العرض في الرئيسةفضاء حر

من خذل من؟

يمنات

فتحي بن لزرق

بين الفينة والأخرى نقرأ في دوائر الحكم السياسية في التحالف حديث ان اليمنيين هم من خذل التحالف هذا وان الحرب لولا هذا الخذلان ماكان لها ان تطول حتى اليوم .

قال لي احد الأشقاء الخليجيين:”: اليمنيون هم سبب المشكلة وهم من جنى على أنفسهم كل ويلات الحرب هذه وهم سبب مشاكلهم، انتم سبب بلاء انفسكم..

قلت له :” لا والله مانحن سبب مشكلة ولم نجني على أنفسهم بل انتم من جنى علينا منذ عقود ولو إنكم أحسنتم التعامل معنا ماكان لليمن ان تصل إلى ماوصلت إليه .

تعالوا نراجع التاريخ والأحداث حتى اليوم وانظر من خذل من ومن ظلم من؟

– بدأت العلاقة الحديثة بين اليمن و بعض أطراف خليجه قبل عقود من اليوم حينما دعموا هذا الطرف اليمني ليضعفوا ذاك الطرف وضربوا هذا ليقووا هذا وقاطعوا هذا ليمنحوا الحياة لذاك دعموا القبيلة هذه ضد تلك وهذا الحزب ضد ذاك وظلت اليمن حديقة خلفية لكل التدخلات بأشكالها وأنواعها حتى اُنهك اليمن وسقطت الدولة وتحولت البلاد إلى مايشبه فأر تجارب انتهى الأمر بموته.

– في الستينات دعموا الملكيين ضد الجمهوريين وفي 94 دعموا الاشتراكي ضد المؤتمر وفي 2007 دعموا صالح ضد الحراك وفي 2011 دعموا المؤتمر ضد الإصلاح وفي 2015 دعموا الإصلاح ضد المؤتمر وهكذا صار الوضع مخضرية وتسألني لماذا كل هذا التيه؟

امانة لو أنها لعبة “بلاستشيشن” لحار لاعبها فيما يقوم به من تنقلات

– بدأت الحرب في اليمن في 2015 وتحررت عدن عقب أشهر قليلة وبدلا من تحويل “عدن” إلى مدينة نموذجية تجتذب كل أهالي المناطق الأخرى تحولت إلى أسوأ مدينة من كل الجوانب .. فمن خذل من ومن تسبب بإطالة أمد الحرب في اليمن..؟

– في 2014 دعمت بعض أطراف التحالف الحوثي نكاية بالإصلاح ولتأديبه لكن العقد انفرط وتوسع الحوثي والتهم كل شيء .. ليأتوا بعدها متحدثين عن مخططات ايرانية.

– قصف التحالف كل شيء في عدن ومحافظات أخرى من مصانع ومنشاءات ومؤسسات وفنادق وغيرها وبدلا من تعمير ماتم تدميره لكي يشعر الناس بجدية المشروع لم ترفع حجر واحدة حتى اليوم فمن خذل من؟ ومن ضحى لاجل من؟.

– 4 سنوات والمناطق المحررة لاكهرباء لامياه لا وقود لا خدمات لا امن ولا امان ثم يتحدثون عن الامل.

-4 سنوات واليمنيون لايستطعيون تشغيل مطار واحد أو ميناء واحد بقدرته الحقيقة .. من خذل من ياسادة؟

– انتهت الحرب في عدن وبدلا من عودة الرئيس وتدشين مؤسسات الدولة وتفعيلها ذهب التحالف وانشأ ألف ميليشيات وميليشيا وخلق كنتونات ومنع الحكومة من ممارسة مهام أعمالها ومنع الرئيس من العودة .. فمن افشل المهمة ومن خذل من ؟

– كان الاتفاق ان يذهب الناس صوب صنعاء وتحرير ماتبقى من المناطق بحسب الشعارات المرفوعة لكن التحالف ذهب شرقا إلى المهرة وذهب جنوبا إلى سقطرى فمن خذل من؟، ومن حرف أهداف المعركة الرئيسية ومن اشعل حربا في غير موقعها وانتج توترا وانقساما ؟.

حدثونا عمن يعيق انتاج النفط اليمني وتصدير غاز هذه البلاد حتى اليوم ..!!

– ضحى اليمنيون في المناطق المحررة وتحملوا كل أنواع القصف والقتال والخراب ومنذ انتهاء الحرب في المناطق المحررة لم نرى إصلاحا واحدا لما تخرب .. فمن باع الوعود للأخر؟

– تقدم الجيش في جبهات الشمال صوب صنعاء وجاء الفيتو الإماراتي ليمنع دخول القوات بحجة ان هذه القوات إصلاحية وان النصر سيكون إصلاحيا ، تقدمت قوات الجيش والمقاومة في الساحل الغربي وطرقت أبواب الحديدة ليأتي الفيتو السعودي بحجة ان المؤتمر المقرب من الإمارات سيحكمها .. فمن خذل من ومن تضاربت أهدافه وتصارعت مصالحه نحن أم هم ؟

– شهدت “اليمن” أسوأ أنواع المجاعة والمتاعب لشعبها وضحى اليمنيون مجبرون بكل مقدراتهم في حرب عبثية طوال 4 سنوات وكان الواجب ان نرى تقديرا واستثناء للمغتربين اليمنيين في دول التحالف هذه وفتح أبواب هذه الدول أسوة بالبنجال والهنود والباكستان ولكننا لم نرى تقديرا ولا عرفانا بهذه التضحية بل عاد الملايين إلى ديارهم ليتحولوا إلى وقود لهذه الحرب العبثية.

– حاولت بعض الأطراف الوطنية اليمنية التماسك رغم كل الخذلان ورغم تضارب المشاريع وسعوا لتثبيت حضور الدولة اليمنية في عدن على امل ان ينصلح الوضع فواجههم التحالف نفسه بالحديد والنار واستخدم كل قواته العسكرية لسحقهم.

فعن أي خذلان تتحدثون ؟ وعن أي فشل تتحدثون ؟؟

“اليمنيون” هم الضحايا لهذه المعركة الخاسرة الممتدة منذ 4 سنوات وحتى اليوم ..

عذرا لصراحتي ..
نحن ضحاياكم ..
نحن من يدفع الثمن.
وبلادنا من تضيع ..
ماذنبنا في تضارب مصالحكم واختلاف خططكم..
هذه الحرب بشكلها الحالي وتوجهاتها لم تعد حربنا ولم يعد لنا بها من صلة.
ان خسرتم بعض المال فنحن خسرنا وطنا..
وعليكم الاعتراف بكل هذه الأخطاء ان كنتم صادقين..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى