العرض في الرئيسةحوارات

عبد الوهاب الشرفي: معركة صنعاء لم يحن موعدها والسعودية تخدم مشروع سياسي وليس محاربة الارهاب والملف اليمني بأيدي خارجية

يمنات – صحيفة الوحدة

اكد رئيس مركز الرصد الديمقراطي عبد الوهاب الشرفي ان تحالف العدوان على اليمن يعتمد الحرب كخيار وحيد لعملية تجاه الملف اليمني و يستخدم العمل السياسي للتمويه ولتغطية خياره العسكري، لافتا الى انه تم تفريغ “جنيف2” من مضمونه وانتهى دون تحقيق نتيجة جوهرية للملف اليمني.

و قال الشرفي في هذا الحوار الذي اجرته معه “الوحدة”: ان العدوان على مدى احد عشر شهرا لا يتقيد بعملياته الاثمة الاهداف العسكرية وحسب وانما اصاب مدنيا افرادا وبنية اكثر مما فعل عسكريا. مشيرا الى ان العدوان يريد اليمن بلدا مغلقا بمشاكله الاقتصادية والخدمية والسياسية والاجتماعية التي تشغله بنفسه وتمنعه من النهوض لعقود.

و اضاف في ذات السياق: “نحن امام مشهد فيه مختلف الاطراف اليمنية باتت ناضجة لإنتاج تسوية سياسية تبدأ بحلحلة الحالة السياسية في البلد باتجاه وضع يؤسس لاستقرار سياسي.

حوار/عاصم السادة

1-كيف تقرأ المشهد اليمني في ظل انسداد الافق السياسي واستمرار الحرب على اليمن..؟

–الحالة التي يراوح فيها الملف اليمني هي حالة سد متعمد للأفق السياسي وليست لحظة انسداد ناتج عن عوامل موضوعية يترتب عليها اعاقة التقدم في العملية السياسية وانما هناك اعاقة متعمدة من تحالف العدوان للسير المنهجي والموضوعي للعملية السياسية ، وبالتالي فنحن امام مشهد فيه مختلف الاطراف اليمنية باتت ناضجة لإنتاج تسوية سياسية تبدأ بحلحلة الحالة السياسية في البلد باتجاه وضع يؤسس لاستقرار سياسي، و في ذات الوقت يعتمد تحالف العدوان الحرب كخيار وحيد لعمله تجاه الملف اليمني و يستخدم العمل السياسي فقط للتمويه ولتغطية خياره العسكري

2-برأيك..لماذا تعثرت المفاوضات السياسية بين الاطراف اليمنية في جنيف1و2.؟

–السبب العام لتعثر جنيف 1و2 هو الخيار العسكري المعتمد من تحالف العدوان تجاه الملف اليمني و تعاطيه مع الملف السياسي هو للإعاقة لمروره كعملية سياسية قائمة على التوازن والتكافؤ ويعمل على ان يحصل على ذات النتيجة التي يسعى لها عبر العمل العسكري وذلك عبر العمليات التفاوضية . في “جنيف1” عمل تحالف العدوان على ذلك من خلال تمسكه بصيغة تفاوضية لا تعني الا التسليم المسبق بكل ما هو مطلوب من اطرف صنعاء وهو ما رفضته اطراف صنعا ولو سلمت به فلم يكن هناك داع لدخول في تفاوض وقد سلمت بمطالب الطرف الاخر قبل الدخول . وخلال الفترة من “جنيف1” وحتى “جنيف2” تم مجاوزة معضلة صيغة التفاوض عن طريق ترتيبات معينة تم الاتفاق عليها واهمها وقف اطلاق النار المتزامن مع بداية جنيف2 وكذلك التحصل على القبول الرسمي من قبل اطراف صنعاء بالقرار الاممي2216 وبالفعل انسجمت الاطراف في جنيف2، لكن عمد تحالف العدوان على الاطاحة بوقف اطلاق النار المتفق عليه مسبقا وكذلك عمد وفد حكومة هادي الى الانتقاء للبنود التي يقبل بحثها وليس بحث متطلبات القرار الاممي كوحدة واحدة وبالتالي تم تفريغ جنيف2 من مضمونه وانتهاء دون تحقيق نتيجة جوهرية للملف اليمني.

3-هناك من يرى ان المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ ضعيفاً وغير قادر على ايجاد حل سياسي توافقي وايقاف الحرب على اليمن.؟

–ولد الشيخ هو وسيط اممي و يظل دوره محكوما بكونه وسيطا و امميا في شأن اصبح فيه قرار لمجلس الامن وتتعاطى معه دول كبرى وبالتالي يجب ان يكون واضحا ان ولد الشيخ ليس بالذي ينتظر منه ان ينتج حلا للملف اليمني ويفرضه وفي ذات الوقت لا يقبل منه ان يعمل بمستوى اقل من الصلاحيات التي تخوله صفته تلك . ما يحسب على ولد الشيخ هو ابدائه مرونة زمنية غير مقبولة مطلقا بالنظر الى ما تلحقه هذه الحرب الاجرامية من جرائم وكوارث بحق البلد و مدنيين وكذلك لا يحدد موقفا واضحا وحازما تجاه ما يتم من انسلاخ من اي اتفاقات تنجز برعايته و تعيد عملية التفاوض السياسي الى نقطة الصفر. مطلوب من ولد الشيخ ان يكون اكثر ديناميكية في ادارته لملف الازمة اليمنية زمنيا و ان يحدد مواقف مسئولة تجاه الجرائم التي ترتكب تجاه المدنيين والحال الانساني الكارثي للمجتمع اليمني وكذلك تجاه الانسلاخ والمراوغة التي يبديها اي طرف سياسي معني بالعملية التفاوضية في الملف اليمني.

4-احدى عشر شهرا تقريبا من العدوان السعودي على اليمن.. ماذا حقق العدوان من اهداف عسكرية على الواقع الميداني.؟

–العدوان على مدى احد عشر شهرا لا يتقيد بعملياته الاثمة الاهداف العسكرية وحسب وانما اصاب مدنيا افرادا وبنية اكثر مما فعل عسكريا، و بالطبع حقق تقدما في المحافظات الجنوبية وكان السبب الرئيس في ذلك هو وجود ملف سياسي مفتوح جنوبا والمعروف بالقضية الجنوبية التي افلح في توظيفها لصالح المعركة. لكنه في معركته في المحافظات الشمالية لم يتمكن حتى الان اي انجاز فجميع الجبهات التي يتم القتال فيها لازالت مشتعلة وبطبيعة القتال بين كر وفر لكنه لم يحسم اي منها لصالحه ، بل انه لم يتمكن من ان يحمي حدوده وتمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من التوغل داخل جغرافيته وسيطرة على مواقع عسكرية وقرى ومدن .

5-ما هو تفسيرك لمنطق الحرب التي تخوضها السعودية على اليمن تحت يافطة استعادة الشرعية.؟

–ليست الشرعية الا الغطاء الذي يستر به التحالف عدوانه على اليمن بينما حقيقة ما يدور هو صراع بين مشروعين في المنطقة بصورة او بأخرى هما مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل مشروع رفض الاحتلال الاسرائيلي ويأتي تحت هذا الصراع الكثير من التفاصيل حول طبيعة الحكومة التي يجب ان تحكم في البلد ووضع باب المندب الممر الدولي الاهم وغير ذلك من التفاصيل.

6-يروج اعلام العدو ان سقوط صنعاء بات قاب قوسين او ادنى من ما تسمى مقاومة.. ما ردك على هذه الاقاويل.؟

–يقاتل العدوان في جبهات محادة للعاصمة صنعاء هما مارب والجوف و تبعا لذلك يتمكن من وقت لأخر ان يسجل اختراقا هنا او هناك معتمدا على تفوقه الجوي تسمح له بالحديث عن معركة صنعاء بينما هو لم يحسم القتال في جبهات تلك المحافظات المحادة حتى يكون الحديث عن ان معركة صنعاء قد بدأت ، وبالطبع لا يمكن انكار انه حقق اختراقات نوعية مثل تقدمه الى فرضة نهم قبل ان يضطر لتراجع منها ولكن يظل الحديث عن معركة صنعا حديثا لم يحن موعده ولا يمكنه ان يبدأ به عمليا الا بدفعه تضحيات جسيمة لن يكون مستعدا لدفعها كي يتقدم .

7-كيف اثرت الحرب على الواقع المجتمعي اليمني دينيا وسياسيا وثقافيا.؟

–بالطبع الحرب اثرت على المجتمع على مختلف المستويات ولكن اثارها الجوهرية هي في الجوانب الانسانية والاقتصادية و التنموية و الخدماتية لكنها لم توثر على الجوانب التي ذكرتها بشكل جوهري لاعتبارات تفهم المجتمع لطبيعة هذه الحرب انها سياسية وليست مذهبية او مناطقية او نحو ذلك مما يترتب عليه صدوع مجتمعية عميقه في الجوانب التي ذكرت.

8-ما هو السيناريو السياسي الذي تراهن عليه دول العدوان لرسمه وفرضه مستقبلا على الخارطة اليمنية.؟

–بالطبع لا يمكن القول ان تحالف العدوان يهتم بفرض واقع دولة يديرها الطرف المسمى ” بالشرعية ” لاعتبارات ما هو واقع في محافظات الجنوب التي باتت تحت سيطرة التحالف الذي لم يفعل شيء لدعم قيام مؤسسات الدولة هناك ، كما ان ما يقوم به العدوان من اعمال تستهدف البنية الاقتصادية والصناعية والانتاجية وايضا السماح بتنامي جماعات الارهاب كل ذلك يعطينا انطباعا هو ان العدوان يريد ان يضرب كل عناصر القوة المختلفة الباقية للبلد وان يجعله يغرق لعقود في مشكلات وصراعات تمكن من التصرف بالبلد مستقبلا في الاتجاهات التي يراها في صالحه واقلها ان لا يقوم اليمن كدولة ذات سيادة و قادرة على ان تكوّن حضورا يتصادم او لا ينسجم مع المشاريع المرادة للمنطقة بالكامل، اي انه العدوان يريد اليمن بلدا مغلقا بمشاكله الاقتصادية والخدمية والسياسية والاجتماعية التي تشغله بنفسه وتمنعه من النهوض لعقود.

9-مسلسل الاغتيالات اليومية لرجال الجيش والامن والقضاء وكذا قيادات الحراك الجنوبي في محافظة عدن لم يتوقف منذ عودة هادي اليها.. من يقف وراء هكذا اغتيالات وحشية.؟ وما الهدف منها.؟

–بات واضحا ان من يقف وراء تلك الاعمال هي الجماعات الارهابية التي تعمل جاهدة لضرب ومنع قيام اي مظهر من مظاهر دولة اياً كانت باعتبار التصادم المبدئي بين مشروع دوله ومشروع الجماعات الارهابية ” امارات ” ومعرفتها بان قيام دولة اياً كان حالها سيكون عدوا لها لهذا هي تعمل على عدم قيام ذلك في المحافظات التي لها اليد الطولى فيها، وبالطبع هذا الامر هو جزء من مشروع يعتمد على هذه الجماعات الارهابية ويشمل الكثير من دول المنطقة.

10-هل يمكن القول ان تنظيم القاعدة صار سلطة الامر الواقع في حضرموت وعدن وخرجتا عن سيطرت هادي وحكومته ودول التحالف بقيادة الامارات والسعودية..؟

–بالطبع وضع الجماعات الارهابية ” القاعدة ” و ” داعش ” وضعها كسلطة يختلف من مكان لأخر تتواجد فيه فهي سلطة واقع في بعض الاماكن في حضرموت خصوصا وهي الكيان الاكثر تأثيرا ضمن كيانات اخرى كما هو في عدن وبالطبع استمرار عدم الاستقرار السياسي في البلد يجعل سلطتها تتوسع اكثر واكثر مع مرور الوقت.

11-برغم تشكيل السعودية تحالفا اسلاميا لمكافحة الارهاب الا ان التنظيمات الارهابية (القاعدة وداعش) تتسع رقعتها في اليمن وسوريا وليبيا والعراق .. ما تعليقك على ذلك.؟

–ما تقوم به السعودية هو خدمة مشروع سياسي وليس محاربة الارهاب الا عنوان لتغطية المشروع السياسي الذي تمثل الجماعات الارهابية احد ادوات تنفيذه وبالتالي اي عمل في اتجاه ما يسمى محاربة الارهاب لم يكن ولن يكون الا عملا شكليا يهدف لتحسين صورة المملكة لدى الراي العام الغربي على وجه الخصوص الذي ساءت صورة المملكة لديه بشكل كبير عقب عملية باريس الارهابية.

12-من وجهة نظرك .. ما هو الحل الناجع الذي يمكن ان يخرج بلادنا من هكذا مأزق ويوقف نزيف الدم.؟

–مع الاسف ان الملف اليمني قد بات خارج ايدي الاطراف اليمنية جميعها سوء طرف الرياض الذي لم يعد قادرا على ان يحدد خطوته القادمة وما عليه الا ان يسير مع موجة العدوان او اطراف صنعاء التي بالطبع لا يمكن لها ان تقوم بخطوة بمفردها في هذا الاتجاه وليس امامها الا ان تستمر في مواجهة الحرب التي تشن عليها وعلى البلد، هذه الحقيقة رغم مرارتها ليس بالإمكان عمل شيء حاليا الا انتظار تطورات الاحداث التي قد تفتح فتحة للضوء وتتيح فرصة لعمل شيء يتم اقتناصها من حينه لوقت نزيف الدم و اخراج البلد من الويلات التي يعانيها.

زر الذهاب إلى الأعلى