أرشيف

السياني:لا يوجد نظام في اليمن وإنما (سلطة) وعندما حاولتُ أن أصنع نظاما تمت معاقبتي..!

عُرف وزير الدفاع الأسبق الفريق الركن السياني بأنه ضمن الجماعة الصامتة التي لا تحب التصريحات والحوارات الصحفية، وهم مجموعة من المسئولين اليمنيين معدود على لأصابع، إلا أن ما حصل له لثلاث جمع متتالية من استهداف لمنزله من قبل انصال الرئيس علي عبدالله صالح الذين يحتشدون إلى ميدان السبعين القريب من منزله أسبوعياً ثم يقومون برشق منزله بالحجارة، أثاره وأخرجه عن طوره فاقتنصت الفرصة لإجراء حوار مع الرجال الذي يصفه البعض بـ (الغامض).
قبل بدء الحوار بادرته بان هناك من يُخطئ ويقول الفريق عبدالملك وأنا اعرف أنه لا يوجد في اليمن إلا فريق واحد هو نائب رئيس الجمهورية فأخرج بطاقة عسكرية صادرة عام 2008م وفيها الرتبة (فريق ركن)، وأخرى صادرة عام 2004م وفيها الرتبة (لواء ركن) وقال ليطمئن قلبك ثم ضحك..
وفي هذا الحوار تطرق الفريق السياني الذي تولى وزارة الدفاع ثم النقل في حكومات سابقة ما يُعانيه من تعنت النظام والتحريض ضده، ورشق أنصار الرئيس ومؤيديه لمنزله بالحجارة وتكسير شبابيكه وبعض الكاميرات المنصوبة على مداخله.


حاوره – محمد الخامري- رئيس التحرير صحيفة ايلاف


عناوين فرعية


* لابد أن يرحل الشعب من البلاد وليس الرئيس فالرئيس أحق بالبلد


* وزعوا منشور تحريضي ضدي على كل من حضر جمعة السبعين


* اتهموني بمحاولة اغتيال الرئيس الجمعة الماضية ثم بالتفجير أمام مخزن الأسلحة


* تلقيت نبأ تغييري من وزارة النقل يوم زفاف ابني وتلفيق تهمة غير معقولة


* اتصل بي الرئيس وطلب أن أبقى في بيتي ويوم الجمعة كسروا واجهة البيت!!


* إلى ماذا تعزو رشق بيتك أسبوعيا من قبل أنصار الرئيس علي عبدالله صالح ومؤيديه، هل هو حقد شخصي من الناس أو توجيه من قبل بعض قيادات النظام؟


– لا استطيع أن احدد، بالضبط وللناس في مواقفهم مذاهب..


* (مقاطعا) اقصد هل تعتقد أن هناك توجيها صدر لأولئك الناس باستهداف منزلك؟


– ليس توجيها وإنما تنظيم.


* كيف يعني؟


– التنظيم شيء والتوجيه أو الإيحاء شيء آخر، وأنا أقول انه تنظيم، ويتم تنظيم هذه الهجمة الشرسة وغير المبررة وغير الأخلاقية من قبل السلطة ضد أي إنسان يخالفهم الرأي.. أما أنا فانا استقبل عمل منظم ليس عندي مايُبرره.


* هل تعتقد أن هناك أشخاصا في النظام أو النظام بشكل عام هو من يقف وراء هذه الممارسات؟


– أولا ليس هناك نظام في البلاد، أنا لا أقول نظام، هناك سلطة ويجب عليك أن تفرق بين النظام والسلطة، النظام هو نظام بلد يعتمد على القوانين وعلى الشرائع، أما السلطة فهي لا تعتمد إلا على ماتراه، هواها هو المسير لها ولممارساتها وقراراتها.


* يعني 33 سنة عايشين بدون نظام؟


– لدينا سلطة وليس نظام…


* (مقاطعا) أنت كنت جزء من هذا النظام؟


– أنا كنت مشارك بالسلطة، كنت أتمنى أن اصنع نظاما لكن…..


* (مقاطعا) لم يعطوك الفرصة؟


– لا.. لم يسمحوا، ولهذا أنا أعاقب.. لهذه الأسباب وليس غيرها..


* هل تعتبر نفسك الآن معاقب؟


– نعم.. ولهذا أنا في بيتي منذ 10 سنوات وليس لأسابيع أو أشهر أو حتى بضع سنين.


* كنت تعد إحدى الشخصيات القوية والنافذة فكيف جاءك خبر إقالتك؟


– لن تصدق إذا قلت لك أني تلقيت خبر التغيير ليلة زفاف ابني، وأنا أزف ابني.. وستعرف من المنشور الأخير الذي طبع في التوجيه المعنوي ووضع اسمي ضمن مجموعة من الأشخاص الذين أنزلوهم، ومكتوب أني في ليلة زفاف ابني دخلتُ اسرق أجهزة ووثائق من وزارة النقل (كان وزيرا لها)، تصور كيف يكون حال من يُعد لزفاف ابنه وباستعدادات عالية، كيف له أن يترك كل ما سيواجهه في اليوم الثاني من استقبال الضيوف والشخصيات وربكة العرس وغيرها ويذهب لكي يأخذ جهاز أو وثائق أو أي شيء من وزارة..!!، وهذه الحالة انتم أدرى بها.


* انضمامك للثورة هل هو مبني على أساس معاداة بينك وبين السلطة كما تسميها أو انك ترى انه لابد من رحيل النظام أو هذه السلطة..؟


– هناك قضايا وخفايا لا استطيع الإفصاح عنها الآن وسيأتي دورها فيما بعد


* هل هي قضايا شخصية؟


– خفايا حول انضمامي وسأعلنها علي الملا في الوقت المناسب.


* يعني أنت انضممت إلى ثورة التغيير؟


– قلت هناك خفايا وأنت تفهمها كصحفي، خفايا حول هذه العبارة ولن أفصح عنها الآن، لكني أعدك بان أفصح عنها في الوقت المناسب.


* إذن أنت في منزله بين المنزلتين مابين الشرعية الثورية وشرعية السلطة؟


– أنا بالعكس، أنا انضممت للثورة الشرعية والي هي ثورة الوطن بكل المقاييس، انضممت إلى ثورة الشباب التي كُتب دستورها بالدماء التي سفكت في الساحة قبل أن يكون لها دستور مكتوب، وهناك خفايا ستعلن في الوقت المناسب…


* ماهي هذه الخفايا التي تتردد في الإفصاح عنها؟


– خفايا ستعلن في وقتها.. أنت لا تعرف.. أنا اعرف أن السلطة تعاقب على كل كلمة تقال، ولو قلت مثل هذا الكلام وما فيه من تفاصيل لكان الجحيم هو المنتظر..!!.


* إذن نطمح بلقاء آخر بعد نجاح الثورة إن شاء الله؟


– بكل سرور وفي أي وقت وسأدعمكم بكل مايغني الصحافة والإعلام (المرئي والمقروء والمسموع)..


* هل تتحدث عن وثائق وفضائح تكشف عمل السلطة خلال الفترة السابقة؟


– لن تستطيع أن تأخذ مني شيء الآن، لن أصرح بهذا لان هذا استراق للأحداث وليس استباق..!!


* أنت وعلي محسن من سنحان، هل انقسمت سنحان بين عبد الملك السياني وعلي محسن فريق، وعلي عبدالله صالح وأسرته فريق آخر.


– قلت لك يا أخي أن لي عشر سنوات في بيتي وأنا مواطن عادي وأحاول أن أصحح مواطنتي ولستُ معنيا بالقضايا الأخرى التي تحصل هنا أو هناك.


* انضمامك للثورة هل هو نكاية بالرئيس مثلا أو تأييد لبيت معين أو حزبية؟


– استغفر الله.. استغفر الله استغفر الله، مئة مرة


* كيف أقرأ جوابك؟


– أنا لا أرى نفسي إلا أنني رقم عادي في هذا الجمع الكبير من الشعب اليمني من نجران إلى عدن، ولم ولن أكون منطلقا في مواقفي المصيرية من بيت أو من أسرة أو من سلالة أو مذهبية أو قبلية أو أي منطلقات فئوية أخرى.


* لكن هذا غير صحيح….


– (مقاطعا) ماهو اللي غير صحيح؟


* أنت لست شخصا عاديا، أنت الفريق عبد الملك السياني، مسئول كبير وبرتبة فريق ولايوجد في اليمن كله إلا شخصين في هذه الرتبة بعد ترقية الرئيس إلى مشير، أنت ونائب رئيس الجمهورية، فلا يمكن أن نطلق عليك شخص عادي….


– ذلحين ماهو المطلوب.. أنت سألتني هل انتمي إلى بيت وأنا قلت لك لا، إنما انتمي إلى هذا الوطن الكبير، واللهم اجعلني صغيرا في عيني كبيرا في عيون الناس..


* بالنسبة للاعتداءات التي حصلت على منزلك هل تواصلت مع رئيس الجمهورية؟


– تواصلت معه الثلاثاء الماضي عندما حصل الاعتداء في الجمعة الأولى، وكان ذلك الاعتداء يقوم على عدة حيثيات من السلطة وليس مني أنا، وهي أولا قامت السلطة بطبع منشور في التوجيه المعنوي ووزع على عموم من أتوا إلى ميدان السبعين، وهو منشور تحريضي بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، وان من شملهم هذا المنشور مستباح دمهم وعرضهم وما يمتلكوه، وكان التحريض في هذا الإطار، بحيث أن هؤلاء المذكورين في المنشور انقلابيين وغير شرعيين، ويُخطئوا على الشرعية.


