ولاء فتاة تبحث عن الحنان المفقود في شوارع تعز

الطفلة ولاء عبد الله حسن قائد – البالغة من العمر عشر سنوات – التقيناها مصادفة وهي تبكي بمرارة على قارعة الطريق.. هدأنا من روعها بعد أن أبكت ببكائها الصخر والحجر، سألناها عن السبب فردت قائلة: أشتي أشوف إخواني أحمد ومحمد ورضا ورضية.. أشتي أعيش معهم، أشتي أبي يحضنني، أشتي أشوف أسرتي حتى مرة واحدة وأموت.. كانت هذه هي العبارات التي ترددها (ولاء)..

 وبعد التعرف على والدتها عرفنا تفاصيل قصة (ولاء) – التي لا تعرف شيئاً عن أسرتها سوى الأسماء – لقد طلق أبوها أمها وعمرها شهرين فقط.. أخذ إخوانها وتخلى عنها بحجة أنه لا يريد أن يصرف عليها، وتنازل عنها نهائياً لأمها..

لم تكن (ولاء) تفكر بأبيها الذي تنكر لطفولتها ولا بإخوانها من قبل، ولكن الآن بعد أن كبرت وبدأت تعي وتدرك الأمور تبكي ليل نهار وتبحث في كل الأماكن والشوارع والأزقة وتتصفح كل الوجوه لعلها تلتقي بهم صدفة.. تقول أمها: ولاء تبكي واصل تشتي تشوف إخوانها وأبيها، ومهما وفرت لها من الحاجات فهي لا تريد إلاّ اخوتها.. فقط تريد رؤية إخوانها.. أني تزوجت بعد طلاقي من أبيها وأنجبت طفلة ولكن أيضاً الزوج الثاني طلقني وأخذ ابنته وهرب.. أني عمري الآن فوق الأربعين، كنت أشتغل بالحديقة وأصرف على (ولاء) ولكن ذات مرة مرضت ولاء وجلست بجوارها في المستشفى، وعندما عدت للعمل طردوني.. حياتنا الآن صعبة، نسكن في غرفة صغيرة في قرية القحاف بالحوبان، إذا جاء المطر ينزل فوقنا.. كل يوم على هذا الحال نذهب إلى معسكر النجدة أو للخشبة ونأتي للحديقةحياناً نحصل لقمة وأيام ما نحصل.. حتى الشئون الاجتماعية لم تسجل حالتنا.. نحن ولا معانا أحد سوى الله..