أرشيف

غررها بالحب ليترك في أحشائها جنيناً تسبب بنهشها بالطعنات

جمعت بينهما الدراسة الجامعية، وأوثقت قلبيهما ورود الحب والرومانسية المنتشرة في حديقة الكلية.. أبواها وأسرتها حطموا كل الحواجز التي تقف أمام ابنتهم الوحيدة، جعلوها مدللة كاسمها "دلال".

"دلال" التحقت بالكلية كي تواصل مشوارها الدراسي وتحقق ما تصبو إليه هي ووالديها.. وحين بدأت بالخطوة الأولى باتجاه الكلية حاملة في يدها ملف تحصيلها الدراسي الثانوي والوثائق المطلوبة .. لم تكن تعلم حينها أن هناك من ينتظرها على أحر من الجمر، وصلت "دلال" إلى الكلية ولم يُسجل اسمها في كشوفات الطلاب الجدد نتيجة لكثرة الإقبال على بوابة شئون الطلاب وللدور الذي تلعبه الواساطات أيضا، استمرت ليومين تزاحم لكن دونما جدوى.. نظرات متوحشة تلاحقها من كل اتجاه.. شاب وسيم وجميل يملك سيارة فاخرة تقدم نحوها وطلب منها أن تعطيه ملفها وهو من سيقوم بتسجيلها دون كلفة .. وحين رفضت طلبه أصر على خدمتها ومع الإصرار والإلحاح من قبل الشاب الذي أخبرها أنه حزين جداً على معاناتها أمام شؤون الطلاب بدون تسجيل وأنه ليس له من هدف سوى مساعدتها .. قبلت منه ذلك بعد طول إصرار، فكرت أن تتركه يسجلها وبعدها تمسحه من ذاكراتها .. أخذ ملفها وراح يفرق الطلاب ويزاحمهم ودلال تنظر إليه وثمة شك يراودها مفاده: هل يريد مني شيئا من وراء ذلك أم هو صادق فيما قال؟! .. الشاب  الوسيم استطاع أن يضم اسمها إلى قائمة كشوفات الطلاب المستجدين ولكنه ترك الباب مفتوحاً كي لا تفلت من يديه حيث طلب منها رقم هاتفها كي يتواصل معها عندما يكون قد أكمل تسجيلها.. "دلال" أصبحت في مأزق لا تدري كيف تخرج منه فبعد تلك الخدمة التي قدمها لها لم تستطع أن ترفض طلبه لها فأعطته رقمها وحينها بدأ يجرها نحو حبل المشنقة، أخذ يكثف من اتصالاته لها ويجرجرها بكلمات معسولة ممزوجة بألغاز غرامية.. "دلال" سقطت في بئر ذاك الشاب الوسيم دون أن تعلم بذلك السقوط فكانت كلما حضرت الكلية ترمقها أعين الشاب الذي كان يقول لها "أي خدمة مستعد؟"، أهداها الملازم والكتب الجامعية دون مقابل، كانت ترفض كل ما يقدمه لها من هدايا ولكن الشاب يعرف "فن التجليس" جيدا ، حاول مرات عدة حتى استطاع أن يوقعها في الفخ، فبعد أيام ليست بالكثيرة من تاريخ تقديم الخدمات، بدأ الحديث يتوالى يوما بعد يوم بين الشاب ودلال بين أحضان حديقة الكلية الممتلئة بالورود الملونة، وكان دائماً يخبرها أن قصده شريف وأنه يحب الزواج بها بصدق .. وافقت دلال على طلبه وهكذا تمر الأيام والحب ينمو ويكبر بين قلبيهما يوما بعد يوم.. طلب منها أن يوصلها إلى قرب بيتها بسيارته وحين رفضت استطاع إقناعها، وكل يوم كان يوصلها إلى قرب منزلها ويودعها.

كرس الشاب من إيهامه لها أنه سيتقدم لخطبتها في أقرب فرصه ويقول لها: انتظري حتى نكمل دراستنا الجامعية.. انتظرت كثيراً واستمر حالهما على ما هو عليه لمدة أربع سنوات استطاع خلالها أن يستحوذ عليها ويوقعها على فراش اللذة، استخدمت أدوية المنع لكن ذلك لم يدم طويلاً، ففي أواخر السنة الرابعة لم يعطها تلك الأدوية التي تمنعها من الحمل بحجة أن موعد الزفاف بات قريباً بعد انتهاء امتحانات النصف الثاني بالتحديد .. وانتهت الامتحانات وغادر الكلية على أمل أن يلتقي بها بعد أسبوع واحد ليتقدم لخطبتها ويعلن الزفاف في نفس الشهر ولكن كان ذلك الكلام مجرد وهم وسراب، غادر الكلية ولم يعد، وإذا بدلال تنتظره شهراً وشهرين وثلاثة وأملها لم ينقطع في عودته وإنقاذ ابنها الذي يتجول في أحشائها لكن دونما جدوى، فقد اكتشفها أهلها في الشهر الخامس بعد وضوح ملامح الحمل فلم يجد أخوها من حل سوى مناولتها عدة طعنات في بطنها ونقلها إلى العالم الآخر فيما هو ينتظر خلف القضبان حكم الإعدام المؤكد، أما الحبيب الخائن فربما هو الآن ينصب مصيدته ليوقع فريسة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى