أرشيف

مستقبل قاعدة اليمن بعد بن لادن

أجمعت تقديرات المحللين اليمنيين على عدم تأثير مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على مستقبل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن منطلقا له، إذ توقعوا بقاء التنظيم قويا في الميدان من خلال تنفيذ هجمات على أهداف يسعى التنظيم لتحقيقها وفقا لأدبياته.
واستبعد الخبير في شؤون القاعدة سعيد الجمحي أن يؤثر مقتل بن لادن على التنظيم ميدانيا، موضحا أن بن لادن كان في الفترة الأخيرة من حياته مجرد مرجع روحي للتنظيم.
وتوقع أن تشن القاعدة في اليمن هجوما على مصالح أميركية بعد مقتل زعيمها ومؤسسها تحت مسمى الثأر والانتقام، وأوضح أنه سوف يصبح لديها دافع لملاحقة الأميركيين واستهداف قادتهم ورموزهم.
وأوضح الجمحي -الذي ألف كتابا عن الجماعات الدينية في اليمن– للجزيرة نت أن القاعدة لديها قائمة من القضايا التي تعتبرها شرعية لمواجهة الأميركيين.
ومن ذلك “قيامهم بحرب صليبية جديدة ضد الإسلام والمسلمين ومطامعهم في الشرق الأوسط”، لكن الجمحي توقع أن تنفيذ تلك الهجمات لن يكون على المدى القريب، وقد يستغرق وقتا طويلا.

تنظيم عقائدي
من جهته يرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري أن مقتل بن لادن لن يؤثر على القاعدة بحكم أنه تنظيم عقائدي وليس تنظيما حركيا، وبالتالي فإن بن لادن له مكانة روحية أكثر من مكانته التنظيمية، والفراغ كان يشغله أيمن الظواهري منذ وقت طويل.
وقال البكيري للجزيرة نت إن إقدام أميركا على قتل بن لادن سيدفع التنظيم لشن هجمات قوية بحكم وجوده في بقاع كثيرة، مؤكدا أنه ينتظر انتقاما كبيرا لموت بن لادن.

وكان أعضاء في قاعدة الجهاد بجزيرة العرب قد تبادلوا التهاني في عدد من المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت لما اعتبروه “استشهادا” لزعيمهم الروحي في عملية استخباراتية أميركية بمنطقة إبت آباد شمال شرق العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

وأطلق العناصر أوصافاً عدة على بن لادن، من بينها “أسد الإسلام” و”البطل المجاهد” و”أمير المؤمنين”، واعتبروا أن مقتله “فتح عظيم”.

وقد تضمنت التعليقات والمشاركات التي حفلت بها المنتديات الوعيد والتهديد بالانتقام، وقال أحد الأنصار إن احتفالات الأميركيين بمقتل بن لادن ورمي جثته في البحر ستكون يوم مأتم على الشعب الأمريكي.

فزاعة النظام
واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء محمد الظاهري أن مقتل بن لادن ضربة موجعة للنظام اليمني الذي اتخذ من القاعدة فزاعة لترويع دول الإقليم والمجتمع الدولي.

وأكد الظاهري للجزيرة نت أن مقتل بن لادن سيقلل من تأثير هذه الفزاعة وسيفقدها بريقها الذي طالما وظفه الحاكم كملف لكسب تأييد الرأي العام العالمي لصفه.

وأشار إلى أن عملية القتل “جاءت في وقت مناسب”، وسوف تستفيد منها الثورة الشعبية السلمية التي سحبت البساط من تحت أقدام السلطة.

وتوقع الظاهري أن يتقمص النظام دور القاعدة ويقوم بتنفيذ عمليات مسلحة ضد الشباب العزل الذين يجسدون الثقافة السلمية في ساحات التغيير، بمن فيهم شباب القبائل اليمنية.


المصدر:الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى