أرشيف

مصدر سعودي: لغة بيان السفارة الأمريكية غير مقبوله

 (CNN) — أعرب مستشار حكومي سعودي عن استغرابه للتحذير الذي أطلقته السفارة الأمريكية في المملكة من خطر اختطاف أجانب في العاصمة الرياض، قائلاً إنه “لا يمتلك أدنى فكرة” حول السبب الذي دفع السفارة للقيام بهذه الخطوة التي اعتبر أنها جاءت عبر بيان يحمل لغة “غير مقبولة” نافياً وجود “جماعات إرهابية” أو “مظاهرات” بالعاصمة.


وقال المستشار الذي رد على أسئلة CNN حول القضية عبر البريد الإلكتروني الخميس، طالباً عدم ذكر اسمه، إن بلاده “لم تتسلم معلومات استخبارية أو تحذيرات مسبقة،” وأكد أن الرياض “ليس لديها فكرة عن الأسس التي قام عليها التحذير.”


وأضاف المستشار: “قد يكون للتحذير مصداقية، وقد لا يكون له ذلك.. ليس لدينا أدنى فكرة عن الأمر في هذه المرحلة.”


وانتقد المستشار اللغة المستخدمة في إصدار التحذير، بما في ذلك ذكر “المجموعات الإرهابية” التي قد تقوم بخطف الأجانب، ودعوة الرعايا الأمريكيين إلى “تجنب أماكن وجود المظاهرات” قائلاً إن هذه الأمور لا تحصل في المملكة.


وتابع بالقول: “صيغة كتابة البيان غير مقبولة أبداً، ليس هناك جماعات إرهابية تجول الرياض وتهدد بخطف الأجانب.”


ولفت المستشار إلى أن التحذير الأمريكي “غير مسبوق،” متوعداً بأن تكون ردة الفعل السعودية “حازمة للغاية” إذا اتضح في وقت لاحق أن البيان استند إلى “أدلة ظرفية.”


ورأى المستشار أن السعودية تعتبر الضجة التي أثارها البيان “غير مقبولة، وهي لن تتسامح معها،” وأضاف أن السعودية لن تقبل من الأمريكيين أو سواهم التشكيك بجهود برنامج مكافحة الإرهاب الذي تطبقه أو التقليل من أهميته.”


وكانت السفارة الأمريكية في الرياض قد أصدرت رسالة تحذير إلى رعاياها، دعتهم فيها إلى اتخاذ إجراءات أمنية واحترازية بسبب تلقيها معلومات تشير إلى أن مجموعة وصفتها بأنها “إرهابية” تخطط لاختطاف غربيين، وذلك في تطور يعقب إعلان السعودية عن قلقها حيال احتمال استخدام نشاطات الطيران الشراعي في البلاد بعمليات إرهابية.


وطلبت رسالة السفارة الأمريكية من كافة الرعايا تنفيذ بعض التوصيات الأمنية، ومنها تبديل الطرق المستخدمة عادة وعدم ارتياد الأماكن نفسها على الدوام وتحديد “مناطق آمنة” مثل مراكز الشرطة والمستشفيات والأبنية الحكومية السعودية، وترتيب خطط لمواجهة حالات “العنف أو المظاهرات.”


ولم توضح السفارة في بيانها المنشور على موقعها الإلكتروني مصدر المعلومات التي تلقتها أو هوية “المجموعة الإرهابية” التي قالت إنها تخطط لتنفيذ هذه العمليات.


وكانت المملكة العربية السعودية قد شهدت خلال الأعوام الماضية عدة أحداث أمنية حمّلت الرياض مسؤوليتها لتنظيم القاعدة الذي وجهت له ضربات قاسية على أراضيها، ولكن نشاطه عاد لينمو من جديد عند حدودها الجنوبية عبر “تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية” الذي ينشط انطلاقاً من اليمن.


وعند الحدود الشمالية للمملكة، يتواجد التنظيم في العراق، حيث مازال يقف خلف العديد من الهجمات والعمليات الأمنية.


وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، قد أعلن عن رصد محاولة لتجاوز الاستحكامات الأمنية في مشروع الحدود الشمالية مع العراق ذلك باستخدام طائرة شراعية بمحرك، وذلك في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، وقد جرى اعتراضها وضبطها وتبادل إطلاق النار مع مستقبليها الذين تواجدوا في عدد من السيارات قرب موقع هبوطها.


ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن التركي قوله – خلال مؤتمر صحفي مخصص للحديث عن هذه الواقعة – إنها المرة الأولى التي يصار فيها إلى استخدام طائرة شراعية في نشاط إجرامي في المملكة، وأضاف: “هدف هذه المجموعة انحصر في تهريب المخدرات ولكن الفكرة بحد ذاتها يترتب عليها مخاطر من إساءة استخدام مثل هذه الوسائل على الأمن والسلامة، والمملكة مستهدفة بالعمل الإرهابي لذلك يجب التعامل مع مثل هذه الحالات بجدية وحزم” على حد تعبيره.

زر الذهاب إلى الأعلى