منحت الوطن عمرها.. فكرمتها التربية بقطع راتبها

يمنات – المستقلة خاص
> حمدي ردمان
" نورة " .. أسم أكتسب من حروفهِ نوراً.. فهي امرأة شريفة نزيهة فهي نورة بالاسم ونورة في عملها .. وكيف لا تكون كذلك وهي تعملُ في مجال مهنتها المقدسة "تربية الأجيال" مدرسة ومعلمة لمادة التربية الإسلامية .
نورة.. حقيقة وليست ومجازاً امرأة وجدت نفسها تقودُ ثورةً ضد الزمن الأسود ضد الحياة الصماء ضد عصر احتلال موازين الأخلاق ضد أن تكون لا شيء .. نورة .. امرأة عندما جار الزمانُ على زوجها فأنتزع منه صحته وأصدر ضدهُ فرماناً (جملوكياً) قضى بإجبارهِ على الرقود على الفراش داخل غرفته إلى ما شاء الله لهُ .. لكن نورة.. قالت لا وأخذت تقوم بدورها في تحمل أعباء الحياة في إعالة 6 أولاد منذُ بضعة سنوات .. أخذت نوره تعمل وتعمل إلى أن جاءت الثورة ونورة كانت ما زالت تعمل .
أحداث الحصبة تسقط نورة
أثناء أحداث الحصبسة بدأت أعراض مرض القلب وإلتهابات الكبد تظهر عند الأستاذة نورة علي صغير الغرباني .. لكن من لك يا نورة ؟ ومن الذي سوف يقومُ مقامكِ ؟.. عليك أن تدفعي ضريبة الزمن شئت أم أبيت .. يجب عليك أن تدفعي الفاتورة في زمنٍ الذين يشبهونك كثيرون في هذا الوطن ولا يعلم أحدٍ بهم فالنظام كان في غيهِ يسبح “ ويقول لا يهمهُ أن هناك من يئن من الآلام وأن هناك من يبحث عن حبة أسبرين في وقت كان فيه هذا النظام لا همّ له إلاّ المحافظة على العرش.
نظام لو علم بـــ"نورة" في مثل تلك الأحداث لقال لها (في ستين داهية يا "نورة" لأنه كان في ذلك الوقتٍ مشغولاً في حماية الكرسي ويفكرُ ويبحثُ عن أقصر طريقٍ يمكنهُ من ضرب الثورة .
على كل حال أخذ المرض يشتد عند "نورة" وأخذت مطالب الحياة تتزايد فصارت نورة بين المطرقة والسندان مطرقة المرض وسندان الحاجة إلى العمل .
المرض يطرقُ جسد الأستاذة نورة في أخطر مكانٍ (القلب) ونورة مضطرة أيما أضطرارٍ للعمل الذي داهمها فجأة فوجدت نفسها غير قادرة على مواصلةُ العمل فلزمت بين الفينة والأخرى فراش المرض إلى جوار زوجها القعيد وهنا بدأ مسلسل الضياع في حياة نورة.
مدير المدرسة يقطع الراتب
لأننا كما قلنا في زمنٍ انقلبت معايير القيم رأساً على عقب حتى أصبح المريض كذاباً والكذاب صادقاً والمعلمُ جاهلاً والجاهل معلماً في مثل أوضاع هكذا فمن الطبيعي أن يقطع مدير المدرسة راتب نورة ..لماذا؟ قالت نورة: لقد كان يأخذ من راتبي 15 ألف ريال شهرياً.. ولما رفضت أعطيه المبلغ وأردت أن أقلل من النسبة التي كنت أعطيه إياها يرفع بي على أنني منقطعة عن العمل مع نهاية عام 2011م ومن يومها أعيش بلا راتب إلى الآن .
قلب نورة في خطر
كان المرض يتجاسر مستقوياً على صمامات قلب "نورة" التي قال لها الأطباء (بحسب الأوراق الطبية) التي تؤكدُ تعرضها لأحد أمراض القلب وإلتهاب الكبد وضرورة خضوعها لعمليتين لإنقاذ حياتها.
اضافة إلى تورم أقدامها مما أدى بها إلى عدم القدرة على المشي وسبب لها الشلل في الحركة الكاملة ولا تستطيع المشي إلاّ برفقة مساعدين لها.
لكن أين ستجد الأستاذة نورة المستشفى الذي يقدم ويتبنى علاجها على حسابه ؟ هل توجد حكومة تقوم بمثل هذا لإنقاذ أحد رعاياها خاصة إذا كان هذا الإنسان امرأةً وهل نحن نخاف إذا كانت أكاديمية ومتعلمة ومدرسة قد أفنت مالا يقل عن 16 سنة في خدمة الوطن في مجال التدريس .
أين ستجد نورة حكومةً؟ أو وزارة أو مكتب حقوقي يقدر سنوات خدمتها.
… يا سادة إن الأستاذة نورة إمرأة من هذا الوطن وليست من بلاد الواق واق؟ يا سادة: إن إعادة راتب الأستاذة نورة لا يعني إنقاذها بقدر ماهو إنقاذ أسرة كاملة مكونة من 8 أفراد .
نداء عاجل لوزير التربية والتعليم
يا وزير التربية هل من الطبيعي عندما ينقطع معلم أو مدرس عن مباشرة أعمالهم لظروف طارئة ألمت بهم تخصم عليهم رواتبهم وتورد كاملة.. أليس الصحيح هو أن تسأل مكاتب التربية وإدارتها عن أسباب غياب بعض الحالات التي منها من مات ومنها من صار مجنوناً ومن صار محبطاً ويأساً وبدلا من أن تعالج من مثل هذه القضايا نرى ازدياد عدد الحالات التي تئن من الظلم والتعسف.. الأستاذة نورة علي صغير الغرباني.. يا سيادة الوزير يحدوها الأمل لأن تجد "نورة" لمسة مسؤولية من قبلكم وعطفاً وحناناً بمقدورهِ أن يشكل مدخلاً رئيساً لعلاج نورة .
عودة راتبها كفيل أن يعيد لها بعض من الثقةِ لأنها تستطيع بهِ أن تواجهُ الحياة ومطالبها من المأكل والمشرب والمسكن وتعلم أبنائها وبناتها .
ونحن هنا في صحيفة المستقلة نكرر مناشدتنا لمعالي وزير التربية بسرعة التوجيه لاعادة مرتب الأستاذة نورة على صغير الغرباني لما تمتلك من الأسباب الكافية لإستلام مرتبها كاملاً ومنها أنها عملت ما يقارب 16 عاماً وتمتلك من القرارات الطبية ما يمنحها الإجازة الكافية إلى أن تشفى من مرضها.