أرشيف

علي سالم البيض يدعو إلى عقد مؤتمر وطني للجنوبيين

طالب الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض الجنوبيين بعقد مؤتمر وطني عام قبل انهيار النظام الحالي، مشيراً في خطاب له وجهه إلى أبناء الجنوب إلى أن “مؤتمراً وطنياً شاملاً كهذا من شأنه تفادي حالة الانهيار الوشيك للنظام اليمني الحالي، التي لم تعد من وجهة نظرنا سوى مسألة وقت ولا أقل من ذلك ولا أكثر، الأمر الذي سيدخل البلد في حالة من الفوضى وربما الحروب الأهلية التي سيطول أمدها، والتي لن يكون في مقدور أحد السيطرة عليها أو تحديد نهايتها وتداعياتها على المنطقة ككل، وهي الحالة المثلى التي يسعى نظام صنعاء ويخطط من أجل الوصول إليها على طريقة “علي وعلى أعدائي” أو “فليتحطم المعبد فوق رؤوس الجميع” .
واعتبر البيض أن “حجم المتغيرات على ساحتنا الوطنية لهذا العام كانت كبيرة ومتسارعة ومفاجئة للجميع، وهي متغيرات سقطت وتهاوت فيها أنظمة عربية كبيرة تحت هدير الجماهير وإرادتها الفولاذية، وقد حدث ذلك خلال فترات زمنية قصيرة للغاية وفقاً للمقاييس والمعايير المتوقعة في حالات مماثلة من ثورات الشعوب” .
وأشار البيض إلى أن الجنوبيين يتطلعون إلى “بناء مرحلة وطنية جديدة تستدعي أن نرسخ في صميمها قيماً وطنية جديدة لثقافة سياسية صلبة ومتحضرة تعتمد على أهمية وضرورة الاعتراف بالآخر الجنوبي فكراً ونهجاً وحشداً وتنظيماً بعيداً عن أسلوب الإقصاء وأمراض التخوين وهوس العظمة والوصاية أو ادعاء امتلاك الحقيقة” .
وأشار إلى أن “مختلف الأطراف الجنوبية الأخرى يجب عليها تفهم قضية الجنوب بمعناها السياسي العميق المتمثل في حقيقة أنها قضية وطن يرزح تحتل الاحتلال بكل ما تعنيه كلمة الاحتلال من معنى، ونحن حينما ندرك هذه الحقيقة ونؤمن بها إيماناً حقيقياً؛ فإن نهجنا النضالي لابد ان يتطابق بالكامل في جميع عناصره مع ما يفرضه الاحتلال على كل وطني غيور تجاه وطنه وشعبه الرازح تحت وطأته وطغيانه” .
وتعهد البيض للجنوبيين بعدم تكرار الأخطاء التي وقع فيها في الماضي، وقال: “علينا أن نتذكر أن زمن الوصاية على مصائر الشعوب ورسم مسارها بعيداً عن أمانيه وتطلعاته قد ولى وانتهى إلى غير رجعة؛ فلتكن مرجعيتنا في ما يخص مصير شعبنا هي الشعب ذاته وليس أنفسنا أو تكتلاتنا أو حتى رؤانا السياسية، ونحن إن فعلنا ذلك والتزمنا به جميعاً ستكتسب قراراتنا شرعيتها الكاملة وسنتجنب الوقوع في المزيد من الأخطاء التي طالما ارتكبناها في حق هذا الشعب العظيم دون إرادته ودون استشارته” .
ولفت البيض دول مجلس التعاون الخليجي إلى “ضرورة وأهمية أن يعتمد أشقاؤنا في الخليج في تعاملهم مع اليمن سياسة جديدة تحمل في مضمونها رؤية استراتيجية طويلة الأمد تتجاوز سياسة ردود الفعل الآنية في مواجهة الأزمات التي تعتمد في هذه الحقبة الزمنية أو تلك تبعاً لهذا الظرف السياسي أو ذاك”، معتبراً أن “السياسات الآنية في اليمن التي تتفاعل مع كل طارئ جديد بحزمة من الحلول الطارئة لا تلبث في نهاية الأمر أن تكون طارئة هي الأخرى غير منتجة لحلول ثابتة ترسي دعائم الاستقرار السياسي المنشود” .
وقال إنه: “في مثل هذه الحالة المتكررة سيجد الأشقاء في الخليج العربي أن هذه المنطقة التي تمثل جزءاً رئيسياً لا يتجزأ من جزيرة العرب بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية لا تلبث أن تقع مرة أخرى في أزمة جديدة تستدعي جهوداً أخرى، وهكذا تتجدد الأزمات وتعيد إنتاج نفسها كنتيجة طبيعية لاعتماد سياسة التعامل الآني مع هذه المنطقة بعيداً عن الرؤية الاستراتيجية الشاملة التي من شأنها تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني المطلوب” .
وأضاف: “إننا اليوم في حاجة ماسة وأكيدة إلى أن تتبنى دول المجلس مؤتمراً وطنياً شاملاً لمعالجة جميع القضايا السياسية في اليمن ومنها قضية فشل الوحدة اليمنية والترتيب إلى عودة الدولتين السابقتين إلى وضعهما السابق ضمن خطة انتقالية سياسية وخطة إنعاش اقتصادي شاملة للدولتين وفقاً للأسس والمعايير التي تلبي إرادة ورغبات أبناء الشعبين في البلدين الشقيقين ووفقاً لخدمة استقرار المنطقة ككل” .

زر الذهاب إلى الأعلى