أرشيف

إطلاق وشيك لمعتقلي احتجاجات اليمن

أمر وزير الداخلية اليمني أمس الثلاثاء بالإفراج عن جميع المعتقلين الذين احتجزوا في الاحتجاجات المستمرة منذ ما يقارب العام في صنعاء، خلال الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح.

وقال نشطاء إن القرار يمكن أن يشمل 1400 شخص اعتقلوا في العاصمة منذ تفجر الاحتجاجات في فبراير/شباط الماضي.

وقال الناشط الحقوقي مانع المطيري إنه غير متأكد من إطلاق سراح الجميع، مضيفا أن أغلب المعتقلين فيما يتصل بالاحتجاجات كانوا في صنعاء.

بن عمر في عدن
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر قد التقى الثلاثاء، زعماء من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، وممثلين عن الثورة الشبابية، ومسؤولين محليين، أثناء زيارة لعدن لم تُعلن، في إطار إشرافه على تنفيذ المبادرة الخليجية.

ودعا بن عمر إلى إشراك الحراك الجنوبي وأنصار الحوثي في جهود حل الأزمة باليمن، وقال إن هناك حاجة لمزيد من العمل لكي ينجح اتفاق السلام الذي أنجزه الشهر الماضي بين الرئيس علي عبد الله صالح والمعارضة، مشددا على ضرورة أن تضم العملية السياسية فئات لم تشارك بصورة مباشرة في المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق.

وتابع أن من بين هذه الفئات أنصار الحوثي والحراك الجنوبي والشباب، مضيفا أنه سيتعين بذل جهود جادة للتعامل مع مظالمها.

وكان مئات الأشخاص في مطار عدن عندما وصل بن عمر رافعين لافتات تدعو الجنوب إلى الثورة.

وقال المسؤول في الحراك عبد الحميد شكري -بعد المحادثات مع بن عمر- إن الحضور أبلغوا المبعوث الأممي بأن الحراك الجنوبي لا علاقة له بالصراع في الشمال، وإنه يتمسك “بمطلب تحرير الأرض والشعب في الجنوب”.

وفي غضون ذلك، قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الثلاثاء إن على القوى الموقعة على المبادرة الخليجية أن تجرب خيار التسوية السياسية، شرط ألا تسيء استخدام السلطة عبر قمع المعارضين بإشعال حروب طائفية.

وقال الحوثي -في بيان صحفي إثر لقائه بن عمر- إن من حق الشعب اليمني الرافض للمبادرة الاستمرار في الخيار الثوري، كما أن من حق تلك القوى الموقعة على المبادرة أن تجرب خيار التسوية السياسية.

واتهم الحوثي الموقعين على المبادرة باستخدام وسائل غير أخلاقية، مثل تفجير حرب طائفية أو إشعال حرب أهلية في شوارع محافظة تعز لإجبار القوى المعارضة على القبول بتلك الصفقة.

واعتبر الحوثي أن دخول السلطة بشقيها إلى الانتخابات وبأجنحتها العسكرية ومؤسساتها الأمنية وإمكانياتها الاقتصادية والإعلامية، لن يؤدي في النهاية إلى انتخابات نزيهة وتنافسية، وإنما ستكون كالماضي، بحيث يتم توظيف هذه المؤسسات الإعلامية والعسكرية والأمنية وغيرها لصالح أطراف خاصة.

ومن جهته، قال الناطق الإعلامي باسم اتحاد القوى الثورية في عدن علي قاسم للجزيرة نت إن الثوار عبروا للمبعوث الأممي عن رفضهم الضمانات التي منحتها المبادرة لصالح ونظامه، وأكدوا ضرورة حل القضية الجنوبية حلا عادلا بما يرضي أبناء الجنوب باعتبارها من أهم أهداف الثورة السلمية.

وكان بن عمر قد التقى -في إطار زيارة صنعاء- الرئيس صالح الذي شدد على ضرورة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية من قبل جميع الأطراف السياسية، للخروج من الأزمة الراهنة واستتباب الأمن والاستقرار في اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن صالح تثمينه -خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة- الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة ومبعوثها.

وأضاف أن تغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والذاتية لدى جميع أطراف العملية السياسية، وبتعاون من الجميع، هو المحك الحقيقي لاستكمال تنفيذ المبادرة.

وأشار إلى أن المبادرة بدأت تتحقق على الواقع الملموس بتشكيل حكومة الوفاق الوطني ولجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار.

مباركة أممية
وأشار بن عمر إلى مباركة الأمم المتحدة للخطوات التنفيذية التي اتخذت لتطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بما يحقق التسوية السياسية التي دعا إليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014.

وأكد بن عمر ضرورة التزام كافة الأطراف والعناصر المرتبطة بالأزمة، وإزالة كل المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء وبقية المدن، مشيراً إلى التحديات الكبيرة أمام حكومة الوفاق الوطني والمهام الماثلة أمامها في ما يتعلق بتوفير الخدمات واستتباب الأمن.

وشدد على أن الأمم المتحدة ستدعم حكومة الوفاق الوطني، وستقدم كل ما يلزم لاستتباب الأمن والاستقرار في اليمن ودعم اقتصاده وتنميته.

وزار بن عمر في وقت لاحق شباب الثورة في أماكن تجمعهم بصنعاء، وتحاور معهم بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن المتعلق بوقف العنف، إضافة إلى آليات تنفيذ اتفاق نقل السلطة سلميا. وأعرب الشباب أثناء اللقاء عن عدم تخليهم عن مطالبتهم بمثول الرئيس صالح وأعوانه أمام القضاء.

دعم أميركي وسعودي
من ناحية أخرى، رحبت الولايات المتحدة الثلاثاء بتشكيل حكومة الوفاق الوطني الجديدة في اليمن، ودعت جميع الأطراف إلى نبذ العنف والعمل بشفافية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان “ندعو كل الأطراف إلى نبذ العنف والعمل معا بشفافية ونية حسنة”.

واعتبرت المتحدثة أن تشكيل الحكومة -الذي أُعلن يوم السبت الماضي- “خطوة مهمة” في العملية السياسية الانتقالية، التي يفترض أن تقود إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 21 فبراير/شباط المقبل.

وفي السياق نفسه، قالت وكالة سبأ اليمنية للأنباء إن المملكة العربية السعودية وعدت الثلاثاء بإمداد الحكومة الجديدة في اليمن بما تحتاجه من مساعدات عاجلة، خاصة المنتجات النفطية.

وجاء الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة في اليمن بعد نحو 10 أشهر من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، للمطالبة بإنهاء 33 عاما من حكم الرئيس علي عبد الله صالح، وأسفرت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن توقيعه على اتفاق لنقل السلطة.

وتتكون الحكومة الجديدة من 34 وزيرا برئاسة محمد سالم باسندوة، وتتولى مهامها في المرحلة الانتقالية باليمن وحتى رحيل الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة المقرر في فبراير/شباط 2012.

 

المصدر : الجزيرة + وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى