أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

كيف واكبت الصحافة الخليجية مفاوضات السعودية وانصار الله..؟

يمنات – صنعاء

واكبت صحف الخليج الصادرة الخميس 10 مارس/آذار 2016، اتفاق التهدئة الذي نتج عن مفاوضات مباشرة هي الأولى بين السعودية و حركة «أنصار الله» اليمنية.

التغطية الخليجية اتسمت بالتركيز على موضوعين، هما تصريح القيادي في «أنصار الله» يوسف الفيشي (أبو مالك) الذي دعا فيه مسؤولين إيرانيين إلى «التوقف عن المزايدة في الملف اليمني»، و اللعب على وتر الفرقة بين «أنصار الله» و الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

و رغم التعديل الذي بدا أنه طرأ في اليومين الماضيين على الخطاب الرسمي السعودي إزاء الأزمة اليمنية و حركة «انصار الله»، بعد الإقرار بها كمكوّن سياسي سيكون له موقع في أي عملية سياسية لاحقة، حافظت الصحف السعودية على سقفها العالي، مع صبّ الهجوم بصورةٍ تامة هذه المرة على الدور الإيراني في الساحة اليمنية.

و انسجاماً مع تصريحات المتحدث الرسمي باسم التحالف السعودي أحمد عسيري، التي استبعد فيها صالح من خريطة السيطرة الميدانية حين أكد أن الرئيس السابق «ليس طرفاً في المعادلة السياسية»، قال الكاتب السعودي طارق الحميد، في صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، إن تسريب «أنصار الله» لأخبار المفاوضات في الأيام الأخيرة «جاء لقطع الطريق على علي عبدالله صالح» الذي بحسب الحميد كانت دوائره تشيع خبر مرضه للسفر إلى الخارج بدواعي العلاج.

و أشار الحميد إلى نيات مبيّتة لدى الحوثيين «للانتقام من صالح يوماً ما»، بسبب الخلافات السابقة بين الجهتين من قبل تحالفهما خلال الحرب الحالية.

و اتخذت صحف خليجية من منشور أبو مالك الفيشي عضو اللجنة الثورية العليا، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عناوين للصفحة الأولى.

و أظهرت ردّه على تصريحات رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية مسعود الجزائري.

صحيفة «الخليج» الإماراتية قالت إن «الحوثيين شنّوا هجوماً نارياً على إيران»، فيما اعتبرت «الشرق الاوسط» أن «الحوثيين يوجّهون تحذيرات لإيران».

أما صحيفة «عكاظ» السعودية، فقد تضمنت مقالاً للكاتب السعودي المعروف، تركي الدخيل، رأى فيه، قبيل أيام من دخول الحرب السعودية عامها الثاني، أنه «لولا حزم سلمان لكان قاسم سليماني يجول في اليمن ويخطط لاستهداف بلادنا»، مؤكداً أن «الحزم ثبّت الشرعية في اليمن وهو في طريقه إلى إتمامها كما رتّب البيت الخليجي بوجه العدوان الإيراني».

و في سياق الإبقاء على النبرة المرتفعة، ولكن في معرض رمي ثقل الحرب بأسره على الدور الإيراني في الساحة اليمنية بمعزل عن «أنصار الله»، رأى الكاتب السعودي، عبد الرحمن الراشد، في «الشرق الأوسط»، أنه في حال إرسال الجمهورية الإسلامية مستشارين عسكريين إلى اليمن، فـ«سينقلب رهان الإيرانيين عليهم عسكرياً وسياسياً»، مؤكداً أن ما يحتاج إليه السعوديون اليوم هو مزيد من تورط الإيرانيين «لمحاصرتهم في جبال وسهول هذا البلد العصيّ على الغزاة».

و كانت حملة انتقادات قد طاولت الصحيفة السعودية على خلفية عنوان صفتحها الأولى «تهدئة على الحدود ومبادلة جندي سعودي بـ7 يمنيين»، إذ رأى يمنيون وخليجيون أن صياغة العنوان جاءت مهينة، معتبرين أن الصحيفة تقصد التقليل من قيمة اليمنيين عبر جعل الخبر يبدو كأن «الجندي السعودي يساوي سبعة من اليمنيين».

و بعد انتشار التعليقات المستاءة من «فعلة» اليومية السعودية، نشرت «عكاظ» توضيحاً أسفت فيه لبعض الآراء «التي تحاول النيل من نزاهتها ووطنيتها والتشويش على مصداقيتها».

و عادت الصحيفة إلى بيان «التحالف» الصادر أول من أمس لتبرير عنوانها، مؤكدةً أنها نقلت الخبر من البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، «وهي الوكالة الرسمية للمملكة، التي من المفترض التعامل مع بياناتها من دون نقص أو زيادة أو تحريف»، بحسب «عكاظ».

و في حال صح ما نشره المغرد السعودي “مجتهد” عن بنود الاتفاق بين السعودية و انصار الله، لا سيما فيما يخص تعهد السعودية بالاعتراف بـ”أنصار الله” كمكوّن سياسي رئيسي في اليمن، و التنازل عن قرار مجلس الأمن الملزم بخروج الحوثيين من المدن و تسليم السلاح للشرعية. تكون حركة «أنصار الله» قد أحرزت مكاسب ملحوظة في المفاوضات المباشرة، و ذلك بنظرة سريعة على دوافع حملة «عاصفة الحزم» التي شنّتها السعودية على اليمن لإقصاء «أنصار الله» عن الحياة السياسية، في الوقت الذي كانت ترتفع فيه أصوات سعودية ويمنية موالية للرياض بالسعي إلى «إعادة الحوثيين إلى جبال مران»، في عبارة تكررت كثيراً خلال الحرب، والتي تشير إلى نية عزل الحركة وتحجيمها إلى جماعة «فئوية» فقط.

و وفقاً لما أورده “مجتهد” فإن السبب الذي دفع الرياض إلى خطوة التفاوض هو الضغط الأميركي بسبب توسع نفوذ «القاعدة»، و تدهور الأوضاع باتجاه خطير في عدن وعلى الحدود السعودية.

و كانت دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والمغرب قد عبّرت عن دعمها إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية.

تجدر الإشارة إلى أن الأردن والمغرب كانتا مرشحتين لاحتضان مفاوضات بين السعودية و «أنصار الله»، بحسب ما جاء في مراسلة مسرّبة بين المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، قبل الإعلان عن الاتفاق الاخير بين الطرفين.

على المستوى العسكري، أعلنت الرياض استمرار التهدئة على الحدود اليمنية السعودية «رغم وجود بعض الخروقات».

زر الذهاب إلى الأعلى