أرشيف

زوجة تدفع بزوجها إلى حبل المشنقة

تفاصيل الحكاية تبدأ منذ عام من الزواج، حين أحست زوجة سمير بأن أخواتها البنات يعشن حياة الرفاهية والهناء، وكل ما يطلبنه يأتي إليهن في طبق من ذهب، فكل طلباتهن مجابة، ويعشن في شقق مفروشة بجميع الكماليات، والذهب يكسو أجسادهن الناعمة، لتجد "أحلام" أحلامها وأمانيها بحياة الرغد والزهو تتلاشى كل يوم عن سابقه، ولم يكن من الزوج "سمير" سوى أن يعمل ليلاً ونهاراً باحثاً للزوجة عن السعادة التي تريدها كأخواتها الميسورات.. السعادة الموعودة التي لم تهبط من السماء، فكلما اقتربت منه فرت هاربة عنه ليتوارى إلى الخلف عله يجد با?قة أمل جديدة لتسكنه في روضة الأماني إلى أن جاء اليوم الذي يرن فيه جرس الهاتف لتخبره شركة التوظيف على حصوله فرصة عمل في الخارج، فشعرت العائلة بالفرح والسعادة وإذا بالزغاريد تملأ أركان البيت، فها هي الحياة تبتسم في وجه سمير جالبة معها إحساس الشوق والحنين والغربة عن أهله وزوجته وولديه، طاردة ساعات الشقاء والعناء..

غادر سمير منزله متوجهاً نحو الغربة، حالماً بأنه سيجمع المال ليعيشا الحياة التي لطالما حلمت بها "زوجته" تاركاً والديه اللذين كان يعولهما، مهيئاً نفسه لمواجهة مرارة الغربة.. هكذا بدأ حياته في الغربة مقاسياً ومعانياً لصعوبات الحياة إلى أن جمع المال الذي ظل كل فترة وأخرى يرسل لأهله ولزوجته إلى أن حانت ساعة الرجوع بعد مرور أربعة أعوام ظن بأنها قد تكون كفيلة بأن تنهض به إلى أروقة السعادة، وما أن وصل "سمير" منزله إذا به يفاجأ بخبر وفاة ولده "محمد" في اليوم السابق ليوم وصوله إثر حادث مروري، فكان خبر وفاة ولده كالص?عقة التي صعقت وأفسدت كل ما حلم به وأنجزه، فتولد في قلبه الكراهية والحقد على الزوجة التي لطالما ألحت عليه للسفر والعمل في الخارج لجلب السعادة والرفاهية ورغد العيش ولم يسعد بها ولم يحتضن أطفاله الذين افتقد أحدهم، حينها تمرد على بيته وأهله وأكثر من السهر خارج المنزل ومرافقة أصدقاء السوء ظناً منه بأنه ينتقم من زوجته، ولم يدرك أنه يتسبب بالعذاب لوالديه فلذة قلوبهما فلطالما حاول والده أن يرجعه إلى الصواب لكنه ظل ناقماً على نفسه وزوجته وحياته بعد وفاة ولده "محمد" فأي شعور مربك بالفقد يعتصر خفقات قلبه ليحيلها إلى ?حساس بالندم حين يتذكر ولده، وما هي سوى أشهر حتى توفي والده.. أظلمت الدنيا في عينيه.. تاهت قدماه على أعتاب الزمان المشئوم.

وذات ليلة توجه إلى غرفته طالبا من زوجته أن لا توقظه من النوم وأن لا تفتح عليه الباب ،ً وتوجه إلى ركن غرفته وربط حبلاً ثقيلاً على النافذة ولف به رقبته وشنق نفسه.

وهكذا ظل يحلق في سماء غربة الوجود عله يولد منها حنين جارف إلى أن خانه القدر وغدر به الزمان..

 

زر الذهاب إلى الأعلى