فضاء حر

الحوثي ينقلب على الجميع بمن فيهم الحوثي نفسه!

يمنات
الحوثي أعلن انقلابه على اتفاق السلم والشراكة، لكنه بدأ بيان انقلابه بالتشديد على ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة.
البيان الختامي لاجتماع وجهاء وحكماء وعقلاء اليمن الذي عقده الحوثي الجمعة الماضية بالعاصمة صنعاء شكل إعلان انقلاب كامل وخطير من طرف الحوثي على اتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني اللذين يعد أبرز الأطراف الموقعة عليهما:
اتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني ينصان على وقف الاقتتال فوراً بين كافة الأطراف في الجوف ومأرب اللتين كانتا تشهدان اقتتالاً حينها، وسحب ميليشيات الحوثي منهما ومن عمران ومحيط صنعاء، حيث كان يقاتل ويتواجد حينها. وبيان الحوثي يبارك توسع حروبه بعد الاتفاق الى إب والبيضاء وغيرها ويدين منتقديها، ويبارك سيطرة لجانه الشعبية على العاصمة والمحافظات الأخرى التي سيطر عليها بعد الاتفاق (صنعاء، الحديدة، ذمار، إب والبيضاء)!
البند (8) من الملحق الأمني يقضي بأن الدولة هي المخولة وحدها بمواجهة القاعدة في البيضاء (حتى أنه حدد: “في البيضاء”). وبيان الحوثي يدين خطاب الرئيس هادي الأخير لأنه طالب الحوثيين بالتوقف عن استخدام القاعدة كذريعة لاحتلال محافظات أخرى، وأكد على أن الدولة وحدها المخولة بمحاربة القاعدة!
الاتفاق وملحقه يقضيان بسحب ميليشيات الحوثي (المسماة “لجان شعبية”) من المحافظات التي دخلتها قبل الاتفاق، وبيان الحوثي يوصي بالعمل على تشكيل لجان جديدة أسماها “لجان ثورية” “في جميع المحافظات اليمنية للوقوف إلى جانب المواطنين (…) والرقابة على أداء أجهزة ومؤسسات الدولة”!
الاتفاق وملحقه يقضيان بتسليم الحوثي أجهزة ومؤسسات الدولة في عمران للدولة. وبيان الحوثي يوصي بتسليم أجهزة ومؤسسات الدولة في بقية المحافظات التي لم يسيطر عليها بعد للحوثي!
بيان اجتماع وجهاء وحكماء وعقلاء الحوثي حمل انقلاباً واضحاً وصريحاً على اتفاق السلم والشراكة وجميع أطرافه: إضافة لإدانته هادي لأنه طالب بسحب ميليشيات الحوثي من العاصمة والمدن الأخرى، دان البيان “الخطابات الحزبية التي تشكك في الدور الوطني للجان الشعبية”. من المقصود؟ الاشتراكي، والناصري، والإصلاح طبعاً، انتهاءً بالمؤتمر، فهؤلاء هم أطراف الاتفاق وقد طالبوا جميعا بانسحاب الميليشيات من العاصمة والمدن وبسط نفوذ الدولة. حتى البرلمان طالب قبل يوم من اجتماع حكماء الحوثي بسحب الميليشيات من العاصمة والمدن ونشر الجيش والأمن فيها. وبإضافة موقف البرلمان لموقف الرئيس هادي، نصبح أمام موقف رسمي ل”الدولة” واضح في رفضه لسيطرة ميليشيات الحوثي على العاصمة والمدن ومؤسسات الدولة فيها.
الحوثي لم ينقلب على اتفاق وقعه مع الآخرين بل على اتفاق فرضه هو عليهم، أي على اتفاقه هو! فاتفاق السلم والشراكة هو ثمرة “ثورة 21 سبتمبر المباركة”، بحسب بيان الانقلاب الذي بدأ أولى نقاطه بالتشديد على ضرورة تنفيذ الاتفاق واختتمها بالتحذير من عرقلته!
وماذا قال في بقية نقاطه يا ترى؟
أكد أن أول وأبرز المعرقلين لهذا الاتفاق الذي كان يجب على وجهاء وحكماء وعقلاء الحوثي توجيه تحذيرهم له هو الحوثي نفسه. لكنهم “وجهاء” و “حكماء” و”عقلاء” احتشدوا عن بكرة أبيهم لكي يخرجوا علينا بشيء لا وجه له ولا حكمة ولا عقل، بل ولا رأس له ولا رِجْل!
بعد استماعي لبيان وجهاء وحكماء وعقلاء الجمعة الماضية، قلت بيني وبين نفسي:
سلام الله على المجانين!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى