو نسبة مأخوذة من الرقم "10" للشخص المُكافئ لتصبح باقي النسبة العشرية حق "ابن هادي" ؟! هذا هو التفسير الوحيد المعقول الذي يأخذنا إلى تصور حق "ابن هادي" على أنه حق تاريخي أصيل منصوص وموثق في صميم وقلب الفكر الشمالي الفوضوي ,فهو حق متعارف عليه بطريقة هي الأخرى مسنونة ومتعارف عليها,  لهذا من الممكن اعتبار هذا الحق وهذه الطريقة  موروث حضاري ممتد منذ مئات السنين إلى يومنا هذا لذلك فإن الإخوة في الشمال اليمني معنيين بالدفاع عنه والحفاظ عليه في كل زمان ومكان .

كما أثبتوا إخوة الضم والإلحاق دفاعهم عن حياض هذا الموروث  اثبت كذلك لي الرقم 9"  " أنه رقم الكذب والاحتيال العالمي دون منازع هذا بشهادة الاستخدام  البشري السيئ لهذا الرقم ,فمثلا عندما يبتاع  أحدهم منك شيء فيتوقف عند الرقم 9  بالذات أعرف أنه يريدك أن تهبط إلى الرقم 10 ,أوعندما يأتي إليك أحدهم بمبلغ مالي مستحق وقدره الرقم 9 أعرف أنه سلبك الرقم 1  , هذا في جانب التعامل الشخصي بين الناس فيما بينهم  أما عن جانب التعامل السياسي مع الشعب من قبل النخب السياسية التي تعطيك نسب وإحصائيات بطلها الحقيقي الرقم 9 فحدث ولا حرج  مثلا عندما تقيم الحكومة نسبة أداءها في المشروع الفلاني تزعم أنها بلغت نسبة  99%100 أو 90%100  ,كل هذا خلاف النسب المئوية التسعينية التي عرفناها وشفناها من قصص نجاح الرؤساء العرب في الانتخابات الرئاسية .

كل ما أشرت إليه ولد عندي الشعور بالتشاؤم من ذكر هذا الرقم 9 في أي جملة سواء كانت فعلية أو أسمية ,فهو يعتبر مؤشر وعلامة من علامات الكذب والاحتيال.

في الأخير لا أخفيكم كرهي الأزلي لهذا الرقم 9 خصوصا وأنه ارتبط بتاريخ انتكاسة الجنوب أرضا وإنسانا فمن منا لا يتذكر رقم 1990 !!

هل عرفتم لماذا هذا الرقم 9"" هو رقم الكذب والاحتيال؟!

عدن الغد

زر الذهاب إلى الأعلى