أخبار وتقارير

وكالات الإغاثة تستعد لإيصال المساعدات في اليمن مع قرب تنفيذ هدنة إنسانية

يمنات

بدأت وكالات الاغاثة، الجمعة 10 يوليو/تموز، بالاستعداد للاسراع في ايصال المساعدات التي يحتاج اليها ملايين اليمنيين المهددين بالمجاعة، مع امل بهدنة انسانية تستمر ستة أيام وتدخل حيز التنفيذ منتصف الليل.

و قالت وكالة “فرانس برس” إن الأمم المتحدة، أعلنت الخميس الماضي، “هدنة انسانية غير مشروطة” في اليمن بدءا من منتصف ليل الجمعة/السبت حتى نهاية شهر رمضان المرجحة في 17 تموز/يوليو.

و قبل ساعات من هذا الموعد، قصفت طائرات حربية تابعة لقوات التحالف الذي تقوده السعودية مواقع للمتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الحملة العسكرية التي انطلقت لدعم الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي.

و نقلت الوكالة، عن المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي، عبير عطيفة، أن الهدنة هي “أملنا الأخير” للوصول إلى المناطق التي تحتاج إلى مساعدة.

و أضافت أن سفينتين تحملان المواد الغذائية والوقود تنتظران الرسو قبالة سواحل مدينة عدن الجنوبية.

و أعلنت الهدنة بعد تلقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضمانات من هادي و الحوثيين بأنها ستحترم بالكامل.

و تأتي هذه الهدنة بعد أكثر من أسبوع على إعلان الأمم المتحدة، أن اليمن في الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى، حيث يواجه نحو نصف البلاد أزمة غذائية.

و نقلت عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “من الضروري والملح أن تصل المساعدة الإنسانية إلى جميع الأشخاص المستضعفين في اليمن من دون عوائق ومن طريق هدنة إنسانية”.

و وكالات الاغاثة التابعة للأمم المتحدة مستعدة لتوسيع نطاق عملياتها خلال الهدنة، رغم أن الاستجابة إلى الاحتياجات التي تبلغ 1,6 مليار دولار كانت بطيئة وضئيلة، إذ وصل 13 في المئة فقط من المبلغ حتى الآن.

و بحسب الأمم المتحدة بات أكثر من 21,1 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية أي 80% من السكان، فيما يعاني 13 مليونا من نقص غذائي و9,4 ملايين من شح المياه.

وبحسب الأمم المتحدة، فان النزاع في اليمن أدى إلى مقتل أكثر من 3200 شخص، نحو نصفهم من المدنيين، منذ أواخر آذار/مارس.

و ستكون هذه الهدنة الثانية، منذ بدأ التحالف العسكري في 26 آذار/مارس غارات جوية ضد مواقع للحوثيين وحلفائهم الذين سيطروا على مناطق واسعة من اليمن، من بينها العاصمة صنعاء.

و كانت هدنة سابقة في منتصف آيار/مايو استمرت خمسة أيام سمحت بوصول المساعدات إلى المدنيين المحاصرين جراء المعارك، لكن جهود الأمم المتحدة لإطالة أمدها فشلت.

و قال رئيس اللجنة الثورية العليا للمتمردين محمد علي الحوثي “نأمل أن تمهد هذه الهدنة الطريق أمام إنهاء العدوان السعودي”.

و سيطر الحوثيون على صنعاء في أيلول/سبتمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين وسعوا سيطرتهم على مناطق عدة بمساندة القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

و بعدها تقدموا إلى محافظة عدن في آذار/مارس، حيث كان يلجأ هادي بعد فراره من الإقامة الجبرية في صنعاء، ودفعوه إلى المنفى.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الرئاسة اليمنية في أعقاب إعلان الهدنة، غير أن وزير حقوق الإنسان عز الدين الاصبحي شكك في إمكان التزام الحوثيين وحلفائهم بالهدنة.

و نقلت “فرانس برس” أن “هؤلاء يمارسون أعلى درجات المراوغة حتى مع المجتمع الدولي، وتحركاتهم العسكرية المتواصلة على الأرض لا تنم عن نيات حسنة، أو توجهات حقيقية وصادقة لتثبيت هدنة إنسانية كما يسعى المجتمع الدولي من اجل مساعدة المحتاجين والمتضررين من أبناء الشعب اليمني”.

و عبر محمد الجحيفي، احد سكان صنعاء، عن خوفه من نهاية الهدنة المقبلة.

و قال الجحيفي ل”فرانس برس”: لا نريد هدنة من خمسة أيام أو عشرة أيام نظل نحتسب ساعاتها ودقائقها. نريد حلا جذريا للازمة اليمنية”.

و الجمعة، أكد مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس اعلان الهدنة الانسانية في اليمن، لكنه اعتبر انها “بلا فائدة” لان المتمردين لم يظهروا استعدادهم لاحترامها.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه “اعتقد ان التحالف لم يتلق (…) اي تأكيد بالتزام الطرف الآخر”، مضيفا “نعتقد ان هذه الهدنة ستكون بلا فائدة”.

من جهة ثانية، قال شهود عيان الجمعة ان طائرات حربية قصفت مواقع المتمردين في شمال صنعاء، وكذلك شمال معقلهم صعدة.

واستهدفت الغارات الجوية ايضا الحوثيين في محافظات مأرب وذمار والبيضاء.

وقالت مصادر عسكرية في عدن، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة بين المتمردين والمقاتلين الجنوبيين المتحالفين مع هادي، ان الطائرات قصفت مواقع للمتمردين في حي المعلا والضواحي الشمالية والغربية للمدينة الساحلية.

وقال مسؤول محلي لوكالة فرانس برس ان تسعة مدنيين قتلوا الجمعة عندما اصابت غارة جوية من طريق الخطأ مدرسة تأوي عائلات نازحة في قرية تبن في محافظة لحج الجنوبية.

زر الذهاب إلى الأعلى