أرشيف

حفلات رقص وخلاعة داخل المعابد الأثرية المصرية

حفلات العشاء داخل المعابد الفرعونية هي واحدة من القضايا الشديدة الخطورة التي تهدد الآثار المصرية فعلى أصوات موسيقى الديسكو الصاخبة، وأضواء الليزر القوية والصواريخ النارية التي تطلق في الهواء طيلة الليل، تقام حفلات العشاء داخل معابد الأقصر سواء كانت نوعية هذه المعابد من المعابد الجنائزية أو المعابد الأخرى، وتفضل المعابد الجنائزية لوجودها في أماكن بعيدة عن تكدس السكان، ولحفلات العشاء هذه مراسم معينة وهي أن تأتي الأفواج السياحية إلى الأقصر، ليتناولوا فقط وجبة عشاء فتفرش 'طرابيزت' الأطعمه وتعلو أصوات موسيقى الديسكو الصاخبة ويضاء المعبد بأضواء الليزر، ويكون ذلك بعد المواعيد الرسمية أي بعد أغلا ق هذه المعابد وتطلق الصواريخ النارية حتى الصباح أحتفالا بهذا العشاء وبعد ذلك يتمايل السياح برقصات خليعه داخل أعظم معابد العالم ومجرد أنتهاء وجبة العشاء يستقلون طائراتهم عائدين إلى بلادهم يترتب على ذلك نتائج خطيرة لهذه الحفلات وهي أن الصواريخ النارية التي تطلق طيلة الليل تعمل على أحداث أهتزاز قوي لأعمدة المعابد التي عانت لآلاف السنين من المياه الجوفية والأملاح وأصبحت معرضه للخطر في أي وقت. بجانب أن أضواء الليزر تؤثر تاثيرا مباشر على النقوش الموجودة على الأحجار الأثرية.. أما الخطورة الأكبر فهي في الأثر المعنوي من هذه الحفلات فاجدادنا المصريين القدماء تركوا للعالم هذا التراث الأنساني الضخم مؤكدين أنهم وصلوا إلى افضل النظريات الأقتصادية والسياسية والفلكية التي يتباهى الأوروبيون بها الآن لا أن يأتي سياح من دول مختلفة ويقضون طيلة الليل يشربون الخمور ويتراقصون شبه عرايا وهم في أحضان أعظم حضارة في العالم.

الحقيقة المرة وهي أن من يسمح بهذه النوعية من الحفلات للأسف الشديد هو المجلس الأعلى للآثار بعد أعطائه تصريح للشركات السياحية بتنظيم حفلات ديسكو داخل هذه المعابد فمثلا الحفلة التي ا قيمت داخل معبد أمنحت بالبر الغربي والتي كانت لأعضاء بنك الأستثمار الأوروبي حصلت الشركة المنظمة على موافقة المجلس الأعلى للآثار، بعد تقديمها لطلب إلى أمين عام المجلس الأعلى للآثار نظير رسوم دفعتها الشركة تتراوح ما بين 10 إلى 15 ألف جنيه ثمن الحفلة الواحدة بالأضافة إلى قيمة تذاكردخول المعبد العادية تقتسم هذه المبالغ بين المجلس الأعلى للآثار ومحافظة الأقصر حيث يحصل الأخير على نسبة الـ 10' من هذه الرسوم والباقي لهيئة الآثار.

أن هذه النوعية من الحفلات أحدثت ومازالت تحدث أنقسامات شديدة داخل المجالس التنفيذية والمحلية لمحافظة الأقصر، فمنذ عهد الدكتور محمود خلف رئيس المجلس الأعلى الأسبق لمدينة الأقصر والذي أصدر قبل ذلك قرارا تاريخيا بمنع نوعية هذه الحفلات داخل المعابد الجنائزية حفاظا عليها وعلى قيمتها الآثرية ولكن ولأسباب لا يعرفها أحد عادت الحفلات الصاخبة مرة أخرى بقرار من أمين عام المجلس الأعلى للآثار في هذا الوقت على الرغم من رفض الجميع.

إلا أنها أستمرت حتى الأن والجميع لم ينس الحفلة الأخيرة التي نظمتها أحدى الشركات السياحية وقامت باطلاق صواريخ نارية طيلة الليل وبشكل مرعب جعل السكان يعتقدون أن عملا أرهابيا أستهدف الآثار بالأقصر وأحدثت هذه الصواريخ هزه كبيرة لأعمدة معبد الأقصر وقدم في ذلك الوقت أكثر من طلب أحاطة داخل مجلس الشعب، ولكن دون جدوى لأن هناك شركات سياحية ضخمة تحقق مكاسب كبيرة من هذه الحفلات فأمام المال يزول كل شيء حتى لوكان تاريخنا الذي بناه أجدادنا لنفتخر به لا لنضعه تحت أقدام المخمورين من الرجال والسيدات شبه العرايا فمن يستطيع أيقاف هذه المهزلة؟ فالأمر يحتاج إلى وقفة من المهتمين بالآثار على مستوى العالم بالتدخل لحماية هذا التراث الأنساني العظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى