أرشيف

تأهب عسكري في صنعاء ولجان أمنية شعبية لحراسة الأحياء

تهيمن على العاصمة اليمنية صنعاء مظاهر تأهب أمني غير مسبوق في أوساط القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح من جهة، وقوات اللواء الأول مدرع المنشقة عن الجيش النظامي من جهة أخرى، عقب ليلة مشدودة انحسرت فيها أضواء الكهرباء لتدوي في أنحاء متفرقة من المدينة أصوات انفجارات عنيفة متعاقبة وتبادل كثيف لإطلاق النار مصدره تجدد الاشتباكات المسلحة في مناطق عدة في حي “الحصبة” شمالي العاصمة، بين مجاميع مسلحة من أتباع الشيخ صادق الأحمر وقوات أمنية وعسكرية، معززة بمجاميع قبلية مسلحة وتعرض معسكر الفرقة الأولى مدرع لقصف مدفعي مركز عقب إعلان قيادتها البيان الأول لائتلاف عسكري مناهض للنظام القائم .
ووسعت قوات اللواء الأول مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المنشق عن المؤسسة العسكرية، من نطاق انتشارها في أنحاء كافة المنطقتين الشمالية والغربية بالعاصمة صنعاء، بالترافق مع نشر مجاميع عسكرية إضافية لتعزيز صفوف القوات المتمركزة في مداخل ومخارج الشوارع الرئيسية والفرعية كافة والأحياء السكنية الممتدة من شرق ساحة التغيير بصنعاء، مروراً بشارع الستين، أكبر الشوارع الرئيسة في العاصمة والأحياء المتفرعة منه، وصولا إلى الأحياء والشوارع الفرعية في مديرية “الحصبة” .
وتزامنت مظاهر التأهب اللافتة في صفوف قوات اللواء الأول مدرع مع إعادة تموضع أرتال من الدبابات والسيارات المصفحة وناقلات الجند في الشوارع والمناطق كافة المحيطة بالمعسكر الرئيسي لفرقة اللواء الأول، كما لوحظ استحداث العديد من الثكنات العسكرية وأبراج المراقبة ومواقع تمركز المدافع ومضادات الطائرات في معظم المناطق المرتفعة المحيطة بموقع المعسكر، إلى جانب استحداث خارطة من المتاريس والسواتر الترابية على امتداد المواقع القديمة والجديدة كافة التي تتمركز فيها قوات اللواء الأول مدرع .
وكشفت مصادر من داخل معسكر اللواء الأول مدرع ل”الخليج” تعرض موقع المعسكر الرئيس للفرقة لقصف مدفعي وصاروخي خلال الأيام الخمسة الماضية، مشيرة إلى أن القيادة العسكرية لقوات اللواء الأول مدرع أصدرت توجيهات مشددة إلى قادة السرايا المقاتلة وطواقم الحراسات المسلحة كافة بعدم الرد على مصادر النيران للحيلولة دون تفجير الأوضاع الأمنية في العاصمة صنعاء .
من جهة أخرى عززت قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي الموالية للرئيس صالح من تمركزها في العديد من المناطق الشرقية والجنوبية في العاصمة صنعاء، بالتزامن مع إعادة تموضع العديد من الدبابات والسيارات المصفحة باتجاه المناطق المحيطة بمقر دار الرئاسة بمديرية السبعين .
وشوهدت مجاميع مدنية مسلحة وقوات أمنية وعسكرية في حالة تأهب لافت في مناطق متفرقة من حي “شيراتون” ومديرية سعوان، بالتزامن مع استحداث متاريس وسواتر ترابية وأسمنتية في الشوارع الرئيسة والفرعية كافة المتاخمة لمناطق تمركز قوات اللواء الأول مدرع .
كما شهد العديد من أحياء العاصمة صنعاء انتشار مجاميع قبلية مسلحة موالية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بالترافق مع لجوء أهالي معظم أحياء المدينة إلى وضع حواجز من الأحجار على مداخل أحياء بمنطقة حدة والحصبة وشارع الرياض وشارع العشرين المتفرع عنه وأحياء مسيك وفروه والجراف وسنهوب المتاخم لمحيط معسكر فرقة اللواء الأول مدرع .
وأرجع عدد من سكان هذه الأحياء في تصريحات متفرقة ل”الخليج” قيامهم باستحداث حواجز من الأحجار لسد مداخل الشوارع الفرعية في أحيائهم إلى مخاوف من اقتحام هذه الأحياء من قبل مسلحين يستقلون سيارات مدنية وعسكرية حيث تعمل هذه الحواجز على عرقلة دخول السيارات الوافدة من خارج هذه الأحياء إليها، خاصة مع حلول ساعات الليل .
وسجلت معظم أحياء العاصمة ظهوراً لافتاً لمجاميع شبابية مسلحة من سكان هذه الأحياء التي تقوم بالتناوب كحراسات نهارية وليلية على مخارج ومداخل الشوارع الفرعية والتجوال في أنحائها لحراسة المنازل والسيارات المملوكة للسكان في مبادرة ذات طابع جماعي فرضتها تداعيات الأوضاع الأمنية المتردية والمحتقنة في العاصمة .

زر الذهاب إلى الأعلى