أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

سفير أمريكي سابق: السعودية لا تريد ان يخرج اليمن من الحرب موحداً والإمارات تسعى إلى وضع أجندة سياسية جنوب اليمن

يمنات – صنعاء

قال سفير الولايات المتحدة الأسبق، لدى اليمن، ستيفن سيش إن السعودية لا تريد أن يخرج اليمن من الحرب، كدولة موحدة.

و أضاف ستيفن في مقالة نشرت بموقع معهد الخليج العربي في واشنطن، على شبكة الانترنت، إن السعوديين لا يصرون على أن يخرج اليمن من الصراع الحالي كدولة موحدة، مشيرا إلى أن الاستراتيجية السعودية تنحاز لترك العمل للمواطنين مع القادة السياسيين المحليين وغيرهم في جنوب اليمن.

و أشار الدبلوماسي الأمريكي، إلى أن القيادة السياسية في المملكة السعودية لم تقدم تعليقاً علنياً بشأن “مؤتمر حضرموت”، مضيفاً: “مما يشير إلى أنه قد يكون هناك ضوء بين الرياض وأبو ظبي على المستقبل السياسي في جنوب اليمن أكثر مما يدعي بعض المعلقين”.

و قال ستيفن “بما أن ملامح جدول أعمال الإمارات الطموح في جنوب اليمن لا يزال أكثر وضوحاً، فإن الاختلافات بين دولة الإمارات وحكومة هادي، على نحو متزايد، والإمارات تقوم ببناء علاقات مع الأفراد الذين تم تحديدهم بحركة تواصل الضغط من أجل تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي، إن لم يكن استقلالا صريحا، من السلطة المركزية اليمنية.

و لفت بان السعودية، التي نظمت التدخل العسكري في الحرب اليمنية لإعادة حكومة هادي، قد تجنبت حتى الآن الدخول في النقاش العام حول الاستراتيجية الجنوبية للإماراتيين، وطرحت أسئلة حول تصرفها بشأن مستقبل دولة يمنية موحدة، ودعمها لهادي نفسه.

و اضاف ان  أحدث الأدلة تظهر على أن دولة الإمارات تسعى إلى وضع أجندة سياسية في جميع أنحاء جنوب اليمن وظهرت في 22 نيسان / أبريل في ما يسمى مؤتمر حضرموت الشامل.

وقال أحد التقارير إن المؤتمر عُقد “تحت رعاية رجل أبو ظبي في حضرموت، والحاكم أحمد بن بريك، وحماية قوات النخبة حضرموت”. بالإضافة إلى دعوة هادي لتسريع إعلان حضرموت كمقاطعة مستقلة ، أشار التقرير إلى أن الوثيقة الختامية للمؤتمر أكدت أيضا أن الحضرميين سيكون لهم الحق في مغادرة الاتحاد إذا استنتجوا أنه لا يخدم مصالحهم.

و أشار تيفن بانه من المثير للاهتمام أنه في حين أعلنت مجموعات من رجال الأعمال وزعماء القبائل المرتبطة بالمملكة العربية السعودية علنا أنهم لن يشاركوا في مؤتمر حضرموت، فإن القيادة السياسية في المملكة لم تقدم أي تعليق علني بشأن هذه المسألة، مما يشير إلى أنه قد يكون هناك ضوء بين الرياض وأبو ظبي على المستقبل السياسي في جنوب اليمن أكثر مما يدعي بعض المعلقين.

و أكد محلل بارز في الخليج العربي هذا الأسبوع أن السعوديين لا يصرون على أن يخرج اليمن من الصراع الحالي كدولة موحدة، وسيتم ترك العمل للمواطنين مع القادة السياسيين المحليين وغيرهم في الجنوب لتشكيل مستقبلهم، كون مستقبل المنطقة بأي شكل من الأشكال مصمماً على ضمان استقراره وسلامته السياسية والاقتصادية على أفضل وجه. 

وفي الوقت نفسه، تواصل الاستثمارات الإماراتية المستمرة في جنوب اليمن جذب الانتباه. ويقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم ببناء مهبط للطائرات على جزيرة بريم التي تقع في وسط باب المندب الاستراتيجي الذي يمر خلاله نحو 4 ملايين برميل من النفط يوميا.

واضاف انه في أوائل حزيران / يونيو 2015، عندما دخلت القوات الخاصة الإماراتية عدن وأنشأت وجوداً عسكرياً، يبدو أن السعوديين وافقوا بالفعل على أن يتحمل المواطنون مسؤولية إدارة جنوب اليمن. ولا يزال هذا الدور الضخم في الحرب البرية ضد المسلحين الحوثيين والقوات المتحالفة معها، بما في ذلك على طول ساحل البحر الأحمر، ويحتمل أن يكون هناك شيء متغير في اللعبة، ولاسيما فيما يتعلق بالسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية.

في الواقع، اقترح محلل يمني الأسبوع الماضي أن أبو ظبي تعمل على بناء ممتد في جميع الموانئ اليمنية الرئيسية، من المكلا في الشرق إلى المخا على ساحل البحر الأحمر، وذلك بهدف تسخير الإمكانات الاقتصادية لهذه الموانئ كجزء من عملية بناء الدولة الأوسع نطاقا التي تعتبر حاسمة لاستقرار جنوب اليمن على المدى الطويل.

وفي هذا السياق، يبدو أن حماس دولة الإمارات العربية المتحدة في هجوم بحري على الحديدة يتبع منطقا معينا، حتى لو بدا الآن أن هناك تراجعاً عن أي عملية عسكرية وشيكة.

ومع استمرار الحرب في اليمن مع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق، يبدو أن الإماراتيين مصممون بشكل متزايد على تحويل تركيزهم من ميزة تكتيكية قصيرة الأجل إلى تحقيق الاستقرار الاستراتيجي على المدى الطويل. ونتيجة لذلك، ورغم أن الركود يبدو سائداً في ساحة المعركة، فإن الإمارات العربية المتحدة تسير قدما بخطط يبدو أنها تدعم استثماراً أطول أجلاً في اليمن، قد يشمل إعادة رسم خريطة البلد.

المصدر: وكالة خبر

زر الذهاب إلى الأعلى