عبد الله صغير شيخ عجوز ..جراحه تنتظر عودة الطبيب

قدم إلى الصحيفة يرسم الحزن على وجهه ملامح امتزج فيها الخوف بتقاطيع الأسى.. عيناه الغارقتان بالدموع كانت تستغيث بلهفة حائر شتتته الأفكار وعبثت به الظنون والهواجس، وعقب صمت دام للحظات أطلق العنان لفاهه وقال : حملت جدي عبد الله صغير ذات نهار مع أنات أوجاعه إلى مستشفى الكويت بأمانة العاصمة، جدي شيخ مسن يعاني من البروستاتا ، في المستشفى أصدر الطبيب المختص بقسم استشارية الجراحة العامة توجيهاته بإجراء الفحوصات الأولية اللازمة تأهباً لإجراء عملية جراحية عاجلة، ولكن العاجل تحول إلى آجل.. فمنذ شهور والمستشفى يؤجل العملية من موعد إلى آخر.. ها نحن نقرع أبواب شهر أيلول والعملية لم تجر بعد ,, أوجاع جدي وجراحه أشد بأساً من أن تمكنه من كبح جموح أناته.. ومرة أخرى جاءت التوجيهات يجرى للمريض فحوصات مرة أخرى تأهباً لإجراء العملية.. ومرة أخرى مواعيد عرقوب تأتي للتأجيل رغم تأهبنا لإجراء العملية بكل ما تحتاج إليه بما في ذلك الدم الذي يستخدم أثناء إجراء العملية التي كان موعدها يوم الأربعاء 20/8/2008 وهنا جاءنا العذر بمفاجأة جديدة.. الطبيب المختص الذي سيجري العملية في إجازة ستدوم شهراً ونصف، ولا يمكن إجراء العملية، وهنا جاء عرقوب بموعد جديد.. تؤجل العملية إلى بعد عيد الفطر، وعلى المريض ذي الثمانين عاماً تحمل أوجاعه وجراحه إلى أن يعود الطبيب وعلى أبناء المريض الدخول في دوامة وحالة هدوء إجباري لا تفتأ أن تستكن حتى تتحول إلى نوبة غضب عارم حين يقع على المسامع أصوات أنات المريض.. فليتنافس الطب والقضاء على أخذ الإجازات ولتنتظر جراح المريض وأوجاعه عودة الطبيب.