أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

بعد الزُبيدي .. “ابن بريك” الضربة التالية لـ”هادي” في مسلسل صراعه مع الامارات

يمنات

ضربة سياسية موجعة وجهها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لتيار الحراك الجنوبي المتبني لمشروع الإنفصال في عدن، تمثلت في الإطاحة بالمحافظ عيدروس قاسم الزبيدي، القادم من رحم «المقاومة الجنوبية»، الذي أجبرته الظروف السياسية والميدانية، بحسب مؤيديه، على القبول بتولي مهام السلطة المحلية في عدن، خلفاً للمحافظ السابق، جعفر محمد سعد، الذي اغتيل بعملية إرهابية مطلع ديسمبر 2015م.

الضربة الرئاسية الصادرة من الرياض جاءت ارتداداتها قوية ومدوية في حضرموت، بالنسبة لـ«صِنوِ الزبيدي»، المحافظ العسكري، أحمد سعيد بن بريك، الذي ينتهج اتجاهاً معاكساً ومشاكساً لحكومة هادي، بنزعة متمردة تجاه مركزية الحكومة وممارساتها فيما يخص إدارة الملف النفطي في حضرموت وعائدات النفط الخام.

رسالة

و اعتبر مراقبون قرار إقالة محافظ عدن رسالة صريحة ومباشرة للمحافظ بن بريك من قبل «الشرعية» اليمنية، التي بدأت بتنفيذ سياسة «حرق المراحل» في عدن وحضرموت.

و لا يستبعد المراقبون للمشهد السياسي اليمني انعكاس تداعيات قرارات عدن على الوضع في حضرموت، لاسيما عقب إصدار ما عُرفت بـ«وثيقة حضرموت» التي لم يجف حبرها بعد، والمتمخضة عن «مؤتمر حضرموت الجامع»، المنعقد مؤخراً في المكلا بحضور 3 آلاف مندوب.

فالوثيقة السياسية التي هدفت إلى تحديد ملامح المستقبل السياسي القادم لحضرموت، جاءت بطريقة ضبابية ومواربة تجاه اعتماد «قوالب» مخرجات الحوار اليمني الجاهزة والجامدة، ممثلة في مشروع الأقلمة غير الفيدرالية على الطريقة اليمنية.

ردود فعل

و بهذا الصدد، يرى السياسي الجنوبي، رئيس تيار «مثقفون من أجل جنوب جديد»، سعيد الجريري، أن «هادي كائن معاق لا ينتظر منه مسار آمن للوطن، فهو لا مستقبل له في صنعاء، ولم يبق له سوى أن يمارس عبثه في عدن».

و يشير الجريري إلى أن «حضرموت لن تكون بمنأى عن تداعيات قرارات هادي بعدن». مضيفاً، في منشور له على صفحته في «فيس بوك»، أن «حضرموت لن تكون بمنأى عن حماقاته. لم أجد في هذا الكائن ما يجعلني أعيد النظر فيه، ما زال أداة، كل ما يحدث أن المستخدم هو الذي يتغير، أما هو أداة فقط، منذ أن كان، من يد عفاش 1 إلى يد عفاش 2».

و حول تداعيات قرار إقالة محافظ عدن، يقول الجريري: «لست بصدد قرار إقالة الزبيدي وتعيين المفلحي، فهذه شرعية الزمن الخطأ، والرجل الخطأ. ليكن، ليقل من يشاء، ويعين من يشاء، فهو (رئيس) لا يملك شرعيته ملك، وهذه من مفارقات القرن الحادي والعشرين، فهو لا يملك كفاءة لإدارة مديرية ناهيك عن أن يرأس جمهورية. لكن أن يستهبل إلى هذه الدرجة ويعين القائد العسكري المقاوم ميدانياً سفيراً، فهذه تشبه في قبحها انفتاح فمه – كما في الصورة – والكلمات تتعصلج كأنها تشكو مما يفعله بها هذا الكائن المعاق نفسياً وسياسياً وإدارياً وعسكرياً».

الجنرال الخطير

في المقابل، يعتقد المحلل السياسي الجنوبي، حسين لقور بن عيدان، أن القضية «لا تكمن في إجراء التغيير بحد ذاته، باعتبار ذلك أمراً منوطاً بالرئيس»، معتبراً، في منشور على صفحته في «فيس بوك»، أنه «طالما قَبِل أي شخص العمل بقرار من الرئيس فعليه الإلتزام بقرار إقصائه، ولكن الإصطفاف السياسي اليمني الذي يديره حزب الإخوان والجنرال هو الخطير وراء القرار. إن أفضل ما يمكن تقديمه اليوم للجنوب هو تقديم المساندة للمحافظ الجديد حرصاً على مصلحة الجنوب، وقطع الطريق على المتآمرين علي الجنوب في هذا الظرف”.

الرهينة

و يتفق الإعلامي الجنوبي، فتحي بن لزرق، مع وجهة النظر السابقة، مؤكداً أن «الرئيس هادي لازال رهينة بيد نائبه الجنرال علي محسن الأحمر ومن ورائه تيار حزب الإصلاح».

و كتب بن لزرق، على صفحته في «فيس بوك»: «هادي رهينة بيد الإصلاح وقلبه لم يكن للجنوب قط، ولن يكون على الجنوب أو قضيته قط أيضاً، ومن يقول ذلك يكون كاذب. لقد استخدمت الشرعية القيادات الجنوبية التي كانت تملك قدرة النهوض بمشروع وطني خاص بالجنوب لمصالح الشرعية. لم تسع أي من القيادات الجنوبية التي شاركت في السلطة عقب الحرب لأخذ ضمانات حقيقية للجنوب وقضيته لا من التحالف ولا من الحكومة الشرعية، وغردوا بعيداً عن الشارع والحراك الجنوبي الحقيقي ففقدوا عنصر الدعم الحقيقي لكل شيء وغابت حلقة الوصل بين الطرفين، وحينما حاصرت الشرعية هذه القيادات التفتت هذه القيادات إلى قواعدها في الحراك ولكن للأسف كانت المسافة بعيدة وبعيدة جداً».

و تابع بن لزرق أن «الإحتلال الجديد للجنوب يقوده علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح اللذين يغرسون سيوفهم المسمومة في ظهر الجنوب باسم الشرعية. وأشار إلى «حقيقة فشل القيادات الجنوبية التي تولت السلطة في عدن»، في الوقت الذي فضلت فيه دولة الإمارات، الحليف الرئيسي لتلك القيادات، «الوقوف في موقف المتفرج. ولو أنها تدخلت بملف الخدمات لما كان للشرعية أن تحقق أي انتصار يذكر على هذه القيادات التي حوربت بملف ضعف الخدمات وضعف إدارتها».

إقالة بن بريك

بدوره ، لا يستبعد الناشط، عبد الله العمودي، أن تطال قرارات التغيير الرئاسية اللواء أحمد سعيد بن بريك محافظ حضرموت، الذي «تعتبر قرارات عدن بمثابة رسالة قوية له إثر إصراره على إعلان إقليم حضرموت بشكل مخالف لمخرجات الحوار اليمني».

و في منشور على صفحته في «فيس بوك»، رأى العمودي أن «الدور جاي على محافظ حضرموت، فلا تستعجلون. فقرار إقالة بن بريك جاهز بمكتب هادي في الرياض، لكن (الدنبوع) ينتظر ردة الفعل حول قرار إقالة محافظ عدن، فإذا مرت الأمور على خير، سيعلن قرار إقالة محافظ حضرموت في أي لحظة».

و في سياق متصل، يلفت الناشط، علي باوزير، إلى أن «قرار عزل محافظ حضرموت متوقع بأي لحظة». وقال، في منشور على صفحته في «فيس بوك»: «لقد أصبح قرار إقالة محافظ حضرموت متوقعاً، لا سيما إذا أخذنا بعين الإعتبار الصراع الدائر منذ فترة بين بن بريك المدعوم من الإمارات، وحكومة هادي التي لا يروق لها الوضع الحالي ولا تستسيغ النبرة العالية لحاكم حضرموت الذي بدأ بمهاجمتها علناً».

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى