أرشيف

الحرب الأهلية تطرق أبواب اليمن والحرس الجمهوري يقتل 57 محتجاً في تعز

اقتربت اليمن أكثر فأكثر من الحرب الأهلية أمس عندما فتحت قوات الحرس الجمهوري النار على معتصمين في ساحة الحرية في مدينة تعز فقتلت 57 محتجاً وأصابت نحو 1000، فيما يوجه الرئيس اليمني علي عبد اللـه صالح ضربات شديدة لتنظيم القاعدة الذي سيطر على مدينة زنجبار.

وانهارت فترة هدوء قصيرة في مطلع الأسبوع حين فتحت قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري النار مستخدمةً الرشاشات الثقيلة من عيار 12.7، من أكثر من اتجاه من الحارات المطلة على ساحة الحرية في تعز، ما أوقع 57 شخصاً وحوالي الألف مصاب.
واقتحمت القوات اليمنية في أطول هجوم استمر من السادسة من مساء الأحد حتى الرابعة من فجر أمس، الساحة من مختلف المداخل للساحة ومن الحارات بالدوريات العسكرية مستخدمة مختلف الأسلحة والتي أثارت الرعب في أوساط السكان والمعتصمين، بينما استخدم الشباب المعتصمين الحجارة للدفاع عن ساحتهم.
وانتشرت الدبابات والمدرعات في الساحة بينما المتظاهرون متجمعون على أسطح البنايات المجاورة، واضطرت عائلات تسكن جوار الساحة إلى إخلاء منازلها خوفاً من أن تمتد النيران إلى محطة صافر للمحروقات الواقعة داخل الساحة.
بدورها استنكرت أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) في بيان «استمرار الرئيس صالح وما تبقى له من قوات عسكرية وأمنية ومليشيات مسلحة في ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الإنسانية المستهدفة شباب الثورة الشعبية السلمية في ساحات التغيير وميادين الحرية والآمنين من النساء والأطفال والشيوخ في منازلهم وقراهم».
من جهته، دعا صالح قيادات القوات العسكرية الموالية له في اجتماع عقد مساء الأحد إلى «الصمود ومواجهة التحدي بالتحدي».
وبالرغم مما حصل في تعز أكد عدد من قياديي شباب «الثورة السلمية» أن «الحركة الاحتجاجية لن تتوقف أبداً»، ودعا التحالف المدني للثورة الشبابية إلى تصعيد سلمي في مختلف ساحات الحرية والتغيير بالمحافظات، مديناً العنف الذي مارسته القوات اليمنية.
وقال التحالف، في بيان صحفي، «في سياق توجه الرئيس صالح المحموم لإشعال الحرب الأهلية وتجسيداً لخطاب الحرب الذي أعلنه أثناء رفضه التوقيع على المبادرة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي بناء على طلبه فإننا ندين بشدة إقدام النظام الفاسد المستبد على العنف المستمر، وقمع المحتجين المسالمين في المدن اليمنية في الجنوب والشمال».
وفي أحدث مؤشر على أن اليمن يتجه إلى حرب أهلية قتل ضابط برتبة عقيد و3 عسكريين أمس في كمين نصبه عناصر تنظيم القاعدة في مدينة زنجبار، وقال مصدر أمني: «إن عناصر من القاعدة نصبوا كميناً في وقت مبكر اليوم لقوات عسكرية كانت في طريقها إلى مدينة زنجبار قادمة من مدينة عدن التي تبعد نحو 80 كلم عن زنجبار التي أعلن أنصار التنظيم الذين يطلقون على أنفسهم (أنصار الشريعة) اعتبار محافظة أبين وبعاصمتها زنجبار إمارة إسلامية».
وأكد المصدر أن القوات الأمنية مصممة على استعادة السيطرة على المحافظة وأن مصير الجماعات الإسلامية التي أعلنت سيطرتها على المحافظة سيتم دحرها خلال الأيام القليلة المقبلة.
كما قتل جنديان في انفجار قذيفة صاروخية أطلقها مسلحون من القاعدة على ثكنة اللواء 25 ميكانيكي المحاصر في المدينة، من جانبها ذكرت مصادر قبلية أن نحو مئتي مسلح من قبائل أبين يدعمون اللواء 25 ميكانيكي.
وفي هذا السياق، أفاد شهود عيان أن قصفًا جوياً وبحرياً استهدف مواقع يعتقد أنها لتنظيم القاعدة بالقرب من زنجبار دون أن يتضح ما إذا كانت هذه الضربات ناجحة.
وكانت المعارضة اليمنية اتهمت الرئيس صالح بتسليم محافظة أبين للجماعات الإسلامية المسلحة الأمر الذي نفته وزارة الداخلية اليمنية اليوم في بيان صحفي «ووصفت تلك الاتهامات بأنها «مثار للسخرية».
وعلى صعيد المعارك التي يخوضها الجيش مع عناصر القبائل، دوت عدة انفجارات في منطقة الحصبة قرب العاصمة اليمنية صنعاء ليل أول أمس، وذلك في أعقاب جولات من المعارك على مدى أسبوع بين قوات صالح وخصم قبلي قتل خلالها 115 شخصاً.
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عن العثور على سيارة الفرنسيين الثلاثة المختفين منذ السبت في اليمن «دون أضرار» مما «يدعم» فرضية خطفهم. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: إنه «تم العثور على سيارة أعضاء منظمة تريانغل غير الحكومية. ولم تلحق بها أضرار. ذلك يدعم فرضية الخطف»، مؤكداً ما قاله مسؤول في الأجهزة الأمنية اليمنية في وقت سابق أن سيارة الفرنسيين (بيك آب) عثر عليها على الطريق الذي يربط بين سيئون وشيبام شرق البلاد.
وقال وكيل محافظة حضرموت عمير مبارك عمير حيث اختفى الفرنسيون الثلاثة العاملون في المجال الإنساني منذ السبت الماضي، إن «كافة الأجهزة الأمنية تمشط المنطقة، في الوديان والصحراء، بحثاً عن الفرنسيين وتبذل جهوداً كبيرة للعثور عليهم».
ويعمل الفرنسيون الثلاثة، سيدتان ورجل، منذ آذار 2011 مع فريق من 17 يمنياً في سيئون (600 كلم إلى شرق صنعاء) العاصمة الإدارية لمحافظة حضرموت الصحراوية الشاسعة.
المصدر : الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى