أرشيف

بعد عشرة أعوام وبسبب قصة حب..طفل يلف حبل المشنقة حول عنق  والده

جمعتهما صداقة صنع منها تقادم السنوات سياجاً منيعاً لعلاقة كادت أن تبلغ درجة الإخوة.. وفي لحظة جنون شهد عليها مساء منتصف ليل أسود أمست تلك العلاقة وجهاً ما إن أتم الشيطان رسم ملامحها حتى تحول إلى جريمة قتل وخنجراً مزق المقتول أشلاءً.

عبد المجيد وسامي شابان متقاربان في العمر، جمعتهما صداقة منذ نعومة أظافرهما، فأمام سبورة المعلم جمعهما صف دراسي واحد ولطالما لعبا تحت سماء ذات الحارة، تدحرجت السنوات مع دولاب الزمن السريع وأصبح عبد المجيد وسامي شابين في سن الفتوة..

ذات نهار أباح عبد المجيد لصديقه بحب يكنه في خلجات نفسه لفتاة تدعى "سمر" كان قد اتفق وإياها على الزواج إلا أنهما لم يعلنا ذلك الاتفاق رسمياً.. وقع الخبر على سامي كرعد شتت أفكاره إلى أجزاء متماثلة.. فسامي يحب الفتاة بجنون ولكن حبه لم يتعد حاجز الصمت.. وحين أبلغه عبد المجيد أنه سوف يتقدم لخطبتها تمحورت الأفكار في رأس سامي يبحث عن طريقة يظفر بها بحبه الصامت.

كان عبد المجيد يعمل في مدينة الحديدة، أما سامي فما زال يقطن في الحالمة تعز حيث يعمل فيها ، وما إن اقترب موعد إعلان الخطوبة حتى اشتط جنون سامي.. وعندها لم يتردد الشيطان من تقديم خدماته وأوعز لسامي بفكرته الخبيثة.. أنتقل سامي إلى الحديدة في زيارة لعبد المجيد الذي يسكن في منزل صغير بمفرده، وفي لحظة جنون سدد لصديق عمره عدة طعنات أردته قتيلاً.. عقب ذلك استحوذ الخوف على سامي ومرة أخرى يقدم الشيطان له خدمة جديدة فيوحي له بغسل  دماء صديقه وتنظيف الجثة بعد أن قسمها إلى نصفين أودع كلا منهما في شوال وقام بتخييطه بإحكام ومن ثم وضع كل شوال في شنطة كبيرة اصطحبها معه إلى محافظة تعز صباح اليوم التالي.

هكذا اختفى عبد المجيد وأصبح ذكرى ادعى سامي حزنه عليها كلما ترددت الألسن بذكرها.. وبعد عام تزوج سامي بـ "سمر" ومرت سنوات عدة أكملت بإنجاب طفل من سمر ليكون هذا الطفل هو من لف حبل المشنقة حول عنق والده.

طاردت الأحلام المزعجة طمأنينة سامي في صحوه ونومه حيث كان يحلم بـ "عبد المجيد" مراراً وتكراراً ليقرر نقل جثته التي كان قد دفنها في فناء منزله قبل عشر سنوات إلى مكان آخر، وليسهل الأمر عليه طلب من زوجته أخذ طفلها والذهاب إلى أسرتها وقضاء يومين لديها مهيئاً الجو لأجل التخلص من الجثة..

وما أن غادرت زوجته المنزل وسط الظلام.. حتى هرع سامي إلى فناء المنزل وبدأ بالحفر في المكان الذي دفن فيه الجثة إلا أن تعبه الشديد فرض عليه تأجيل إكمال عملية الحفر إلى عصر اليوم التالي خاصة وأنه ملزم بالذهاب في الصباح إلى مباشرة وظيفته..  ككل صباح انطلق سامي إلى مقر عمله على أمل العودة لإكمال عملية الحفر .. عندما قرع ساعة الجرس نهاية الدوام وعلى غير المتوقع أقبلت زوجة سامي إلى المنزل وطفلها لأخذ بعض الحاجات التي كانت نست أخذها في اليوم السابق، وبينما ذهبت الزوجة إلى الغرفة لأخذ تلك الحاجات تعثرت خطوات طفلها الصغير في فناء المنزل لتقف به أمام تلك الحفرة ويكشف النقاب عن جريمة مر عليها عقد من الزمن .. دخل الطفل إلى الحفرة وحين شاهدت والدته ذلك جرت إليه والدهشة تسبق خطواتها .. فمن أين أتت هذه الحفرة ..؟! الطفل كان يحفر بيديه وإذا بحقيبة تبرز من خلف الثرى حين قامت والدته بسحبها أصيبت بلطخة جنون عارم ما إن فتحت الحقيبة ولاح من داخلها هيكل عظمي لحبيب غدر به خنجر صديقه ليظفر بها زوجة، وعندها تعالت صرخات سمر التي وصلت إلى مسامع أحد الجيران والذي قام بدوره بإبلاغ الشرطة ليؤول مصير سامي إلى حكم بالإعدام، آزره حكم وأيده حكم آخر خلال سنوات ثلاث أعدم سامي بعدها جزاء لما اقترفته يداه..

زر الذهاب إلى الأعلى