أرشيف

علي محسن الاحمر: المعارضة ستكون اكثر جدية من صالح وعائلته في مواجهة القاعدة

لندن ـ « القدس العربي » : اكد علي محسن الاحمر، احد قادة الجيش اليمني الذين انشقوا على الرئيس اليمني في بداية الانتفاضة من ان المعارضة ستكون اكثر اعتمادا على امريكا في مكافحة الارهاب مما كان عليه الوضع في عهد الرئيس علي عبدالله صالح الذي يعالج في اليمن من جراح اصيب بها بداية الشهر الحالي. واكد الجنرال انه طالما ظل النظام اليمني الحالي في السلطة فالقاعدة ستظل موجودة وناشطة في اليمن.
« وتحدثت صحيفة » نيويورك تايمز « مع الجنرال في مكتبه في الفرقة المدرعة الاولى قائلا ان التعاون في مكافحة الارهاب الان قائم وهو تعاون مادي فقط، اي » تبادل المال، كم تعطيني كي اقتل شخصا.
« واشار الجنرال الى انه حتى تنتهي سيطرة عائلة صالح على استراتيجية مكافحة الارهاب، فلن تكون هناك سياسة واضحة في هذا المجال مؤكدا ان المعارضة حالة وصولها للسلطة فستتعامل مع الارهاب كقضية حيوية. و » ستكافح الارهاب باعتباره مسألة حياة او موت وليس لمجرد النفع المادي.
وكان الاحمر الذي يعد ثاني اقوى جنرا ل في اليمن قد قرر الانضمام للمعارضة السلمية بعد مقتل 52 متظاهرا في 18 اذار (مارس) الماضي، واعتبر القرار نقطة تحول مهمة في الانتفاضة ضد صالح، فقد اعطى انضمام فرقة من الجيش مهمة للمنتفضين حسا بان معركتهم للاطاحة بصالح ستنجح، وادى القرار الى تشجيع عدد من الضباط والسفراء والوزراء للاعلان عن تخليهم عن النظام ودعم المعارضة السلمية، وكانت البداية التي جعلت القوى المهتمة بالشأن اليمني خاصة الولايات المتحدة لفتح قنوات مع المعارضة والبحث في كيفية اخراج صالح من السلطة وبشكل هادئ.
واشارت الصحيفة الى ان حديث الاحمر عن كون صالح وعائلته لم يكونوا حلفاء يوثق بهم في مكافحة الارهاب صارت لازمة تسمع في كل حديث مع قادة المعارضة. ولدى الاحمر علاقات قريبة مع حزب الاصلاح الاسلامي، وكان جزءا مهما من نظام صالح ومسؤولا عن تنفيذ الكثير من سياساته الصارمة ولهذا يشك الكثيرون في المعارضة والحزب الحاكم في نواياه، كما انه قاد المجاهدين العائدين من افغانستان عندما شاركوا في الحرب ضد الانفصاليين في الجنوب عام 1994.
« كما قاد المعركة ضد الحوثيين في الشمال، حيث تقول ان منظمات حقوق الانسان تحدثت عن جرائم حرب ارتكبها الجيش هناك، وتضاف الى هذه اتهامات في الفساد مما لا يجعله على حد قولها » البطل الوطني « . ونقلت عن ناشطة في مجال حقوق الانسان في اليمن قولها انها قررت التخفيف من مشاركتها في الانتفاضة اليمنية بسببه. ومع ان راضية المتوكل قالت ان الثورة مفتوحة للجميع ولا يمكن حجر اي احد عن المشاركة فيها الا ان التعامل معه كـ » بطل يعد مشكلة كبيرة.
ويرى مسؤول اخر في الحكومة ان الاحمر اضعف دوره بسبب الحرب في صعدة ولهذا يحاول تلميع وتنظيف صورته السيئة. وفي رد على منتقديه تنقل الصحيفة عن احد الناطقين باسمه انه يؤمن بالدولة المدنية الخالية من الفساد وان جزءا من فرقته تقاتل الان المتطرفين في زنجبار لتقديم صورة لامريكا انه والمعارضة حلفاء يوثق بهم في محاربة الارهاب.
وكان مقر فرقة الاحمر قد تعرض لهجوم من النظام ادى لمقتل 52 جنديا والجنرال يقول انه لم ينتقم او يرد لانه يؤمن بانتصار الثورة بشكل سلمي. ويعود الاحمر الذي ابعد نفسه عن الصراع بين صالح وعائلة الاحمر القوية الى نفس القرية التي ولد فيها صالح، وبدأ بابعاد نفسه عن الرئيس بعد ان بدأ يحضر ابنه احمد لخلافته.
وينفي الجنرال ان تكون له مطامع في السلطة وكل ما يريد عمله هو اكمال الثورة وان طلب منه التخلي عن منصبه فهو جاهز لفعل هذا. وعندما سئل عن امكانية عودة صالح من السعودية، اجاب ان لا معلومات لديه. وجاء حديث الجنرال في الوقت الذي تمكن فيه 60 من المتشددين الاسلاميين بالهروب من سجن في مدينة المكلا، في عملية احكم لها التخطيط، وتم تأمين الهروب من خلال مقاتلين اشغلوا حرس السجن مما مكن السجناء على الهروب.
ومن بين الهاربين مقاتلون متهمون بقتل اجانب ولعبوا دورا في الهجوم على السفارة الامريكية في صنعاء. ويرى مسؤولون يمنيون ان الهروب الجماعي قد يعزز قواعد قاعدة الجزيرة العربية التي تتمركز في اليمن. ونقل عن السفيرة الامريكية السابقة في صنعاء بربارة بودين قولها انه حتى وان لم يعرف للان من هرب الا ان العملية تثير القلق، وحذرت من المخاطر المدمرة مع انها تستبعد ان تكون القاعدة قوة سياسية. وتبعد المكلا عن مدينة عدن حوالي 300 ميل ويحتفظ سجنها بمئة من افراد القاعدة العائدين من العراق وممن شاركوا في الحرب هناك الى جانب قاعدة بلاد الرافدين.
« وقال احد مسؤولي السجن ان السجناء نجحوا في حفر نفق طوله 46 مترا، حسبما نقلت عنه صحيفة » واشنطن بوست. وقاموا بالهجوم على حارس وضربوه بخنجر وسرقوا بندقيته واخذوا يطلقون النار واستطاعوا العبور من النفق، وفي نفس الوقت هاجم مسلحون السجن من الخارج وانشغلوا مع الحراس في معركة استمرت 30 دقيقة وادت المعركة الى جرح حارس جراحا قاتلة.
ويعيش اليمن حالة من عدم الاستقرار السياسي ويعاني السكان من نقص المواد الاساسية وانقطاع الماء والكهرباء، وتحاول الولايات المتحدة تفعيل العملية السياسية حيث زار جيفري فيلتمان المسؤول المساعد لشؤون الشرق الاوسط والادنى في الخارجية الامريكية وعقد اجتماعات مع اطراف المعادلة اليمنية بمن فيهم نجل صالح، احمد. وكشف الاسبوع الماضي عن قرار امريكي لتعزيز التواجد الامني واستخدام الطائرات بدون طيار على غرار باكستان وافغانستان، كما كشف عن قيام الولايات المتحدة عن بناء قاعدة عسكرية، ولدى الولايات المتحدة عدد من افراد قيادة العمليات الخاصة يعملون كمستشارين ومدربين للقوات اليمنية الخاصة. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق وتخشى ان يؤثر عدم الاستقرار السياسي على عمليات مكافحة القاعدة التي سيطر افرادها على مدينة زنجبار عاصمة ابين في الجنوب ويواجهون قوات الحكومة حيث اجبروا عددا من جنودها على الهرب.


زر الذهاب إلى الأعلى