أرشيف

(عريس الأحلام).. باع كليته ودخل مع حبيبته السجن


 هيثم.. شاب في العشرينيات من العُمر، يَعشق الحياة منذ صغره، طموح، يتقد ذكاءاًً، مُتفوق في دراسته أما والده فهو موظف بسيط.. يكد ويكدح لتأمين ضروريات الحياة لأولاده السبعة، وزوجته تُعاني من مرض.. يلتهم ثُلث راتبه الشهري.
 
في إحدى الأيام فوجئ هيثم بعرض وهو: أن يتنازل بإحدى (كليتيه) لشاب مصاب بفشل كلوي وذلك مقابل ستة ملايين ريال. قال هيثم حينها: (شعرت بأن نافذة من القدر فُتحت أمامي، ويجب أن أستغلها، فالفُرصة لا تأتي في العُمر إلاّ مرة واحدة), وبدون تفكير قبل العرض مباشرة، استلم جزء من المبلغ مقدماً، على أن يتسلم البقية عند نجاح العملية الجراحية. في اليوم التالي لذلك الاتفاق، بدأ الاثنان بإجراء الفحوصات الطبية المطلوبة، وأظهرت نتائج الفحوصات تطابقاً في الكليتين، وعلى الفور تم الحجز للسفر وقطع تذاكر الطيران إلى القاهرة.
 
وأخبر هيثم أسرته أن إحدى المؤسسات الثقافية المصرية، قامت بتنظيم مسابقة علمية وثقافية بين خريجي الثانوية العامة في كل من مصر واليمن، وأنه واحد من الذين وجهت الدعوة لهم لخوض غمار المنافسة.. بعد نجاح العملية استلم هيثم بقية المبلغ وعاد إلى العاصمة صنعاء، مُحملاً بالهدايا الثمينة لأسرته ولحبيبة القلب الفتاة التي يعشقها منذُ الصغر التي لم يسمع صوتها منذ سفره.

السمسار يكشف الحقيقة سمسار بيع الأعضاء البشرية، كان قد اتفق مع هيثم أن يدفع له خمسمائة ألف ريال، وذلك حال استلامه بقية المبلغ). لكن هيثم أعاد حساباته.. وقال من الظلم أن أسلمه مبلغاً كهذا.. فأنكر علمه بأي اتفاق مع هذا السمسار ورفض تسليمه شيئاً. فاشتكى السمسار بهيثم عند أبيه فأصيب الأب بالذهول من هول ما سمعه، فقام على الفور بطرد ولده هيثم من البيت عقاباً له . شهر العسل الذي لم يدُم! لم يستسلم هيثم لليأس، وقام بفتح محل إنترنت، ومحل آخر للاتصالات الهاتفية، ثم قام بشراء سيارة (تاكسي).
 
ومضى مشروعه قدماً نحو النجاح.. وخلال عامين استطاع مضاعفة رأس ماله ثلاثة أضعاف. وحين جاءت اللحظة التي فكر بها جدياً بالزواج من حبيبته، وجد رفضاً شديداً من أسرة الفتاة التي قالت من باع أحد أعضائه البشرية، لن يكون أميناً على ابنتنا، وحينها اتفق هيثم وحبيبته على الزواج، وكان الحل الوحيد أمامهما لتنفيذ هذه الرغبة هو الهروب لأن الفتاة كانت تؤمن أن الحب يتغلب على جميع العقبات.
 
وقام هيثم ببيع محلاته التجارية كلها.. وفي محافظة الحديدة التي استقر فيها، عاش مجهولاً لا يعرفه أحد، وكان ينوي فتح مشاريع تجارية جديدة. الحبيبان خلف القضبان والد الفتاة قام بإبلاغ أجهزة الأمن بالقضية.. وبدأت التحريات الأمنية تتعقب الفارين.
 
وفي إحدى فنادق ذمار تمَّكن رجال الأمن من إلقاء القبض عليهما بعد أن كانا قد جاءا اليها لقضاء نزهة ممتعة، ومباشرة تم ترحيلهما إلى العاصمة صنعاء.. وأعترفت الفتاة بأنها حامل وفي شهرها الثالث، وهو الأمر الذي أكده الزوج.
 
أخيراً أُحيلت القضية إلى النيابة، ومنها إلى المحكمة.. ووجهت للاثنين تُهمة الخلوة غير الشرعية قبل الزواج و تُهم أخرى.. وحُكم عليهما بالسجن.. ولا يزالا حتى الآن يقبعان في دهاليزه.

زر الذهاب إلى الأعلى