إختيار المحررالعرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (58) .. تنازلات على حساب وطن

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

يعلنون عن موعد وقف اطلاق النار وفي نفس يوم الموعد يقصفون اليمن بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا..

أخذوا من طرف صنعاء كل ما يريدون، ولم يقدموا لهم غير السراب، ويريدون مقابل السراب تنازلات جديدة أيضا على حساب الوطن..

(2)

لا يوجد ما يلزم السعودية بإعادة إعمار ما دمرته وما خربته في اليمن، ولا يوجد ما يلزمها بتعويض الضحايا..

خطة طريق ولد الشيخ قالت بالحرف “المساعدة”
ستستخدم السعودية ومن إليها كلمة “المساعدة” لفرض مزيدا من الارتهان على اليمن وتحقيق الخضوع الكامل لها ولوصايتها.

(3)

بعد أن حققت السعودية في ظهران الجنوب نصف ما تريد، لم توقف الحرب بل استمرت لتحقق المزيد.. وعندما فاز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هرعوا لما يسموه “السلام” واكتفوا بما حققوه في ظهران الجنوب وما تحقق في مفاوضات الكويت وما بعدها.

وحتى إذا لم تتوقف الحرب فقد نجحت السعودية في وضع أساس يضمن ما حققته من نصر، وستظل تتطلع إلى المزيد، فإن لم تستطع؛ فستكتفي بما سبق تحقيقه وما وقعت عليه أنت.

(4)

لازال هناك من الوقت أكثر من شهرين حتى يأتي ترمب .. وخلال الشهرين سيحققون مزيدا من التنازلات على حساب اليمن ولصالح السعودية وتحالفها.
لقد تحقق لهذا التحالف الكثير، ولازال هناك ما يحققه طالما الرخاوة في طرف صنعاء مشجعة.

(5)

كل التنازلات تتم من طرف واحد آخرها تعهد مسقط..
ويبدو أن السعودية لازالت تريد تحقيق المزيد..

السعودية أمّنت الحد الضروري التي يجعلها تبدو منتصرة ولكنها لازالت تطمع بالمزيد..

ما يقدمه طرف صنعاء من تنازلات على حساب الوطن يجعل السعودية لا تكتفي بما حققته بل وجعلها أكثر شراهة وطمع وتضغط للحصول على المزيد..

من ضمن التنازلات الجديدة التي حصلت عليه السعودية ومن طرف واحد هو تراتبية خطة ولد الشيخ، وهي تراتبية مفخخة ولا تصل بالوطن إلى بر الأمان..

وزاد على ذلك التأكيد على اتفاق ظهران الجنوب، والموافقة على ارسال ممثليهم في لجان التهدئة إلى المملكة الراعية للسلام بين الفرقاء اليمنيين.

(6)

• تعهد مسقط كان من طرف واحد هو طرف صنعاء..
أين التزامات السعودية والإمارات ..؟؟
خارطة طريق ولد الشيخ لا تضع أي التزامات على السعودية أو الإمارات..

(7)

• لماذا نقول هُزمنا في هذه الحرب؟!

1- نجحت السعودية ومن إليها في القضاء على الترسانة العسكرية اليمنية. وما بقي منها سيتم تسليمه لطرف ثالث. وسيكون ممنوعا على اليمن تطوير قدرتها العسكرية في المستقبل ولا يسري هذا على السعودية.

2- الجيش اليمني أنتهى وحل محله المليشيات بما فيها تلك التابعة للسلفيين وداعش والقاعدة..

3- تم تدمير الاقتصاد الوطني على نحو كامل وشامل وتحويل اليمن إلى مجرد سوق لبضائع السعودية والإمارات، وجعل اليمن مرتهن اقتصاديا للخليج بشكل كامل.

4- تم تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وفرض واقع عسكري وسياسي جديد على طريق تفكيك اليمن وتأجيج كثير من الصراعات البينية فيه.

5- التخلي عن جزء عزيز من أراضي اليمن لصالح السعودية وفقدان بعض أوجه القرار السيادي.

6- فقدان اليمن لقرارها السياسي والاقتصادي والارتهان الكامل للسعودية ودول الخليج.

7- تفخيخ حاضر ومستقبل اليمن بتلك الاتفاقيات ابتداء من اتفاقية ظهران الجنوب وليس انتهاء باتفاقية مسقط.

(8)

ستخرج اليمن من هذه الحرب مرتهنة سياسيا واقتصاديا على نحو أكثر من أي وقت مضى..

الخطاء بل الخطيئة أننا لم نضع في الحسبان منذ البداية اسوأ الاحتمالات.. واسوأ الاحتمالات هي أن تشن السعودية حربا على اليمن ..

القيادة الناجحة هي من تضع أسوأ الاحتمالات في الاعتبار لا أن تتفاجأ بها كما هو الحال لدى قيادة أنصار الله التي تفاجأت بشن السعودية وتحالفها الحرب على اليمن..

ولا يقتصر الحال على أنصار الله بل كل الأطراف والقوى السياسية في اليمن ارتكبت نفس الخطاء والخطيئة. .

أنصار الله نُصب لهم الفخ، ووقعوا فيه حتى الغرق، وشربوا كأس السم الزعاف حتى آخر قطرة فيه.

لقد وقفت ضد الحرب منذ البداية وكتبت مقالا قبل الحرب بأيام وبعنوان “أنا ضد الحرب” واعترضت ضد هرولة أنصار الله إلى تعز وعدن وغيرها.. ولكن لم يسمعنا أحد..

وكنت ضد عدوان التحالف السعودي منذ يومه الأول ولازلت ضده إلى اليوم.

(9)

• اختلاف الأطراف السياسية المحلية في النتيجة ليست أكثر من خلاف حول حصص واقتسام أشلاء الوطن الضحية.. أما الانتصار فقد كان في معظمه أو مجمعه لصالح السعودية والإمارات.

بعد أن توقف الحرب الجميع سيتنافس على الوكالة والولاء للسعودية والإمارات.

الخلاصة إن النتيجة مزيد من الارتهان والخضوع وتنافس الولاء..

(10)

• بعد هذه الحرب ، بل هي أكبر من حرب ..
بعد كل هذه التضحيات وهذا الدمار والخراب تصير اليمن مرتهنة للسعودية أكثر من الأول.
إنها الهزيمة بطعم الصبَّار.

(11)

• مفاوضات الكويت تمت على أساس اتفاقية ظهران الجنوب، ومبادرة كيري تمت على أساس مفاوضات الكويت وظهران الجنوب، وخطة خارطة الطريق التي قدمها ولد الشيخ تمت على أساس مبادرة كيري ومفاوضات الكويت واتفاقية ظهران الجنوب..
اتفاق ظهران الجنوب هو أس التنازل ورأس الهزيمة.

(12)

• بدلا من توزيع الأدوار فيما بينهم وجدناهم يتسابقون على الانبطاح والتنازل على حساب اليمن ولصالح السعودية والإمارات..
كان بإمكانهم أن يتنازلوا على حساب ما يخصهما، ولكن على حساب الوطن والمستقبل فإنهم يتصرفون بما ليس لهما فيهما حق.
أتحدث عن أنصار الله والمؤتمر.

(13)

• وما النصر إلا صبر ساعة فلم نصبر.
بل هرولنا إلى اتفاق ظهران الجنوب واستسلمنا بالسر وحولنا السعودية إلى راعية سلام في اليمن.
بعد كل هذا الذي حدث .. بعد كل هذه التضحيات.. بعد كل هذا القتل والتدمير والخراب؛ السعودية راعية سلام في اليمن.. أي عار هذا؟!

(14)

اطلعت على مبادرة كيري التي يتم على أساسها التسوية السياسية وفيها تشكيل حكومة وحدة وطنية يوافق عليها الإقليم.
خضنا حرب من أجل استقلال القرار السياسي عن مملكة آل سعود، فصرنا مرتهنين أكثر من أي وقت مضى.
مخدوع أو كذّاب من يقول انتصرنا.

(15)

في بلادنا لا يوجد من يعترف بالخطايا .. ولا يوجد من هو مستعد أن يعتذر للشعب.

(16)

يستغلون معاناة الناس وحاجتهم للسلام من أجل تمرير تنازلاتهم التي تأتي على حساب الوطن وبغرض تعزيز مكاسب العدوان والحصول على فتات المكاسب الضيقة للأحزاب والقوى السياسية التي اشتركت في تدمير اليمن حاضره ومستقبله ومن ضمنها المحاصصة.

(17)

يبحثون عن تخفيف الكلفة بالهروب إلى كلفة أكبر، ولا يدركون الفخ الذي نُصب لهم إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن تكون الكلفة قد تضاعفت عشر مرّات.

(18)

هذه هي المعادلة وهذه هي النتيجة..
انتصر الأنصار على هادي وهُزموا أمام السعودية وإن كان انتصار السعودية قد تم بكلفة كبيرة إلا أن النتيجة في الأخير هي بتحقيق الأهداف.

(19)

قادمون يا صنعاء .. وتحرير جيزان ونجران وعسير كان مجرد أكاذيب وإعلام تعبوي يقع ضحيته كثير من الغر والطيبين..

(20)

اللامنطقية واللاتصالح مع النفس هي أن نلعنهم ونتسول الاعتراف منهم..

(21)

ما يحدث من تنازلات مريعة على حساب الوطن في ظل صمت نخب اليمن يعكس بؤس هذه النخب ومثقفيها.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى