أرشيف

غياب القيادة يهدد ثورة اليمن

حذر مراقبون وناشطون من تهديدات تواجه ثورة الشباب في اليمن وتهدد نجاحها أبرزها غياب قيادة موحدة.
ويرى مراقبون أن غياب القيادة التنظيمية الموحدة الممثلة لجميع المكونات التي تربو على خمسمائة ائتلاف يأتي في مقدمة المخاطر، يليها النزعات المناطقية والطائفية والمذهبية المتصاعدة بين شباب الثورة وضعف التنسيق بين مكوناتها.
واعتبر إبراهيم عبد الحميد، وهو أحد الثوار في ساحة التغيير بصنعاء، أن افتقاد ثورة الشباب لقيادة واحدة يمثل إحدى الثغرات الحقيقية التي تعتري الكيان الثوري.
وقال للجزيرة نت إن هذا الأمر تسبب في بروز بعض الخلافات والتباينات الحادة داخل الساحات نتيجة إصدار بعض الائتلافات بيانات وتعميمات باسم شباب الثورة.
واستشهد عبد الحميد بالمجلس الانتقالي الذي شدد شباب الثورة على تشكيله عقب رحيل الرئيس علي عبد الله صالح “إلا أنهم خذلوا من قبل أحزاب المعارضة التي سعت إلى إحياء روح المبادرة الخليجية بدلا من اتخاذ خطوات عملية للتوجه نحو إسقاط النظام بشكل سلمي”.

واتهم الفرقة أولى مدرع بالتآمر على ثورة الشباب حينما فرقت المعتصمين من أمام منزل عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس، مؤكدا أن هذا التصرف “ينبئ عن وجود شيء ما يدور في الخفاء هدفه منح صالح ضمانات بعدم الملاحقة على الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه”.

تدخل
وتزدحم ساحة التغيير بصنعاء والساحات المماثلة الممتدة على خارطة 17 محافظة بآلاف اللافتات التي تعد دليلا إرشاديا للمكونات التي تمثل مختلف الشرائح المجتمعية من شباب ونقابات مهنية ومنظمات مجتمع مدني ورجال قبائل.
وأعربت الناشطة بالثورة الشبابية بلقيس اللهبي عن قلقها مما سمته “التدخل السافر لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة والقوى الاجتماعية والعسكرية داخل الساحات”.
وأوضحت أن قوتي المال والتنظيم أفرزت سيطرة طاغية على الساحة، مشيرة إلى أنه لولا دخول هذه القوى العسكرية والحزبية لتوصل الشباب إلى قرار أسرع من المبادرة الخليجية.
أما رئيس التحالف المدني للثورة الشبابية أحمد سيف حاشد فقد انتقد سيطرة الأحزاب والعسكر على المنصة، وعدم السماح لأي أطراف أخرى بالظهور.
واتهم بحديث للجزيرة نت اللجنة التنظيمية بعدم قدرتها على الاقتراب من اللجنتين المالية والأمنية اللتين تخضعان لقوى من خارجها على حد زعمه. ويرى أن تأخر نجاح الثورة في إسقاط صالح ونظام حكمه جاء نتيجة طبيعية لهيمنة تلك القوى.

اختراق
 
من جهته اعتبر الكاتب الصحفي عبد الباري طاهر أن غياب القيادة القادرة على رسم السياسة الموحدة والتنظيم والهدف الموحد قد ساهم بشكل سلبي في تحقيق الحسم وإسقاط النظام.

واتهم طاهر الرئيس صالح ونظامه باختراق الساحات وتمزيق وحدة الثوار، وهو ما انعكس على ظهور الآراء المتباينة في وسائل إنجاحها.
بدوره حمل أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عبد الجليل كامل أحزاب اللقاء المشترك مسؤولية تباطؤ الثورة في الحسم من خلال تعاطيها مع المبادرات الخليجية الخمس التي صورت ثورة الشباب بأنها أزمة سياسية.
وأكد كامل أن هذه التصرفات أثرت بشكل كبير على النتيجة النهائية وإخفاق الثورة في الحسم السريع.
لكن الباحث بالشؤون الإستراتيجية سعيد عبد المؤمن استبعد وجود علاقة بين غياب القيادة ونجاح الثورة في تحقيق أهدافها. وقال للجزيرة نت إن سيطرة أقارب الرئيس على الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي المستعدة لارتكاب جرائم حرب هي العامل الرئيس في الحسم وبدء الزحف.



المصدر:الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى