أرشيف

اشتباكات صنعاء تصعد الأزمة

أخذت الأزمة اليمنية منحى خطيرا عندما اندلعت أمس الاثنين صدامات مسلحة في صنعاء عقب رفض الرئيس اليمني وللمرة الثالثة توقيع المبادرة الخليجية المعدلة التي وضعت لحل الاستعصاء السياسي القائم في البلاد منذ أشهر.

فقد استهل معهد ستراتفور الأميركي للدراسات الاستخباراتية -المعروف بقربه من دوائر صنع القرار الأمني بالولايات المتحدة- ورقة تحليلية نشرها الثلاثاء بالقول إن ما جرى في صنعاء الاثنين من اشتباكات بين مسلحين تابعين للشيخ صادق الأحمر مع قوات النجدة والحرس الجمهوري الموالي لـعلي عبد الله صالح تشكل حدثا خطيرا قد يحدث انفجارا أمنيا لا يمكن التكهن بنتائجه لعدة آسباب داخلية وخارجية.

ويلفت إلى أن الاشتباكات -التي تأتي في أعقاب رفض الرئيس للمرة الثالثة التوقيع على المبادرة الخليجية التي تنص صراحة على تنحيه عن السلطة خلال ثلاثين يوما- باتت تعطي المعارضة الفرصة لتصعيد مواقفها أكثر وربما فتح المجال واسعا أمام تفجر خلافات قبلية بحكم طبيعة المجتمع اليمني المسلح.

مماطلة وتسويف
بداية يؤكد التقرير أنه لم يعد خافيا على أحد أن صالح ومنذ البداية يحاول شراء الوقت عبر المماطلة لتكريس سيطرته على الوضع عبر قوى الأمن الموالية له، وإحداث انشقاقات في صفوف المعارضة المختلفة فيما بينها أصلا بسبب الصراع على السلطة ومن بينهم عسكريون منشقون عن النظام.


وفي هذا الإطار يرى مراقبون أن صالح يراهن على وجود قواعد شعبية مؤيدة له لا يستهان بها في صنعاء ومناطق أخرى، في الوقت الذي بات واضحا للعيان وجود انقسام قبلي وداخل المؤسسة العسكرية بين موال ومعارض مع عدم وجود فصل جغرافي على الأرض، وهذا ما يصعب الأوضاع إلى حد كبير في حال اندلاع مواجهات مسلحة.

ومن هذه القراءة الكلية للوضع وتحولاته، يشير ستراتفور إلى طبيعة وتركيبة النظام الحاكم وطبيعة النسيج القبلي، وهذا الانقسام الموزع بين موال ومعارض في ظل وجود تأييد واضح للرئيس في صفوف قوات النخبة لا سيما الحرس الجمهوري يعزز المخاوف من احتمال اندلاع حرب أهلية، وهذا بحد ذاته يطيل بقاء صالح في الحكم حتى إشعار آخر.

المعارضة
في الطرف الآخر من الصراع، يتوقع التقرير الأميركي أن تستغل المعارضة، وتحديدا اللواء علي محسن الأحمر وزعماء القبائل الذين يعارضون الرئيس، اشتباكات الاثنين لتجييش الموقف والتصعيد إلى حد إسقاط النظام الحاكم بالقوة.

ولهذه الأسباب مجتمعة وتحاشيا من الانزلاق في العمل المسلح -نظرا لانتشار السلاح الهائل بين صفوف اليمنيين- تسعى العقول السياسية في المعارضة إلى استمرار الضغط عبر الشارع لإقناع المجتمع الدولي أولا بقدرتها على إسقاط صالح سلميا لا سيما بعد الضرر البالغ الذي لحق بمصداقية الرئيس وتراجعه المتكرر عن تعهداته بتوقيع المبادرة الخليجية.

لكن وفي الوقت نفسه تنسحب أزمة الثقة والمصداقية ببعض جهات المعارضة لاسيما تلك الموالية لآل الأحمر حيث قام مسلحون قبليون من حاشد بمهاجمة مبان حكومية والاشتباك مع قوات موالية للرئيس كانت أكثرها حدة تلك التي جرت قرب مدرسة الرماح في صنعاء الواقعة بالقرب من مبنى سكني يعود لآل الأحمر، وذلك على خلفية اتهام الحرس الجمهوري بتحويل المدرسة إلى مخزن للسلاح.

وينبه التقرير إلى أن السعودية تؤيد زعماء قبيلة الأحمر في صراعهم مع الرئيس، وتساندهم في مواصلة الضغط عليه لكن ليس لحد تغيير النظام دون ترتيبات داخلية تقي المملكة تداعيات التغيير المفاجئ المجهول الهوى والهوية.




المصدر:الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى