إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

الحديث عن الهدنة يعود إلى الواجهة وجبهة الحدود عصا سحرية في أيدي أطراف صنعاء .. فهل يستغلونها..؟ وهل سيذهبون إلى جولة تفاوض جديدة دون العودة إلى صنعاء..؟

يمنات – خاص

أنس القباطي

عاد الحديث مرة أخرى عن الهدنة في الحرب التي تشهدها اليمن، منذ أكثر من عام و نصف مضى.

و بدأ الحديث عن الهدنة هذه المرة عن طريق الخارجية الامريكية، التي نشرت قبل 3 أيام خبر على حسابها باللغة العربية على موقع”تويتر”، و الذي طالب فيه “جون كيري” وزير الخارجية بضرورة التزام الأطراف المتصارعة بهدنة لمدة 72 ساعة، لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية للتحضير لجولة جديدة من المفاوضات.

الوزير الأمريكي طرح نهاية الشهر الماضي، مقترحات في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي في مدينة جدة السعودية عقب اجتماع للرباعية الدولية بشأن الحرب و الأزمة اليمنية، تتمحور حول تسليم الأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ الباليستية الموجودة لدى أطراف صنعاء إلى طرف ثالث لم يسميه، و تشكيل حكومة وحدة وطنية.

توجس

مقترحات كيري أثارت حالة من التوجس لدى حكومة هادي المقيمة في الرياض، خاصة و أنها بدأت تتحدث عن طرف ثالث كجهة لتسليم السلاح، بعد أن كان القرار 2216 يشدد على شرعية هادي.

محللون اعتبروا مبادرة كيري بأنها بداية لاضمحلال هذه الشرعية و تراجع المجتمع الدولي عن دعمها، خاصة بعد فشل الحكومة الشرعية في فرض سيطرتها على المحافظات الجنوبية، عوضا عن عدم قدرة هذه الحكومة على البقاء في عدن، التي باتت تتهددها حرب الكتائب بين الفصائل الموالية للتحالف السعودي.

تحركات اممية

تحركات ولد الشيخ التي بدأها بعد جلسة مجلس الأمن خلال الأيام القليلة الماضية، و التي بدأت من مسقط مرورا بالرياض، هدفها الاساس التحضير لجولة جديدة من التفاوض، غير أن الغموض ما يزال مسيطرا على المرجعيات التي يبحث فيها ولد الشيخ مع طرفي التفاوض.

كما لا يزال الغموض سيد الموقف فيما يتعلق بمدى تبني ولد الشيخ لمبادرة كيري، غير أن تصريحات ولد الشيخ التي تناقلها وسائل اعلام عقب لقائه في مسقط بوفد صنعاء، بخصوص الحل الشامل و الكامل، باتت تثير مخاوف هادي و حكومته.

الهدنة بوابة التفاوض

البحث عن حل سياسي للأزمة اليمنية، في الوقت الحالي، و بعد شهر من فشل مفاوضات الكويت في الخروج بحل سياسي، يقتضي ضرورة اعلان هدنة تمهد للبحث عن مرجعيات و اجندات التفاوض و المكان و الزمان الذي ستتم فيها جولة المفاوضات المنتظرة.

يبدو أن أطراف الصراع بما فيها التحالف السعودي، باتت مقتنعة بأن الحسم العسكري اصبح امرا مستبعدا، و كل ما تم في هذا الجانب منذ فشل مفاوضات الكويت، لا يعدو عن تحقيق خروق تساهم في تليين الساسة على الطاولة، و بالتالي فإن الحديث عن هدنة بات مطلب الجميع، و هو مطلب سعودي أكثر من كونه مطلب لأطراف الصراع في جبهات الداخل، خاصة بعد التقدم العسكري لأطراف صنعاء في جبهة نجران الحدودية، و الذي بات يشكل عامل مقلق للسعودية، و يخدش هيبتها كقوة اقليمية.

جبهة الحدود

يرى سياسيين يمنيين أن الحل السياسي للحرب و الأزمة اليمنية لن يأتي من طاولات التفاوض، و إنما من جبهة الحدود، كونها الورقة الرابحة بيد أطراف صنعاء لتليين الساسة السعوديين الذين يتحركون من خلف حكومة هادي، التي باتت عاجزة حتى عن مجرد العودة إلى عدن لإدارة ما يسمونها المناطق المحررة.

و يعتبر هؤلاء أن جبهة الحدود التي حاولت السعودية ابعادها تماما عن مجريات الصراع الداخلي من خلال تفاهمات ظهران الجنوب مع أنصار الله و التي لم يتم الكشف عنها، تمثل العصا السحرية التي يملكها أطراف صنعاء للتلويح بها في وجه السعودية.

و من هنا فإن الرياض باتت أكثر من يسعى للهدنة في الوقت الحالي تفاديا لأي خرق باتجاه مدينة نجران التي باتت محاصرة من أكثر من جهة.

تراجع عسكري وتحرك دبلوماسي

تراجع المواجهات في جبهة الحدود في الوقت الحالي، قد يكون ناجم عن التحركات الدبلوماسية التي تشهدها المنطقة. غير أن اشتعالها مرة أخرى و بذات الوتيرة التي كانت عليها خلال الأيام القليلة الماضية، سيكثف من الجهود الدبلوماسية لإعلان هدنة، و الترتيب لجولة تفاوض جديدة.

ذهاب وفد صنعاء المتعثر في العاصمة العمانية منذ بداية الشهر الماضي بسبب رفض التحالف السعودي السماح بعودتهم، دون العودة إلى صنعاء، يقرأ في سياق تضييع الوقت، و استمرار الرياض فرض اشتراطاتها في التفاوض، و هو ما يعد أول العوامل التي ستفشل التفاوض مرة أخر.

مقترحات كيري

الذهاب إلى التفاوض دون أخذ تعثر مسارات التفاوض السابقة بعين الاعتبار ، سيجعل الجولة المنتظرة منتظرة مصير سابقاتها من الجولات، في حين أن التفاوض وفق مقترحات كيري لا يعدو عن كونه فرملة لجبهة الحدود، خاصة و أن الانتخابات الامريكية على الأبواب و التي من المرجح أن تذهب بـ”كيري” و تأتي ببديل عنه، سواء فاز حزبه أو استمر في الحكم.

و السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيذهب وفد صنعاء للتفاوض من مسقط، أم أنه سيصر على العودة إلى صنعاء و منها سيبدأ بمناقشة مرجعيات و اجندات التفاوض قبل الذهاب إلى جولة جديدة..؟

الأيام القادمة ستكشف ذلك..

زر الذهاب إلى الأعلى