* هذه في أول جمعة تم جمع المؤيدين في السبعين؟


– نعم، خليني أكمل، هذا المنشور وُزع على كل الحاضرين هنا في السبعين…


* يعني هذا المنشور هو الأساس في استهداف منزلك؟


– لاتستعجلش، أعقب هذا المنشور حادثة أخرى وهي أفظع وأعظم، قالوا إن هناك من دبّر محاولة اغتيال لرئيس الجمهورية في المنصة الجمعة الأولىن وعلى طول قالوا عبد الملك السياني، ولهذا كان التحريض بان عاد الجماهير رأسا من المنصة وهم يهتفوا بان الشعب يريد إعدام الخائن.!!، لم يكتفوا بأنهم يريدوا محاكمة ويريدوا استجواب أو استبيان لمعرفة الأسباب وإنما إعدام مباشر!!.


* هل بدؤوا بالهتاف بجوار منزلك؟


– نعم، صياح وهتاف ورفعوا الأحذية والأحجار، وكانت عملية رفع الأحذية تحصل لأول مرة في تاريخ التظاهر باليمن وتعرفون هذه الحادثة جيدا.. في الشاشة.


* نعود للاتصال الذي حصل مع الرئيس ماحكايته؟


– أنا اتهمت بتهمة اكبر من هذا كله، قاموا بتوزيع منشورات في الحي الذي اسكنه مصحوبا بدعاية بأني أسلح الجماهير لكي انقلب على الرئيس، مع العلم أنهم هم من يوزع السلاح في الحي وفي القرية، حتى في المنطقة (منطقته) لأن هناك مليشيات ولجان شعبية تشكل وتسلح لكي تزيد الصراع الأهلي أو الحرب الأهلية لاسمح الله.


* أكمل لنا عن الاتصال من الذي بدا بالاتصال؟


– اتهمت بأني فجّرت أمام مخازن الأسلحة، من الجمعة إلى الثلاثاء أربعة أيام…


* ماحكاية التفجير؟


– هذا حصل تفجير في مكان تتواجد فيه مخازن أسلحة، أنا هنا في صنعا وهي بعيدة عني بعشرات الكيلوا مترات، هي طبعا قريبة من سكني ومن قريتي، وعندما حاول أصحاب قريتي الخروج والتعرف على أصوات الإنفجارات واجهوهم بطلقات نارية من عيار 12 و7 وذهبوا إلى بيوتهم مذعورين، وفي اليوم الثاني دعاية بان جماعتي من فجّر هذه التفجيرات قرب مخازن السلاح…


* ممكن نعود للاتصال الذي جرى برئيس الجمهورية؟


– نعم، بعد هذا التفجير كلف الرئيس من يتصل بي ويخبرني بأن جماعتك من حاولوا الاعتداء على المخازن فقلنا استغفروا الله، لديكم العديد من أجهزة الاستخبارات التي لاتدع نفسا إلا وأحصته، أين هي في هذا المكان الخطير، لماذا لاتقبض على الجناة وتحقق معهم ثم تأتي بالحقيقة وتقول انتوا المصدر الذي اعتدى على هذا الشيء، فاخذ الرئيس التلفون وتحدث معي فقلت له هل استحق هذا الكم من التهم، هل أجرمت أو جنيت حتى أُتهم بهذا كله، قال أنا لاأعرف بهذا، وقال حديث كثير أيضا، قلت له أنا في بيتي 10 سنين لم أتجاوز بأي إساءة، هل ستقبل أن استمر في بيتي أو اخرج واذهب مع الآخرين، قال لي يجب أن تبقى في بيتك، وقبلت..


وفي الجمعة قدّم ماهو أعظم وأدهى فاتوا بتنظيم وحشود أكثر من الجمعة وبشعارات اخطر وبعدد اكبر، وتقبلناها بصمت وضبطنا أنفسنا ولم يأخذونا إلى حيث يريدون.


* ماذا يريدوا؟


– هم يريدوا دماء، يريدوا أن تُسفك الدماء في هذه التظاهرات كلها، ولكن لن نمكنهم من ذلك، وإذا أرادوا أن يسفكوا الدماء من طرف واحد فهذا شأنهم، ولن نقبل سفك الدماء، وان استطاعوا إن يبرروها حاليا بإعلامهم، فنحن لن نقبلها أمام الله، لأنني لن استقوي لا بوسائل إعلام ولا بأحزاب ولا بقوة قبلية سأستقوي بالله الذي سأقهرهم به والذي لقاءنا بين يديه، أما هذه الحياة فهي زائلة وما فيها مجرد متاع.


* ننتقل إلى المبادرة الخليجية هل ستخرج البلاد من عنق الزجاجة؟


– أنا اعتقد أنه لاتوجد أي مبادرة في الكون ستحل مشكلة اليمن سوى الخروج.


* خروج ماذا؟


– خروج الشعب.


* إلى الشوارع؟


– لالا، يرحل من البلاد، الشعب يرحل وليس الرئيس، الرئيس أحق بالبلد (يضحك ويقوم وينهي المقابلة)..

نقلاً عن صحيفة ايلاف الأسبوعية

زر الذهاب إلى الأعلى