أرشيف

يمنيون بألمانيا: عودة صالح نذير شؤم

اعتبرت “المبادرة الشبابية ليمن جديد” في ألمانيا أن عودة الرئيس علي عبد الله صالح تمت بضوء أخضر من دول مجاورة، وعكست رغبة نظام الحكم في إدخال البلاد في أتون حرب أهلية وتصعيد الحل العسكري والأمني لإخماد الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في المدن اليمنية منذ بداية العام الجاري

.

وقال منصور الشراف مسؤول المبادرة -التي تأسست قبل سبعة أشهر في العاصمة الألمانية برلين بهدف إقامة فعاليات للتعريف بثورة الشباب اليمني بين المواطنين الألمان- إن عودة صالح “تمثل نذير شؤم وما كانت لتتم إلا بضوء أخضر من الحكومة السعودية، التي دعمت النظام الحاكم حتى خلال وجود صالح للعلاج بها، وأرسلت القوافل والإمدادات العسكرية للحرس الجمهوري في عدن

“.

وأضاف الشراف -في حديث للجزيرة نت خلال وقفة نظمتها المبادرة في برلين للتضامن مع الاحتجاجات اليمنية– “إن الرياض ستكون مشاركة في جرم صالح إذا لم تراجع نفسها بصدق، وتدرك أن مصالحها مع دعم الشعب اليمني في ثورته المتطلعة للحرية وإقامة دولة القانون

“.

طرق مسدودة


واعتبر مسؤول المبادرة الشبابية أن كل الطرق ستكون مسدودة أمام الرئيس اليمني، سواء كانت عودته بهدف فرض شروطه على الشارع الثائر أو إنهاء الثورة الشعبية بالسلاح وإشعال حرب أهلية بين المواطنين، وأوضح أن علي صالح “سيكون خاسرا إذا فكر في الحسم العسكري، لأن كل من لديه إلمام بالشؤون العسكرية يعرف أنه ليس بقوة القذافي، وأن تحرك القبائل اليمنية المسلحة بإمكانه خنق صنعاء والإجهاز على النظام الحاكم فيها”.

ورأى أن كل الحلول بما فيها المبادرة الخليجية مرفوضة إن لم تتضمن رحيل الرئيس اليمني وكبار مسؤوليه وأفراد عائلته، وأشار إلى “أن المبادرة الخليجية لم تلب تطلعات اليمنيين من بدايتها وأصبحت في حكم المنتهية بعد أن أسال نظام صالح دماء المواطنين في الشوارع اليمنية

“.

وثمن الشراف موقف قطر من الأزمة اليمنية، ودعا الحكومات العربية -خاصة الخليجية- إلى أن تحذو حذوها، كما امتدح سرعة تنديد ألمانيا بقتل المحتجين السلميين اليمنيين، وطالب حكومة المستشارة أنجيلا ميركل ببذل المزيد من الجهود “من خلال تحريك ملف الأزمة اليمنية في مجلس حقوق الإنسان أو مجلس الأمن الدولي، والضغط على الرياض للتدخل بشكل إيجابي وإيقاف تدخلها المشين والمشبوه ضد الثورة اليمنية”.

 

وقفة تضامنية


وقد شارك عشرات المبتعثين والمقيمين اليمنيين والعرب وعدد من المواطنين الألمان في الوقفة التضامنية التي نظمتها المبادرة الشبابية ليمن جديد أمام كنيسة الذكريات التاريخية وسط برلين، ورفع المشاركون في الوقفة الأعلام اليمنية ولافتات بالألمانية والعربية تعبر عن تضامنهم مع الشعب اليمني.

وأقام منظمو الوقفة معرضا مصغرا بمكان تجمعهم لصور الضحايا اليمنيين الذين سقطوا برصاص الجيش والقوى الأمنية خلال الاحتجاجات الشعبية المتواصلة، وردد المشاركون في الوقفة هتافات بالعربية والألمانية تعبر عن تضامنهم مع المحتجين اليمنيين مثل “سلمية سلمية.. لا للحرب الأهلية” و”الحرية لليمن مهما كان الثمن

“.

وفي كلمات ألقيت خلال الوقفة اعتبر المتحدثون أن استمرار صمود اليمنيين في الشوارع يمثل إشارة نصر للثورة اليمنية، وطالبوا القبائل اليمنية المحيطة بصنعاء بـ”التحرك لإيقاف إيصال الإمدادات للقوات الموالية لصالح والحيلولة دون ارتكاب مزيد من المجازر بحق المحتجين

“.

وقال الباحث اليمني بجامعة برلين أنيس الدعيس إن شرعية نظام الحكم اليمني سقطت بإسالته لدماء المتظاهرين المحتجين على ظلمه واستبداده، وتوقع “فشل الرئيس علي عبد الله صالح الآن مثلما فشل في السابق في جر اليمنيين إلى الحرب الأهلية

“.

وألقى مسن ألماني مسلم وسائح ألماني زارا اليمن كلمتين عبرتا عن تضامنهما مع اليمنيين “أصحاب الحضارة العريقة وأحفاد مملكة سبأ في نضالهم من أجل الحرية”.

 

المصدر: الجزيرة نت

زر الذهاب إلى الأعلى