أرشيف

تحركات عسكرية مقلقة باليمن

كشفت مصادر يمنية اليوم عن تحركات عسكرية لنظام الرئيس علي عبد الله صالح”تثير الريبة والقلق”، تتمثل في إخلاء قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء من جميع الطائرات المقاتلة ونقلها لقواعد ومطارات بمحافظات جنوبي وشرقي البلاد.
وحسب المصادر فإن عشرات الطائرات الحربية من طراز “ميغ 29″ و”إف5”
و”سوخوي” وعشرات الأطنان من القنابل والصواريخ، جرى نقلها إلى القواعد الجوية بمحافظات لحج وتعز وشبوة والمهرة.
وتأتي هذه التحركات العسكرية بينما تشهد صنعاء حالة استنفار أمنية وعسكرية، خاصة في ظل انقسام الجيش اليمني، حيث تبدو العاصمة منشطرة إلى قسمين، قسم تبسط السيطرة عليه القوات الموالية للرئيس صالح، وقسم آخر تسيطر عليه قوات الفرقة الأولى مدرع المؤيدة لثورة التغيير باليمن.
وتتزامن هذه التطورات مع كشف مصادر إعلامية بصنعاء عن “خطة سرية لنظام الرئيس صالح لتفجير الوضع عسكريا”، للهروب من الضغوط الشعبية والدولية له بالتنحي عن السلطة، وفي محاولة لخلط الأوراق وجر البلاد إلى حرب أهلية على النمط الليبي.
وأشارت مصادر متطابقة إلى أن نظام صالح نشر أسلحة داخل العاصمة صنعاء ومحيطها وفي داخل دار الرئاسة ومحيطه، شملت صواريخ أرض أرض من طراز أورغان، وراجمات صواريخ بي أم 12، ودبابات تي 84، إلى جانب مدفعية بعيدة المدى، ومدرعات “جلال” المزودة برشاشات مضادة للدروع، وغيرها.

احتمالات مفتوحة
ومما زاد الوضع توترا تصريحات الرئيس صالح النارية يومي الجمعة والسبت التي بدا فيها متمسكا بولايته الرئاسية، وعدم رضوخه لمطالب معارضيه بالتنحي، وتأكيده بأنه “صامد كالجبال”، وتلويحه باستخدام القوة، بقوله “سنواجه التحدي بالتحدي، سنواجههم بكل الوسائل”، وإن استدرك ذلك بعدم استخدام البندقية وإراقة الدماء.

وتبدو الأمور في صنعاء مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة بوصول جهود الوساطات المحلية والخارجية إلى طريق مسدود، في ظل تشبث الرئيس اليمني بموقفه ورفضه التنحي فورا.
وتسود الشارع اليمني حالة من التحفز والاستنفار الأمني، حيث بات الانتشار الأمني والعسكري لافتا، ونشرت السلطات الحكومية منذ أسابيع دبابات ومدرعات وحواجز إسمنتية حول قصر الرئيس صالح، إلى جانب نقاط وحواجز إسمنتية وآليات عسكرية حول مرافق سيادية وحكومية ومقرات الحزب الحاكم.
بينما انتشرت قوات الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المؤيد للثورة السلمية، وأقامت نقاط تفتيش بعدد من الشوارع، خاصة شارع الستين ومحيطساحة التغيير.

وشوهدت متاريس إسمنتية وسواتر ترابية وأطقم مسلحة حول منازل قيادات بالمعارضة، خاصة حول منزل الشيخ صادق الأحمر شيخ قبيلة حاشد، الواقع بحي الحصبة والقريب من وزارة الداخلية التي نشرت قوات وعربات ومتاريس أمام الوزارة وفي محيطها.

ضغوط على المعارضة
في هذا السياق قلل رئيس مركز دراسات المستقبل، د. فارس السقاف من تطورات ما أسماها “الترتيبات الأمنية والعسكرية وكثافتها وتحفزها”، واعتبرها نوعا من الضغوط التي يمارسها الرئيس على معارضيه، والاستفادة منها لتحسين شروط تنحيه، بأن تعطى له فرصة للبقاء في البلاد، بصورة رئيس شرفي أو رئيس سابق.
وقال السقاف في حديث للجزيرة نت إنه “إذا انفجر الوضع عسكريا، فسيدخل اليمن في حالة حرب على السيناريو الليبي، ولكن إذا حدث ذلك فإنه سيكون عملا انتحاريا وسيفشل، ويمكن تطويقه ومحاصرته وإنهاء أي حرب في فترة وجيزة، كون المعركة ستكون بالعاصمة، وموازين القوى ربما هي في غير صالح الرئيس”.
من جانبه اعتبر المحلل السياسي نبيل البكيري أن تفجير الوضع عسكريا ليس في صالح الرئيس اليمني، وقال “لا خوف من مواجهات عسكرية”، واعتبر كل الأوراق التي يلعب بها في وجه الشعب قد سقطت، وأن حالة الاستنفار الأمنية طبيعية في ظل الوضع الذي تشهده البلاد.
وقال للجزيرة نت إن الدائرة تضيق حول الرئيس صالح بانضمام كثير من قادة وأفراد الحرس الجمهوري لشباب الثورة، ولم يبق معه إلا بعض من أبناء قبيلته الذين يدينون له بالولاء الشخصي.
وأكد أن قوة الشارع كفيلة بانتزاع الرئيس صالح من السلطة رغم تحصنه بقصره الذي بات ثكنة عسكرية مدججة بالصواريخ والدبابات وجميع أنواع الأسلحة، إلى جانب احتشاد قوات الحرس الجمهوري الموالية له.



المصدر:الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى