العرض في الرئيسةتحليلات

ما وراء اقالة العميد خصروف من دائرة التوجيه المعنوي..؟

يمنات

صلاح السقلدي

قرار إقالة مدير دائرة التوجيه السياسي و المعنوي للجيش اليمني اللواء محسن خصروف الذي أصدره الرئيس منصور هادي قبل أيام، يعبّــر عن عمق الأزمة واستفحالها بين التحالف “السعودية والإمارات” وبين السلطة اليمنية المسماة بالشرعية .. فهذا القرار الذي أصدره هادي أو بالأحرى الذي أصدره التحالف بحق اللواء خصروف الذي كان قد وجّــه قبل خمسة أيام على الهواء مباشرة عبر إحدى فضائيات التابعة للرئيس لهادي نقدا للتحالف، كان القصد منه – أي قرار الإقالة – بعث رسالة ردع بوجه كل من ينتقد  هذا التحالف أو حتى مَــن يطالب بتصويب العلاقة بين الطرفين: “التحالف والسلطة اليمنية” .. مع العلم أن هذا القرار- و الذي هو قرارا سعوديا بامتياز حتى وأن ذُيّــلَ باسم الرئيس هادي- لم يُــقصد به بدرجة أساسية إقالة اللواء خصروف من منصبه , فهو أي خصروف كان قد أعلن على الهواء   بذات المداخلة عن تقديم استقالته احتجاجا على هكذا تعاطي خليجي مع الوضع باليمن, و بالتالي فهو قرار تحصيل حاصل، لم يكن الرئيس و لا التحالف بحاجة الى هكذا قرار جمهوري  يُــذاع على شكل خبر عاجل بشاشات التلفزة التابعة لهادي و للتحالف إلّا إذا كان الغرض منه هو بعث رسالة لكل مسئولي هذا السلطة، مضمونها الترويع و الزجر لمَــن يفكّــر بنقد التحالف أو التعريض به حتى و إن كان نقدا موضوعيا و بناءً.

فاللواء “خصروف” المحسوب على نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر المقرّب من التيار الإسلامي حزب الإصلاح ذراع جماعة “الإخوان باليمن” كان قد وجّــهَ انتقادات صريحة لما أعتبره تقاعسا التحالف بدعم الجيش الموالي لهذه السلطة، و المعروف بالجيش الوطني، متهما هذا التحالف بأن له مآرب من إحجامه عن تزويد هذا الجيش بالأسلحة الثقيلة و الطيران و غيرها من الإمدادات الضرورية الأخرى – بحسب خصروف -.

و على ما تقدم نستشف أمرين أثنين على الأقل:

  – أولاً: عمق الأزمة المستفحلة بين التحالف و أكبر شركائها بالسلطة الموالية له, و نقصد الشريك الإصلاحي “إخوان اليمن” .. كما  أن هذه الإقالة تعبّـــر عن تبرم التحالف من تثاقل القوات الموالية للشرعية التي يغلب عليها حزب الإصلاح و المعروفة بالجيش الوطني بالتوجه صوب صنعاء، في وقت تعثرت جهود التحالف باستمالة قوى فاعلة بالشمال تسد الفراغ الناشئ مستقبلاً لئلا تصير الأمور هناك مستقبلا إلى يد إخوان اليمن أو تكرّس فيه الحركة الحوثية حضورها الجماهيري .. و في وقت تعالت فيه أصواتٌ كُــثر داخل الحزب ضد ما باتت تصفهم بالاحتلال الخليجي و الإماراتي على وجه الخصوص، و بأطماع هذا التحالف بثروات اليمن و أرضه و منافذه البحرية و البرية بل و الجوية أيضاً، و بسبب ما يعتبره الحزب توجها خليجيا نحو منح الجنوب استقلاله عن الشمال. كما يخشى هذا التحالف و بالذات السعودية من تصاعد حِــدة السخط اليمني بالشمال من سياسية التحالف بالتوازي مع سحب الإمارات لقواتها من محافظات شمال اليمن, مما قد يسبب هكذا  سخط و انسحاب متاعبا كثيرة للسعودية التي تجد نفسها وحيدة في ورطتها التي طال أمدها باليمن بعد أن قررت أبو ظبي أن تنأى بنفسها عن الحرب بالعمق اليمني، مكتفية بحضورها القوي في الجنوب.

ثانياً: ما قاله اللواء خصروف من أن التحالف لا يزود الجيش بأسلحة ثقيلة هو حقيقة لا يستطيع التحالف أن ينكرها, و هذا البُــخل مردّه أولاً لسوء العلاقة بين الطرفين و تصاعد انعدام عامل الثقة بينهما يوما إثر يوم، خصوصا بعد اندلاع الآزمة الخليجية التي مثّــلت دولة قطر الداعم السياسي و الإعلامي الرئيس للحزب الإصلاح احد طرفيها .. وثانياً إلى التوجه الخليجي مستقبلا لجعل اليمن منزوع السلاح الثقيل ليس فقط من يد القوى التي يحاربها التحالف اليوم، و منها الحركة الحوثية “أنصار الله” بل من يدِ كل القوى السياسية و العسكرية و القبلية و الدينية، شمالاً و جنوبا بمَــن فيها القوى الشريكة مع التحالف، سواء كان يمن أو يمنين أو أكثر, و هذا التوجه لم يعد يخفيه الخليجيون بل يجهرون به على رؤوس الإشهاد تحت مبرر الخطر الحوثي الإيراني تارة, و الخطر الإخواني تارة أخرى … فهذه الحرب التي تمر اليوم بعامها الخامس قد أوجدت لدى التحالف و بالذات السعودية قناعة أن يمن الغد يجب أن يكون منزوع الأنياب و المخالب، ليس فقط ليُــسهل إخضاعه و شفط ثرواته و كل مقدراته، و لا لسلبه إرادته السياسية و السيادية و حسب , بل كي لا يكون اليمن  مصدر تهديد مستقبلي على الأمن القومي السعودي، خصوصا و أن السعودية باتت تدرك جيداً أن هذه الحرب قد غرست في قلوب الملايين  من اليمنيين و بالذات في الشمال حالة من النقمة و الضغينة بوجهها جرّا تبعات هذه الحرب و أوزارها المريعة..!

المصدر: رأي اليوم

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى