عربية ودولية

موقع أمريكي: الإعلام سلاح السيسي لخداع المواطن بإنجازاته الوهمية.. فهل ينقذه من غضب الشارع

يمنات

نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريرا عن الاعلام المصري, مشيراً إلى أن التلفزيون الرسمي المملوك للدول يحاول “جاهداً”  أن يواجه حالة الغضب الشعبي نتيجة ارتفاع الاسعار بإعلانات ترويجية لإنجازات الحكومة ورئيس النظام عبد الفتاح السيسي طوال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث تتضمن الإعلانات التي تذاع يوميا لقطات لمشاريع قومية مثل قناة السويس الجديدة وصور لأزمات كانت تواجه المواطن المصري مثل ظاهرة طوابير شراء الخبز وانقطاع التيار الكهربائي وعودة الاستقرار والأمن في الشارع مرة أخرى.

وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير رصدته “وطن“..  لم تكن هذه الإعلانات هي الأولي التي يبثها التليفزيون المصري للترويج لإنجازات الدولة ورئيسها، بل أذاع في ذكري 30 يونيو والتي نتج عنها عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي تنويهات وبروموهات كفواصل بين البرامج والمسلسلات المختلفة، تتضمن لقطات لافتتاحات المشروعات المختلفة مثل مشروع شرق تفريعة بورسعيد، ومشروع الضبعة النووي وشق قناة جديدة لتوسعة قناة السويس ومشروع المليون ونصف فدان وغيرها من المشروعات القومية.

وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أن التليفزيون المصري أذاع في ذكري مرور عامين على تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر فيلم تسجيلي بعنوان ” مصر في عامين “، والذي أذاعته عدة قنوات خاصة نقلا عن التليفزيون المصري بالإضافة إلي بث الإعلانات الترويجية لإنجازات النظام الحاكم وقتها، وليبقي السؤال مطروحا كيف تؤثر  إعلانات ماسبيرو التي تروج لإنجازات الدولة علي المواطن العادي؟، وهل تنجح في تهدئة غضب الشارع المصري نتيجة ارتفاع الأسعار في ظل الجدل الواسع واستطلاعات  الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية  حول ترشيح السيسي لفترة رئاسية جديدة.

وأوضح المونيتور نقلا عن الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، أن التليفزيون المصري يذيع إعلانات لا تهدف لترويج إنجازات للحكومة لكن الهدف من تلك الإعلانات بث روح الأمل والتفاؤل لدى المواطن وطمأنة الشارع بأن المشكلة الاقتصادية في طريقها للحل من خلال عرض صور ولقطات للمشاريع القومية التي تم تنفيذها مثل قناة السويس الجديدة، مؤكدة أن مصر في حاجة إلي إعلام يجمع المصريين حول أهداف واحدة لمواجهة التحديات التي واجهت الدولة طوال الخمس سنوات الماضية.

وعن تأثير الإعلانات التي تروج لإنجازات الدولة المذاعة على شاشة التليفزيون المصري؛ قالت عبد المجيد إن قياس تأثير الإعلانات لابد أن يخضع لشكل علمي واضح من خلال طرح استبيانات للجمهور المستهدف، فيجب أن يكون الحكم على تأثير تلك الإعلانات على الشارع وفقا لقواعد علمية وليس بشكل عشوائي.

وفي السياق ذاته؛ يوضح  الكاتب الصحفي والباحث السياسي أكرم الألفي في تصريحات خاصة لــ( المونتيور ) أن الإعلان في السياسة بدايته في أمريكا وخصوصا في الانتخابات الأمريكية والتي أصبح الإعلان السياسي فيها جزء أصيل من المعركة والدعاية السياسية، و الإعلان السياسي الموجه مؤثر للغاية خاصة في الدول التي يتراجع فيها المواطنين عن الاهتمام بالسياسة، وهناك خبراء أمريكيين أكدوا أن جورج بوش الابن نجح في أول دورة رئاسية له بسبب نجاح حملة الإعلانات السياسية له.

وأكمل الألفي أن الإعلان السياسي الموجه في مصر ظهر بقوة في انتخابات البرلمانية و الرئاسية عام 2012، وكان له تأثير قوى في المعارك الانتخابية في جذب المواطنين وأثر على الصوت المترجح الذى لم يحدد بعد مرشحه،  بالإضافة إلي تأثيره على شريحة كبيرة في الطبقة الوسطي، ولذلك فتعريف الإعلان السياسي هو إعلان يأتي في معركة وعادة ما تكون معركة انتخابية لذلك فالإعلانات التي تروج لإنجازات الحكومة والدولة هي إعلانات بلا هدف ولا معركة واضحة.

ووصف الألفي الإعلانات التي تروج لإنجازات الحكومة بأنها جزء من بيروقراطية الدولة ومجاملات للنظام الحاكم وليس جزء من السياسة العامة و يطلقها جماعات مصالح لإعلان الولاء فقط وليس بهدف إقناع المواطن بالإنجازات.

وأكمل الألفي أن تلك الإعلانات هي مجاملات في الفراغ وليس لها جدوى أو تأثير لأنها تفتقد لمعايير الإعلان السياسي الناجح والذى يأتي في معركة سياسة واضحة الأركان، والوصف الحقيقي للإعلانات التي تروج لإنجازات الدولة هي مجاملات وليست إعلانات.

زر الذهاب إلى الأعلى