أخبار وتقارير

سوريا: العمل الدبلوماسي يتقدم والضربة العسكرية تتراجع و روسيا ترفض مشروع قرار “تحت الفصل السابع”

يمنات

مجلس الأمن يؤجل اجتماعه..
تقدمت أسهم الحل الدبلوماسي للأزمة السورية، أمس، على العمل العسكري المحتمل، إذ طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أعضاء الكونغرس تأجيل نقاش اقترحته إدارته لشن ضربة عسكرية ضد سوريا، وأعلن مشرعون أمريكيون تأجيل التصويت على المقترح، وسط ردود فعل على المقترح الروسي وضع مراقبة دولية على المخزون الكيماوي السوري، في سياق خطة لنقله وتدميره، وافقت عليها دمشق رسمياً، تراوحت بين الترحيب والتحذير، في حين أعلن تأجيل اجتماع لمجلس الأمن الدولي إلى أجل غير مسمى، كان من المفترض أن يناقش مشروع قرار فرنسياً يطالب بوضع سوريا تحت الفصل السابع، ما يعني السماح بتدخل عسكري فيها، الأمر الذي رفضته موسكو .
وأفاد دبلوماسيون أن الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن حول سوريا الذي كان من المقرر عقده الليلة الماضية، أرجئ إلى أجل غير مسمى، وجاء القرار بناء على طلب روسيا التي كانت دعت لعقد الاجتماع، ولم يحدد الدبلوماسيون سبب هذا الإرجاء، ورفضت موسكو مشروع قرار فرنسياً يطالب بتفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية ويلحظ إمكان استخدام القوة لإجبار دمشق على الوفاء بتعهداتها، مع مطالبته بأن تنضم دمشق إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، فيما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو أن سوريا مستعدة للانضمام إلى المعاهدة، والكشف عن مواقع أسلحتها الكيماوية .
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أن فرنسا مستعدة لأن تعدل، ضمن حدود معينة، مشروع القرار الذي تقدمت به، وقال “نحن مستعدون لتعديل مشروعنا شرط أن يتم الحفاظ على مبادئه الكبرى وأهدافه”، وأضاف “من المفاجئ أن يرفض الروس نصاً لم يطلعوا عليه بعد، ننوي بطبيعة الحال مناقشة الأمر معهم” .
وعبّر سفير روسيا لدى فرنسا عن استعداد بلاده للتفاوض بشأن قرار للأمم المتحدة يتضمن رقابة دولية على الأسلحة الكيماوية السورية، لكنه يستبعد اللجوء لاستخدام القوة لفرض القرار، وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن روسيا ترى أنه “لا يمكن قبول” مشروع القرار الفرنسي، وشدد على أن تحميل السلطات السورية مسؤولية الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية “مرفوض” .
وقال البيت الأبيض إن زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يحبذون جميعهم حلاً دبلوماسياً، إلا أنهم يرون ضرورة أن يفكر المجتمع الدولي في “مجموعة وافية من الردود”، وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن الزعماء الثلاثة اتفقوا على أن يبحث مجلس الأمن الدولي اقتراحاً طرحته روسيا يقضي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية .
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن روسيا سترسل إلى الولايات المتحدة خلال ساعات تفاصيل اقتراحها، عقب محادثات هاتفية أجراها مع لافروف، إلا أنه أكد أن أي خطة يجب أن تشتمل على “عواقب” في حال تبين أن الاقتراح للمماطلة ولتجنيب النظام السوري ضربة عسكرية .
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في أن سوريا لن تكتفي بوضع سلاحها الكيماوي تحت رقابة دولية، لكنها ستوافق أيضاً على إتلافه لاحقاً وستنضم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وقال إن سوريا تمتلك كمية من السلاح الكيماوي وكانت دائماً تعتبره كمقابل للسلاح النووي “الإسرائيلي”، وأضاف أن “الموقف الروسي بشأن هذه المسألة معروف جداً، فنحن ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل بوجه عام”، واعتبر أن على الولايات المتحدة أن تتخلى عن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بهدف تفعيل المبادرة الروسية.
وتعكف مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي (الكونغرس) على صياغة قرار جديد يربط السماح للإدارة الأمريكية بشن عمل عسكري ضد سوريا، بفشل الخطة الروسية بشأن السلاح الكيماوي السوري.
وقال السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين إنه يعمل على تعديل مشروع القرار ليشمل إطاراً زمنياً “صارماً” يتعين على سوريا أن تسلم خلاله أسلحتها الكيماوية، وأضاف أنه “متشكك للغاية” في مثل هذا الحل الدبلوماسي، لكن “سيكون من الخطأ عدم اتباع هذا الخيار” .
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر إن الشعب الأمريكي لا يؤيد موقف أوباما من سوريا، وإنه يتعين عليه أن يقدم المزيد من المبررات، وأضاف أن لديه شكوكاً في خطة روسيا بسبب اللاعبين المشاركين، وأعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد أنه سيرجئ عملية تصويت أساسية حول السماح باستخدام القوة بانتظار أن يتوجه أوباما بكلمة إلى مواطنيه للدفاع عن موقفه .
وقال وزير الخارجية جون كيري إن أوباما ربما يريد التحدث إلى زعماء الكونغرس بشأن “متى وكيف” سيتم التحرك إزاء طلبه التفويض، وأضاف خلال جلسة بالكونغرس عندما سئل عن التطورات الدبلوماسية “لم يتغير شيء بخصوص طلبنا اتخاذ إجراء”، وأكد أن الولايات المتحدة تنتظر تسلم الاقتراح الروسي، إلا أنها لن تنتظر طويلاً .
وقال المعلم “نحن جاهزون لكشف مواقع أسلحتنا الكيماوية ووقف إنتاجها وعرض هذه المنشآت أمام ممثلين عن روسيا وبلدان أخرى والأمم المتحدة”، مضيفاً “إن الهدف من تمسكنا بالمبادرة الروسية هو التخلي عن كل الأسلحة الكيماوية” .

زر الذهاب إلى الأعلى