الحوثيين يرسخون دعائم دولتهم في صعدة اقتداءً بحزب الله
يبدو أن الحوثيين يصرون على تأكيد شبههم بحزب الله تماماً، وفي سبيل ذلك يؤكدون تدريجياً وبشكل متسارع انتقالهم إلى مرحلة السيطرة الفعلية على صعدة، والقيام بدور الدولة والحاكم فيها.
وبدلاً عن الحديث عن إجراءات عملية نحو السلام وتجنب الحرب التي يتم الإعداد لها من قبل أطراف إن لم تكن في رأس لسلطة؛ فهي حتماً جزء منها أو مستفيدة منها بشكل أو بآخر، ذهب الحوثيون بعيداً، وقاموا هذه المرة بتقديم مفاجأة كبيرة وغير متوقعة.
أكد الحوثيون قيامهم بمناورات عسكرية مكثفة في عدد من المناطق، وذكرت مصادر محلية في عدد من مديريات محافظة صعدة أنهم سمعوا انفجارات كبيرة، وإطلاق نار كثيف من أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وذكرت بعض المصادر المقربة من الحوثيين أن بعض الأسلحة تم تصنيعها محلياً، وأن كثيراً منها تم الاستيلاء عليها من المواقع العسكرية للجيش في عدد من المناطق التي سيطروا عليها.
وقالت المصادر نفسها، ومصادر أخرى حوثيـة أن المناورة التي أقيمت فجر أمس شارك فيها مئات من المقاتلين ذوي الخبرة العالية، والذين خاضوا خمسة حروب مع السلطة، مشيرة إلى إن هذه المناورات أتت لرفع الجاهزية القتالية والمعنوية للحوثيين خاصة وأنهم يواجهون تهديدات بين الحين والآخر لشن حرب جديدة عليهم. حسب تلك المصادر. وأضافت إن هذه المناورات رداً على التهديدات المتكررة من قبل السلطة لهم.
وقدرت بعض المصادر المشاركين في المناورة بـ5000 مقاتل، وهو رقم كبير بالنسبة لحركة توصف بالمتمردة، وتقوم بحرب شبيهة بحرب العصابات ضد جيش رسمي في جبال وعرة.
وجاء ذلك في الوقت الذي شهدت مناطق متفرقة من محافظة صعدة شمال اليمن مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والحوثييـن، وعلى صعيد ذات صلة، قال مصدر حوثي إن مقاتلين حوثييـن في منطقة الحصامة التي فرضوا سيطرتهم عليها مؤخراً التقوا جنوداً سعودييـن خلال اليومين الماضيين، وتبادلوا معهم حديثاً يشبه اتفاقاً أمنيا شفوياً.
ويعد أول لقاء بين الطرفين في المنطقة الحدودية، تبادل خلاله الطرفين الحديث حول المسائل التي لها علاقة بالجانبين، ولم يذكر تفاصيل أخرى.
وكان المكتب الإعلامي للحوثي أكد أمس أن كتيبة عسكرية من الأمن المركزي اليمني قامت بدخول الأراضي السعودية عبر (منطقة الخوبة) بتنسيق مسبق مع قائد المنطقة متجهةً إلى محاذاة منطقة الحصامة في محاولة للالتفاف عليها وبهدف مهاجمة الأراضي اليمنية من الأراضي السعودية.
وحذر من أنها ستعتبر أي اعتداء يأتي من الأراضي السعودية على أراضي يمنية اعتداء على الشعب اليمني وتفريط كبير في سيادته.
وتوعد الحوثي بالرد على أي عدوان يأتي علينا من أي مكان أو جهة يأتي الاعتداء منها، حسبما جاء في بيان له اليوم.
وذكر بيان آخر أن السلطة أقدمت على احتجاز 17 شخصاً في منطقة الملاحيظ المحاذية للحدود السعودية عندما كانوا عائدين من الغربة في السعودية، حسب العادة قرب كل رمضان.
وقال البيان: «ما أن وصلوا -يقصد الأشخاص الـ17_ إلى بني صياح حتى قبضت عليهم السلطة وأودعتهم سجن الملاحيظ، ليتم بعدها سلب أموالهم التي قد جمعوها من بلاد الغربة».