أرشيف

الحُب يجبر فتاة سعودية على الاختباء داخل حقيبة سفر!

أرادت فتاة أن تسافر مع صديقها فوضعت نفسها في الحقيبة بدل أن تضع ملابسها. سيبدو هذا الأمر جنونيا أو أشبه باستعراض سيرك لو عرفنا فقط أن هذه الفتاة التي انتشر خبرها وصورها على نطاق واسع في السعودية لجأت إلى هذه الحيلة الخطيرة لأنها تخشى من أن تقع في أيدي رجال الهيئة أو رجال الأمن الأمر الذي يعني سلسلة طويلة من العقوبات المادية والنفسية. ولسوء حظ الفتاة فقد أصاب صديقها الرعب في الوقت الذي مر فيه من نقطة التفتيش، الأمر الذي أثار ريبة رجال الأمن به مما دفعهم لتفتيش السيارة ليجدوا الفتاة منطوية بأعجوبة داخل حقيبة صغيرة.

تبدو هذه القصة غريبة فقط في استخدام هذه الحيلة الصعبة والخطيرة، ولكنها تعكس حقيقة موجودة داخل السعودية. العلاقات بين الشباب والفتيات مستمرة بالرغم من العقوبات الصارمة التي تقع في حق الطرفين فيما لو تم اكتشافهم. وعلى الرغم من أن جهاز الهيئة ينشر باستمرار أخبار قبضه على شباب وفتيات مذكراً بالعقوبات التي ستطالهم إلا أن ذلك لم يردع أيا من الطرفين على الالتقاء وبطرق تبدو شبه انتحارية.

يقول فيصل حمد أحد الشباب إنه التقى العديد من الفتيات وفي كل مرة يقرر الخروج يفكر بالعقوبات التي تنتظره ولكنه في الغالب يحسم أمره ويقرر الذهاب لرؤية الفتاة التي تنتظره. سألته:" ماذا عن الفتاة ؟! . سيكون العقوبات عليها مضاعفة وقد تخسر حياتها"، فأجاب:" هل تصدق ؟! . الفتيات أكثر جرأة بالرغم من أنهن يدركن أن وقوعهن في يد رجال الهيئة هي مسألة مرجحة وتعني بشكل ما نهاية حياتها. لا يمكن لي تفسير ذلك إلا بأنه أمر غريزي لدينا جميعا يصعب مقاومته". في قصة أخرى يقول الشاب عبدالعزيز إنه تم القبض عليه برفقة صديقته، وتعرض للسجن وحكم عليه بعد ذلك بالجلد. ولكنه مع ذلك لم يتوقف عن الالتقاء بالفتيات في أماكن متعددة.

وتتم مثل هذه المواعدات بشكل خاطف مثلما يحدث داخل الأسواق والكافيهات وداخل السيارات وتكون أحيانا مطولة داخل المنازل أو الشقق أو الفنادق الأمر الذي يبدو أكثر خطورة في حال القبض عليهم" متلبسين ". ويقوم جهاز الهيئة بمداهمات مستمرة للشقق المفروشة أو الفنادق أو المقاهي بحثاً عن عاشقين يتناجون في الظلام. ويتلقى رجال الهيئة على الدوام اتصالات من الجواسيس التي تزرعهم في المقاهي والمطاعم خصوصا من العمال الذين تمنحهم مكآفات نظير مجهوداتهم بالكشف عن لقاء غرامي.

مثل هذه العقوبات الصارمة غير مقتصرة فقط على عقوبات رجال الهيئة ولكن أيضا على العقوبات الاجتماعية الرهيبة التي تتعرض لها الفتاة خصوصا من قبل عائلتها إذا ما تم اكتشاف علاقتها مع رجل غريب، الأمر الذي أدى في حالات معروفة إلى قتلها.

ومع كل ذلك العقاب الكبير إلا أن مثل هذه اللقاءات متواصلة وبأكثر الطرق غرابة مثل قصة فتاة الحقيبة (وهناك أيضا فتيات يتنكرن على هيئة رجال)، وتشهد بها أرقام جهاز الهيئة التي تنشر باستمرار عن حالات الخلوة بين الشباب والبنات. يقول معلق لـ" السياسي":" العلاقات بين الشباب والبنات مستمرة إلى الأبد. هذه مسألة طبيعية يمكن عقلنتها ولا يمكن شطبها بسهولة وإلا ستؤدي إلى نتائج عكسية كما يحدث الآن" ويضيف:" رغم محاربة الهيئة والآن جهاز الشرطة لوجود هذه العلاقات إلا أنها مستمرة وتؤدي العقوبات إلى نتائج كارثية بحق صغار في العمر قد تؤدي إلى قتلهم أو تدمير مستقبلهم. فتح فرص التواصل بشكل طبيعي بين الرجال والنساء سيجعل هذه العلاقة طبيعية ويبدد الأوهام الخيالية عن الطرفين، بل سيضع المسألة في إطارها الجدي. لن تكون هناك فتيات وشاب يندفعون لكسر الحواجز التي تخنقهم ولكنهم سيتعاملون مع بعضهم بطريقة طبيعية الأمر الذي سيعقلن العلاقة ويجعلها واقعية وليست مرهونة للخيال".

ولكن يبدو مثل هذا النوع من الحلول بعيدا تماما عن التطبيق على أرض الواقع في السعودية في ظل ترهيب رجال الهيئة، وظلم المجتمع الذي يتصادم مع رغبة الشباب والبنات في الحب والالتقاء، الأمر الذي ينتج عنه حالة غريبة وغير لائقة بفتاة صغيرة عندما تخبئ نفسها داخل حقيبة سفر.

زر الذهاب إلى الأعلى