فضاء حر

بعد مجزرة المخا 2…..سلام الله على اسرائيل

يمنات
في عز مقاومة حزب الله لإسرائيل وحرب الاستنزاف التي خاضها ضدها لما يقارب عقدين من الزمن كان السيد حسن نصر الله يخطب في الجماهير المحتشدة وهو يعرف أنه الهدف الأول لدى اسرائيل على مستوى العالم، ويعرف ان قتله سَيُعد نصر كبير لإسرائيل ولقادتها، ومع كل ذلك كان يحضر بنفسه بعض المهرجانات الخطابية، ويلقي كلمة فيها، سواء في الضاحية الجنوبية أو في الجنوب.
لم يكن يراهن حسن نصر الله على شجاعته ومرافقيه، فالطائرة لا تقاوم بالكلاشنكوف، ولم يراهن على قدرة الدفاعات الجوية للحزب على اسقاط اي طائرة اسرائيلية، فلا دفاعات جوية لدى الحزب قادرة على اسقاط طائرات إسرائيل الحديثة، كان يراهن على شيء آخر تماما، قد لا تتصوروه، ولم أكن أرغب في ان يأتي اليوم الذي أكتب عنه.
كان يراهن على أخلاق دولة اسرائيل، على استحالة أن تقصف تجمعا يحضره المئات أو الآلاف، ومع أنه كان في امكان اسرائيل قصف المنصة التي يلقي الخطاب منها بصاروخ يقتصر ضرره على المنصة التي يتقي منها خطابه، ولن يتعدى عدد الضحايا المائة شخص، الا أن اسرائيل كدولة تخشى على سمعتها أمام العالم، وتعرف أنه لا يمكنها تبرير قتل مدنيين، او الزعم أنه تم قتلهم عن طريق الخطأ، وبالأخص في الأماكن التي يلقي نصر الله كلماته منها، لأن العالم سيقول أن القصف كان متعمدا.
اسرائيل كدولة قتلت ولا تزال تقتل مدنيين فلسطينيين ولبنانيين وبالآلاف، لكن ذلك العدد نتيجة لتراكم جرائمها وحروبها منذ لحظة نشوئها في 1948م وحتى الآن، أي خلال حوالي سبعة عقود من الزمن، بينما قتل التحالف الذي تقوده السعودية من المدنيين اليمنيين خلال ستة أشهر فقط عدد يساوي تقريبا ما قتلته اسرائيل من مدنيين لبنانيين أو فلسطينيين منذ لحظة نشوئها.
مجزرة المخا 2 قتل فيها 131 مدني يمني، بينهم أكثر من 70 امرأة، والعشرات من الأطفال، ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في حفلة عرس، ويظهر ان معلومة وصلت الى غرفة عمليات التحالف عن وجود قائد ميداني حوثي يعمل في مدينة المخا، وتصنيفه من الدرجة السابعة عشرة، ولم تضع عاصفة التحالف أي اعتبار للعدد المهول من المدنيين وبالأخص النساء والأطفال، المهم ان تقتل حتى مجند حوثي واحد لا أهمية له، ولو تقتل معه المئات من المدنيين، كل ذلك انتقاما لمقتل قائد حرس حدودها في جبهة القتال.
مجزرة المخا 1 قتل فيها العشرات من عائلات موظفي محطة كهرباء مدينة المخا الساحلية الصغيرة، وذنبهم الوحيد أنهم كانوا نياما في سكن موظفي المحطة، وأنكر المتحدث باسم التحالف تلك المجزة لكن المنظمات الدولية زارت المكان وأكدت ان طائرات التحالف هي من قصف المجمع السكني وبعدة صواريخ وتم تحديد نوعية تلك الصواريخ.
تلك تضحيات مدينة المخا الصغيرة لوحدها، ذات المساحة المحدودة، وعدد السكان الذي لا يتجاوز عشرات الآلاف، فكيف بباقي مدن اليمن؟، تلك ضحايا المخا التابعة لمحافظة تعز الغير مصنفة كمحافظة وكسكان وكمذهب أنها حوثية أو زيدية، فكيف بالضحايا في المحافظات الشمالية المصنفة بأن فيها الحاضنة الشعبية الرئيسية للحوثيين؟، فكيف بصنعاء وذمار وعمران وحجة والمحويت والجوف التي للحوثيين تواجد مهم فيها؟، فكيف بصعدة المصنفة أنها حوثية بالكامل بمواطنيها وأشجارها وأحجارها وجبالها وتبابها؟.
كتبت سابقا أن هناك هلوكست ومحرقة جديدة ترتكبها العاصفة التي تقودها السعودية بحق المدنيين في اليمن، تحت سمع وبصر من العالم ومن منظماته الدولية ولجانه الحقوقية ومحاكمه الدولية.
اليمن يذبح أمام الأشهاد، اتحدث عن المدنيين فقط، ولا أتحدث عن من يقتلون في جبهات الحروب الداخلية أو على الحدود السعودية، فمن يقتل في تلك الجبهات لهم قواعد أخرى تحكم في من هو المتسبب في مقتلهم ومن أوصل البلد الى هذه الكارثة، ومقدار مسؤولية كل طرف سياسي يمني ومسؤولية التدخل الخارجي.
نحن أمام عاصفة مجنونة حاقدة بلا قيم ولا مبادئ ولا دين ولا أخلاق ولا اي شيء جميل، عاصفة يهمها تحقيق نصر في اليمن وبأي ثمن، ولو كان هذا الثمن قتل كل البشر، لتعيد الحقير هادي ليرأس حتى الشجر والحجر.
من حائط الكاتب في الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى