أرشيف

اليمن: مسلحون قبليون يسيطرون على تعز

صنعاء، اليمن (CNN)– تمكن المئات من المسلحين القبليين من بسط سيطرتهم على مدينة “تعز”، جنوب غربي اليمن، بعد معارك عنيفة مع قوات الأمن وعناصر الحرس الجمهوري، وصفت بأنها “الأعنف” منذ بدء انتفاضة شعبية تطالب بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، قبل نحو أربعة شهور.


وأكد شهود عيان لـCNN الثلاثاء أن أكثر من 400 مسلحاً من الموالين لشيوخ القبائل المعارضة للرئيس اليمني، خاضوا معارك دامية قرب القصر الجمهوري في مدينة “تعز”، والذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن “ساحة الحرية”، التي تمثل أحد مراكز انطلاق الاحتجاجات المناهضة للحكومة.


وفيما لم يتضح على الفور حصيلة ضحايا المواجهات بين الجانبين، فقد أفاد الشهود بأن القوات الحكومية تعيد تجميع صفوفها مرة أخرى، في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة.


وتعرضت الحكومة اليمنية لانتقادات دولية حادة بدعوى استخدام قوات الأمن القوة المفرطة ضد المحتجين المناهضين للنظام، مما تسبب في سقوط عشرات القتلى بين المحتجين المناوئين للحكومة، في تعز.



وقال أحد الشهود، ويُدعى سمير سعيد، إن “المعارك استمرت لساعات، ولم يستطع أحد أن يغادر منزله، عدد كبير من المحتجين غادروا ميدان الحرية في تعز، بينما كانت المعارك تقترب من الساحة
.”



تأتي سيطرة المسلحين على تعز في وقت يتزايد فيه الغموض حول الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الذي يخضع للعلاج في المملكة العربية السعودية، جراء إصابته في هجوم استهدف قصره الرئاسي، الجمعة
.



وقالت مصادر إن الاشتباكات، التي جرت على عدة جبهات، تركزت في محيط القصر الجمهوري، الذي يبعد أقل من ميلين عن “ساحة الحرية” التي يعتصم فيها عشرات الآلاف من مناهضي صالح
.



ونقلت وسائل إعلام محلية إن قوات الحرس الجمهوري قامت بقصف أحياء سكنية، لم يتضح حتى الآن حجم الأضرار التي خلفتها سواء في الممتلكات أو الأرواح، كما استهدفت مناطق يتحصن فيها مسلحون قبليون تعهدوا بحماية المعتصمين من الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل القوات الحكومية
.



وكانت قوات الأمن اليمنية قد قامت بمداهمة مخيمات المعتصمين في “ساحة الحرية”، في تحرك قوبل تنديد دولي بعدما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 من المحتجين أواخر مايو/ أيار الماضي
.



من جانبها، أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” نقلاً عن مصدر محلي بمحافظة تعز، أن “مجاميع مسلحة تابعة لأحزاب اللقاء المشترك، قامت بمحاولة اقتحام السجن المركزي بالمحافظة، مستخدمة بذلك مختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة
.”



وأوضح المصدر أن “رجال الأمن تمكنوا من التصدي لهم ودحرهم”، لافتاً إلى أن “تلك العصابة قامت بالتقطع لسيارة إسعاف تابعة للواء 33 مدرع، وهي في مهمة إنسانية لإسعاف بعض الجرحى، ونهبوا تلك السيارة، وأجبروا الجرحى على النزول منها
.”



وتابع المصدر الحكومي: “كما قامت تلك المجاميع الإرهابية، بالاعتداء والتقطع لوكيل نيابة جبلة، فائز السقاف، في طريق النشمة ـ تعز، ونهب سيارته”، مضيفاً أن “تلك العصابة أطلقت عصر اليوم قذيفة آر بي جي على مبنى مقر المؤتمر الشعبي العام، ومكتب صحيفة تعز، مخلفة بعض الأضرار في المبنى
.”



تترافق التطورات الميدانية مع دعوة سعودية لإحياء المبادرة الخليجية حيث أعرب مجلس الوزراء السعودي عن أمله في توقيع الأطراف اليمنية على المبادرة الرامية لحل الأزمة في البلاد، من خلال ترتيب انتقال السلطة التي ما تزال بيد الرئيس علي عبدالله صالح.

زر الذهاب إلى الأعلى