فضاء حر

الحكاية كلها هكذا

يمنات

تمت الموافقة كليا على معظم مطالب “الحوثيين”..
وما يحدث الآن، وهو ما فركش المفاوضات حتى اللحظة، هو أن الطرف الآخر بيحاول يكسب شيء على هامش المكسب الحوثي، والحوثيين معصللجين وبيمكنوه: والله ما معك إلا الحاصل.
يعني مطالب الحوثيين خلاص قد تم استيعابها.. فهمتوا؟
الآن بيفاوضوا الحوثي مش على مطالبه بل على مطالبهم هم، وخمنوا ماذا؟
يعني لا يروح حسكم بعيد مش انهم بيطلبوا من الحوثيين مثلا عمران أو الجوف أو السلاح..
لا لا لا لا، هذا الكلام كان زماااااان..
بل بيقلوا للحوثي اليوم: حصتنا في الحكومة لازم تكون كذا وكذا. ولازم نعين فلان وفلان.
ومنه هذا الكلام.
يعني؟
يعني باقي جولة واحدة من الصراع ويعين الحوثيون بعدها حتى السائق الخاص ب”محمد اليدومي” .. وسيكون اليدومي ممنونا على فكرة.
……..
يشهد الله أننا كتبنا منذ 2011: امنحوا الحوثيين مكاسب ب”السياسة”، قبل أن تضطروا لمنحهم كل شيء ب”القوة”.
وقلنا في مؤتمر الحوار: ما دمتم قد أشركتموهم في الحوار، فامنحوا “صالح هبرة” و “حسين العزي” مكاسب تتناسب مع حجم تمثيلهم الجماهيري، فذلك أفضل من أن تمنحوا “أبو علي الحاكم” فرصة لإثبات وجهة نظره.
ماهي وجهة نظره؟
إن ما يؤخذ بالفهلوة لا يسترد إلا بالهنجمة.
……………………
لقد ظللتم تعززون من قوة العسكريين داخل تيار الحوثي بكثرة تحاذقكم على سياسييهم.
حتى أن صالح هبرة ترك “مؤتمر الحوار” قبل منتصفه وعاد لمنزله في مكان ما بصعدة، وفي المحصلة عاد بعده زملاؤه بدون حتى خفي حنين، ولقد كانت سياراتهم أيضا تحمل صور صديقيهما “جدبان” و “شرف الدين”؛ بعد تصفيتهما على هامش “شحططتهم” في أبوابكم لتمنحوهم الفتات من التمثيل في الحكومة وفي صياغة مستقبل ما بعد الفترة الانتقالية.
وأيش كمان؟
ولا شيء، ولكني أتهم بجد جدا، كل القوى السياسية في صنعاء بأنها من دعمت “أبو علي الحاكم” وعززت من كل فرصه في التعملق والتوسع.
قل والله؟
من غير يمين، شوف كيف معظم المكاسب التي حققها الحوثيون حتى الآن حققوها بواسطة “السلاح”، بينما كان ممكنا للقوى السياسية منحهم أقل بكثير من هذه المكاسب بواسطة “السياسة”، ومثلا: لو غيروا محافظ عمران و القشيبي بقرار، لربما لم يكن هناك، بل مؤكد، لن يكون هناك الآن، اعتصام في حزيز.
وفي الصباحة؟
حزيز يكفي، خلي الصباحة احتياط … عشان لا أبدو مبالغا.
………….
أسوأ كابوس بالنسبة لي أن يستفرد الحوثيون بكل شيء في البلد، بالدولة وقراراتها، والحكومة وسياساتها.
ليس من مصلحة اليمن أن يستبد بها فريق سياسي واحد، أكان الحوثيون أو الإخوان أو أم الجن.
ولكن؟
ولكن الحوثيون قد يجدون أنفسهم مستفردين بكل شيء، غصبا عنهم، والفضل في ذلك للذكاء الحاد لنخبتنا السياسية.
…….
و الخلاصة.. الآن اشربوا…
هنييييييييييئا
والا أقل لكم: استمروا في المماطلة، فالأستاذ “اليدومي” يحتاج إلى سائق جديد.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى