أرشيف

واشنطن تلفت الانتباه إلى مدارس للطلاب الأجانب في صنعاء



كشفت مصادر أميركية أن الأوراق التي استعملت في إرسال طردين ملغمين من اليمن إلى الولايات المتحدة، واكتشاف واحد في بريطانيا والثاني في دبي، شملت بطاقة وعنوان حنان السماوي، طالبة هندسة جامعية، وعمرها 22 سنة. لكن لم تكن السماوي هي التي أرسلت الطردين، وأن جهات ما زورت هوية السماوي.

وأمس، أعلنت وزارة الأمن الأميركي احتمال تورط مدرستين للغة العربية في اليمن يوجد فيهما عدد كبير من الطلاب الأجانب. إذا كان هذا صحيحا، يمكن أن يوحي بأن طالبا أجنبيا، أو طلابا أجانب، في المدرسة متورط في المؤامرة.وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن النيجري عمر الفاروق عبد المطلب، المتهم في محاولة تفجير طائرة تجارية في مدينة ديترويت يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كان يدرس في واحدة من المدرستين.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن المحققين الأميركيين واليمنيين يبحثون فيما إذا كانت للمدرستين صلة بالمتفجرات، وهما: معهد اليمن الأميركي لإدارة الحاسب الآلي واللغة، والمركز الأميركي للتدريب والتنمية، لكن ليس مؤكدا وجود مدرستين بهذين الاسم.

وهناك مدرسة تابعة للسفارة الأميركية في صنعاء، المدرسة الأميركية للغات. وأمس قال عزيز الهادي، مديرها، إن المدرسة «لم تستخدم أبدا (فيديكس) أو (يو بي إس)».

وقالت المصادر إن اكتشاف الطردين، على الرغم من هذه التعقيدات والحيل، أوضح أنه «رغم صرف المليارات من الدولارات بواسطة الحكومات على تكنولوجيا حراسة المطارات، استطاعت معلومات بشرية استخباراتية أن تكشف العملية»، وأضافت: «ولكن أيضا ظهرت ثقوب في الإجراءات المضادة للإرهاب، منها أن أمن رحلات طائرات الشحن كان موضوعا جانبيا بالمقارنة مع أمن رحلات المسافرين، ومن المرجح أن يحيي هذا مناقشات جديدة في الولايات المتحدة عن أفضل الطرق لمواجهة حيل الإرهابيين».

وقالت: «إنه لا بد من مواجهة حيلة جديدة للإرهابيين، وهي استعمال هويات مزورة، مثلما حدث في حالة السماوي«.

وأمس، قال إدوارد ماركي، عضو الكونغرس: «لقد حان الوقت لشركات النقل، لبذل المزيد من الجهود لتأمين سلامة طائرات الشحن، حتى لا تصير وسائل لإيصال القنابل التي تستهدف بلدنا».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن ماركي كان قدم إلى الكونغرس في سنة 2007، مسودة قانون، وأجيزت المسودة، وهي تأمر بتفتيش جميع الشحنات الجوية قبل تحميلها على متن طائرات المسافرين، وحدد القانون شهر أغسطس (آب) الماضي لتنفيذ ذلك.

لكن، حسب إحصائيات كانت أصدرتها وزارة الأمن، يتم الآن تفتيش نحو 65 في المائة من البضائع المتجهة إلى الولايات المتحدة، التي تنقلها طائرات مسافرين، ولا يشمل ذلك تفتيش طائرات الشحن، لأن القانون لم يشر إليها.

لهذا، عندما أرسل الطردان من اليمن، طافا بدول كثيرة. وطاف الثاني بألمانيا وبولندا، قبل أن يصل إلى بريطانيا، ثم قضت السلطات البريطانية أكثر من 20 ساعة لتحديد أن الطرد يحتوي على متفجرات مخبأة.

وقال مصدر أمني أميركي لتلفزيون «سي إن إن» إن الجهات التي تتولى التحقيق في قضية الطرود تعتقد أن السعودي، إبراهيم حسن العسيري، المعروف بأنه مهندس صنع القنابل لدى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، يقف وراء تلك الطرود. ويميل محققون أميركيون للاعتقاد أن العسيري كان أيضا وراء مخطط تفجير طائرة أميركية أثناء هبوطها

في مطار «ديترويت» ليلة أعياد الميلاد.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن الرئيس باراك أوباما كان قال إن مصدر الطردين المشبوهين هو اليمن. وإنهما كانا يحتويان مواد شديدة التفجير، وصمما للتفجير عبر هاتف محمول لدى وصولهما إلى وجهتهما النهائية، وهي مراكز عبادة يهودية في الولايات المتحدة.

في ذلك الوقت، أضاف أوباما أن مسؤولين في إدارته، اتصلوا بالرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الذي تعهد بالمساعدة في التحقيق بالقضية، وتتهم الإدارة الأميركية تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بالوقوف وراء المخطط. وعند الإشارة إلى إطلاق سراح السماوي، نقلت «نيويورك تايمز» تأكيدات أهلها وأصدقائها على أنها لم تلعب أي دور في شحن الطردين.

وقالت سهام أحمد هزاع، زميلتها في كلية الهندسة: «إنها شخص منفتح جدا، لا يمكن أن نصدق هذه الاتهامات على الإطلاق. إنها تستمع إلى الموسيقى كثيرا، وخصوصا الموسيقى الغربية. إنها تحب الأجانب، وهي شخص متوازن».

الشرق الأوسط

زر الذهاب إلى الأعلى