فضاء حر

السعودية تعترف بان الحرب انتقلت إلى أراضيها ولكن !

يمنات
شيئا فشيئا بدأت السعودية تعترف بوجود ضحايا وتدمير منشاءات داخل اراضيها “جيزان ونجران وعسير” جراء القصف الصاروخي اليمني للمواقع العسكرية السعودية والمنشاءات الحيوية.
يأتي هذا بعد أن استمر التكتم الإعلامي على إطلاق صواريخ يمنية باتجاه الأراضي السعودية واقتحام مواقع عسكرية سعودية وتدمير معدات وجنود وأبراج رقابة من قبل الجيش واللجان الشعبية لأكثر من شهر ونيف بدون أي ذكر لها إلا نادرا..
و مع ارتفاع وتيرة الرد اليمني خلف أسوار الأرضي اليمنية المحتلة بدأ الإعلام السعودي و منذ اكثر من اسبوع يشير يوميا الى وقائع الحرب وبعض نتائجها داخل راضيها وهو تطور مهم ما كان له ان يتم لولا النتائج الملموسة للعمليات العسكرية اليمنية المتصاعدة خلف أسوار الحدود اليمنية المحتلة (نجران عسير جيزان).
صحيح ان الاعلام السعودي لا يتحدث الا نادرا عن مقتل جنود سعوديين ولايشير مطلقا الى تدمير معدات عسكرية “دبابات ومصفحات ومدافع” مع ان ذلك يحدث يوميا وبصورة متصاعدة كما لا يشير الى اشتعال نيران في مخازن اسلحة عديدة ومنشاءات عسكرية هامة. و صحيح انه لا يزال يطلق على الصواريخ والمدفعية اليمنية بوصفها “مقذوفات” تقليلا من شأنها وصحيح انه لا يشير الى مقتل الجنود والضباط، إلا لماما ونادرا ويركز بدلا عن ذلك الى مقتل “مقيم باكستاني او جرح طفلة مع والدتها” كنوع من التركيز على البعد الانساني من ناحية. و ما يعني ان جيشه وقواته المسلحة وحرسه الوطني وحرس حدوده لا تزال في مأمن من النيران اليمنية من ناحية اخرى.
الا ان هذه مجرد اكاذيب والمهم هو انه مضطر اليوم بصورة او بأخرى للاعتراف بان اليمنيين استطاعوا رغم امكاناتهم المحدودة الى نقل الحرب الى داخل الاراضي السعودية وتحويلها الى حدث يومي سعودي بعد ان حرصت السعودية على جعلها حرب بين اليمنيين تارة وحرب لدعم “الشرعية” اليمنية تارة اخرى!
فيما كان هدفها الاساسي هو حماية الامن السعودي من مخاطر متوهمة وتكريس السلطة في ايدي الابناء السديريين و منح السعودية مكانة في المنطقة على حساب اشلاء ودماء اليمنيين وانتهاك سيادتهم واحتلال سمائهم وبحارهم.
النقلة التي حدثت خلال الايام الماضية واضطرت السعودية الى التحدث عن هجومات فاشلة لليمنيين على اراضيها وقيامها بقتل العشرات وتدمير العديد من الاليات هو ما حدث في ثلاثة مواقع رئيسية في الرد اليمني وهي على وجه الخصوص :-
الاول- اشتعال النيران في منشاءات حيوية ولوجستية في مدينة الطوال الحدودية والثاني هو اقتحام الجيش واللجان الشعبية لموقع عسكري مهم في “عسير” وهو تطور غاية في الأهمية بعد ان كانت الاقتحامات تتم لمواقع حدودية وبراج مراقبة في نجران وجيزات فقط.
والثالث هو اغراق امارة نجران بكاملها في الظلام بعد قصف الجيش واللجان لمحطة كهرباء قوة نجران التي كانت تغذي المنطقة بالإنارة. كل هذه بالإضافة الى تصاعد القصف الصاروخي اليومي للمواقع العسكرية السعودية كان له دور مهم في نقل الحرب الى السعودية وبدا الاعلام السعودي مضطرا الى التعامل معها باعتبارها حدثا سعوديا لا حدثا يمنيا وحسب.
كل هذه التطورات في الحرب اليمنية السعودية تشير الى أمرين مهمين في سيؤثران في نتائج الحرب وتطوراتها في المستقبل القريب
-الأول هو ان الرد اليمني الموجع للسعودية والمتناسب مع عدوانها الوحشي على بلدنا لم يكن عجزا بقدر ما كان قرارا سياسيا تأخر من وجهة نظر البعض ولم ينفذ بعد. أما الحقيقة فهي ان اليمنيين يستطيعون الضرب في عمق السعودية وليس على حدودها وهذا ما اثبتته وقائع الحرب خلال الاسبوع الماضي على الاقل خلافا للمرجفين الذين استبعدو امكانة القدرة اليمنية على الرد
-والثاني هو ان الرد الاسترتيجي الذي نحن بصدده وسبق وان وعد به قائد الثورة في خطابه الاخير كأمر حتمي لا تحذيري سيغير معادلة الحرب كليا ويمكن ان يحولها الى حالة اذلال وهزيمة كبيرة للجيش السعودية على خلاف ما كانت ولا تزال تخطط له السعودية، اي ان تكون الحرب اذلالا وتقسيما واقتتالا يمنيا يمنيا دون ان تتضرر السعودية، بل ان العدوان كان هدفه ان لا تتضرر السعودية في المستقبل وهاهي الحرب ومؤشراتها القريبة القادمة تقول العكس.
يبقى ان نقول ان احتلال بعض احياء عدن من قبل الجيش السعودي ومرتزقته تطورا لصالح السعودية في الحرب بعد أربعة أشهر من بدءها بل حافزا إضافيا لرد قاس وموجع بل قاصم للسعودية والأيام القادمة ستخبر من يستخف باليمنيين إنهم قادرين على تحرير الأرض في كلا الحدودين الجنوبية والشمالية معا.

زر الذهاب إلى الأعلى