أرشيف

قال الجميع هربت من المنزل .. لكنه زرع على قبرها الريحان !

تعودت (م . ع) على حياتها الجديدة بعد وفاة والدتها حيث أصبحت وحيدة ويتيمة على الرغم من وجود أخيها الذي يكبرها بعدة أعوام إلا أن معاملته القاسية لها وكذلك لسان زوجته السليط جعلها أكثر يتماً من ذي قبل.

جيران (م .ع) أكدوا أنها فتاة مهذبة وعطوفة وأنهم لم يسمعوا عنها أو يشاهدوا ما يشين أو يدعو إلى الشك كما أكدوا أنها غادرت منزلها لتسكن عند عمها في القرية وأنهم لم يروها منذ سبعة أشهر.

كانت هذه إفادة الجيران لدى سؤالهم من قبل الجهات الأمنية وذلك بعد أن تقدم (ص . ن) ببلاغ مفاده أن ابنة عمه الوحيدة اختفت من المنزل وأنه يتهم أخاها وزوجته بقتلها والتخلص منها حيث كانت شريكتهم في ميراثها عن والديها، وقد أكد (ص .ن) أنها لم تحضر إليهم في القرية كما قال الجيران وأنه ليس لديهم عم آخر، وأكد الجيران أن زوجة الأخ هي التي أخبرتهم عن سفر (م .ع) لتسكن في منزل عمها، أما هم فلم يشاهدوها حين خرجت حيث أنها قليلة الاختلاط بالناس.

عند سؤال (ع .ع) وهو أخ (م . ع) قال أنها غادرت المنزل متجهة إلى منزل عمها وأنه كان منشغلاً في عمله حيث لم يستطع إيصالها، لكنه أعطاها إيجار مواصلات وكذلك أوصلها إلى محطة الباص حيث يسكن عمها في محافظة ذمار.

بدت القضية في البداية وكأن (م .ع) قد هربت من منزلها لكن إصرار ابن عمها على أنها قتلت أدخل الشك إلى نفوس الجميع لكن الأدلة لم تتوفر ولم تؤكد شكوك (ص . ن).

التحريات التي أجراها ضابط المنطقة أكدت نفي سائقي الباصات في الفرزة التي وصفها (ع . ع) مشاهدتهم للمذكورة أو حتى تعرفهم على صورة أخيها، وهذا ما زاد الشكوك حول (ع . ع) في أنه قد تخلص من أخته فعلاً.

وكادت ملفات القضية تغلق نهائياً بعد استجواب كل من كانت له صلة بـ (م . ع) أو أسرتها، وكان آخر إجراء هو استجواب الطفلة سوسن . ع . ع وهي بنت (ع . ع) المشتبه به الوحيد.

سوسن ذات السابعة كانت سبباً في الكشف عن ملابسات اختفاء عمتها، أفادت سوسن في التحقيق أن والدها كان يضرب عمتها كثيراً وأنها لم تشاهدها تخرج من المنزل أو حتى تستعد للسفر وكان آخر شجار بين ابيها وعمتها قوي لدرجة أنه خنقها بالحجاب حتى فقدت وعيها أو هكذا اعتقدت الفتاة.

تم حبس (ع . ع) أربعة أيام على ذمة القضية وبعد الضغط على المتهم الوحيد اعترف أنه طلب من أخته أكثر من مرة أن توقع على ورقة توكيل بجميع ممتلكاتها حتى يستطيع التصرف فيها وأنه كان ينوي إعطاءها نصيبها لكنها كانت ترفض باستمرار الاستجابة له وكان ابن عمها (ص . ن) قد تقدم لخطبتها أكثر من مرة إلا أنه كان يرفضه دائماً.

ويوم الحادثة تشاجر مع أخته لكنها هددته بأنها ستغادر إلى منزل عمها وسوف تتزوج من (ص . ن) بدون موافقته، وكانت قد استفزته لدرجة أنه أمسك الحجاب الذي يغطي رأسها وشده حول عنقها فسقطت أمامه جثة هامدة ولم يكن موجودا سوى زوجته وابنته سوسن التي كانت الشاهد الوحيد على هذه الفاجعة.

عندما عاد إلى (ع . ع) صوابه قرر مع زوجته دفن جثة أخته في حوش المنزل بعد أن أخرجوا سوسن للعب مع الأطفال في الحارة، وقد أوهمت والدة سوسن الجيران وكل مَن سأل عن (م . ع) أنها ذهبت لتسكن عند عمها، وبعد دفن الجثة زرع (ع . ع) الكثير من الريحان فوق القبر المخفي وقد أكد القاتل أنه كان سيذهب للسؤال عن أخته لدى عمه وكان سيختلق نفس الأعذار في أنه لم يرها ولا يعلم أين ذهبت لولا تدخل (ص . ن) وإصراره على معرفة أين ذهبت. وهكذا تم حبس كلاً من (ع . ع) وزوجته لحين الحكم عليهما .

ولأجل الطمع تصبح سوسن وريثة شرعية لعمتها ووالدها دون حيلة أو احتيال.

زر الذهاب إلى الأعلى